الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الانتخابات الأوروبية... فرصة لإصلاح القارة العجوز

الانتخابات الأوروبية... فرصة لإصلاح القارة العجوز
6 يونيو 2009 01:03
في السويد، يوجد «حزب القراصنة» الذي يدعو إلى جعل «الإنترنت» خدمةً متاحة للجميع بالمجان. وفي هولندا، هناك «حزب الحرية» المناوئ للإسلاميين. أما ألمانيا، فلديها حزب «البنفسج» الذي يؤمن بأن السياسة ينبغي أن تكون أكثر كلية وشمولية وأن تحتضن الطبيعة. والحقيقة أن الناخبين الذين يتكلمون 23 لغة من 27 بلداً يتوافرون على خيارات كثيرة ومتنوعة في انتخابات الاتحاد الأوروبي الحالية التي تجري خلال الفترة من الرابع من يونيو الجاري إلى السابع منه. ولكن حزباً واحداً، واسمه «ليبيرتاس»، يجادل بأنه يستطيع جذب الناس عبر الحدود وتجاوز الاختلافات اللغوية. وفي هذا الإطار، يقول حزب «ليبيرتاس»، الذي يقوده المليونير ورجل الأعمال الايرلندي ديكلان جانلي، إن لديه 600 مرشح عبر 24 بلداً يتنافسون في هذه الانتخابات. وكان الحزب قد أُسِّس بهدف معارضة اتفاقية لشبونة، التي سعت إلى تنظيم عملية صنع القرار في مؤسسات الاتحاد الأوروبي، ولكنها كانت تمنح في الوقت نفسه، حسب «ليبيرتاس»، الكثير من السلطة لمسؤولين غير منتخَبين. وبعد أن نجح في معارضة الاستفتاء الايرلندي، سجل «ليبيرتاس» نفسه كحزب سياسي، وهو يدعو اليوم إلى إصلاح سياسي وبيروقراطي لمؤسسات الاتحاد الأوروبي. ويقول جانلي: «إن العديد من الموضوعات الجوهرية التي وردت في اتفاقية لشبونة كانت حول الانفتاح والمحاسبة والشفافية». ورغم أن «ليبيرتاس» عارض اتفاقية لشبونة، فإن «جانلي» يقول عنه إنه حزب مؤيد للاندماج الأوروبي. ويقول: «إنني أؤمن باتحاد أوروبي ناجح، ولكنه يحتاج إلى أساس صلب ومتين يقوم على الديمقراطية والشفافية في عملية سن التشريعات وصنع القرارات»، مضيفاً أن الرفض الايرلندي لاتفاقية لشبونة يعكس مشاعر عدم الرضا السائدة على الصعيد الأوروبي عن مؤسسات الاتحاد، مشاعر يمكن استغلالها على شكل أصوات لصالح «ليبيرتاس». ولكن هيلين والاس، الأستاذة في المعهد الأوروبي التابع لكلية لندن للعلوم الاقتصادية، تقول إنه إذا كان هناك مجال لحزب عابر للقوميات، فإن برنامج «ليبيرتاس» القاضي بإصلاح الاتحاد الأوروبي، لن يلقى تجاوباً لدى الهيئة الناخبة الأوسع؛ لأن الناس «في الانتخابات الأوروبية يميلون عادة إلى التصويت على المواضيع الوطنية بدلاً من الأوروبية. على أن نسبة صغيرة فقط تهتم بالقضايا الأوروبية الأوسع حين تصوت». وفي هذه الأثناء، تواجه ايرلندا استفتاءً آخر حول اتفاقية لشبونة في وقت لاحق من هذا العام، ولكن معظم أوروبا تركت الموضوع وراءها، كما يقول «إدوارد موكسون براون»، أستاذ الاندماج الأوروبي بجامعة ليميريك، مضيفاً: (إن الركود الاقتصادي هو الأهم بالنسبة للناس الآن، وليس إصلاح الاتحاد الأوروبي. وحتى أكون عادلًا في حق «ليبيرتاس»، فإنني أعتقد أن معظم المواضيع التي يثيرها حول الاتحاد الأوروبي مهمة وتمثل مصدر قلق بالنسبة للناخبين، ولكنها ليست مـــــــن الأولويات). وقد اتضح هذا في استطلاع للرأي أُجري مؤخراً في أوروبا، ووجد أن الناخبين يعلقون أهمية أكبر على المواضيع التي تتعلق بحياتهم اليومية، مثل البطالة (57 في المئة) والنمو الاقتصادي (52 في المئة) مقارنة مع اختصاص وصلاحيات مؤسسات الاتحاد (10 في المئة). وقد اقترح حزب «ليبيرتاس» تنظيم العدد الكبير من التنظيمات والقوانين التي تمرر في البرلمان الأوروبي. وفي هذا الإطار، عارض الحزب صيغة «اثنين مقابل واحد»، أي أنه مقابل كل قانون يريد السياسيون إدخاله، عليهم أن يقدموا قانونين موجودين وغير ضروريين من أجل إلغائهما. على أن تُعتمد هذه القوانين الجديدة لفترة محددة؛ وإذا لم تتم مراجعة أي منها خلال تلك الفترة، فإنها تلغى بشكل أوتوماتيكي. وحسب «جانلي»، فإن حزباً أوروبياً فقط يستطيع إدخال هذا النوع من التغيير، إذ يقول: «هناك 736 عضواً في البرلمان الأوروبي، غير أن أكبر حزب وطني لا يستطيع الحصول سوى على نحو 20 مقعداً. وبالتالي، فإن المرء لا يستطيع القيام بأي شيء». داخل البرلمان الأوروبي، تشكل الأحزاب الوطنية مجموعات سياسية ذات قاعدة واسعة مثل حزب الاشتراكيين الأوربيين وحزب الشعبي الأوروبي - الديمقراطيون الأوروبيون من «يمين الوسط»، ويقول البروفيسور ولاس: (إن الأحزاب السياسية الوطنية تجد صدى لها في بلدان مختلفة. وفي الوقت الراهن، فإن «ليبيرتاس» أشبه بأحد هذه الائتلافات منه بحزب سياسي موحد، على اعتبار أنه كان مضطراً إلى جمع مرشحين لديهم وجهات نظر مختلفة وبسرعة). ويقول «هيوجو برادي»، زميل مركز الإصلاح الأوروبي الموجود مقره في لندن: «البعض اتحاديون والبعض متشككون في جدوى الاتحاد. ومن الصعب إيجاد أرضية مشتركة بينهم»، مشيراً إلى أنه: كيف أن «مجموعة الهوية والسيادة والتقاليد»، وهي مجموعة سياسية في البرلمان الأوروبي تتألف من أحزاب قومية «يمينية» متطرفة، انهارت لأن القاسم المشترك الوحيد الذي كان يجمع بينها هو كرهها للاتحاد الأوروبي. وأضاف برادي قائلاً: «لم يكن لديهم برنامج سياسي بعد ذلك، وعلى المرء أن يتساءل ما إن (ليبيرتاس) سيلقى مصيراً مماثلاً، وشخصياً، أرجحُ ذلك». وقد وضع «ليبيرتاس» لنفسه هدفاً طموحاً وجريئاً ويتمثل في الفوز بـ100 مقعد في البرلمان الأوروبي، ولكن فقط في حال كانت نسبة المشاركة مرتفعة، وهو ما يبدو مستبعداً، حسب أرقام صدرت عن البرلمان الأوروبي. ففي وقت سابق من هذا العام، قال 34 في المئة فقط من الناخبين الممكنين المستجوَبين عبر الاتحاد الأوروبي إنهم سيشاركون في الانتخابات. ويتنافس «ديكلان جانلي» في دائرة انتخابية صعبة هي شمال غرب إيرلندا، وقد حصل على 9 في المئة فقط من الدعم في استطلاعين للرأي أجريا مؤخراً من قبل «آيريش تايمز/ تي إن - إس إم آر بي آي»، والحال أن عليه أن يضاعف هذه النتيجة حتى تكون لديه فرصة للفوز بواحد من المقاعد الثلاثة. ويقول برادي: «إن انتخاب جانلي مهم وأساسي؛ لأنه هو الوحيد الذي يتوافر في ما يبدو على مخطط لأخذ (ليبيرتاس) إلى المستوى التالي إذا نجح حزبه في الانتخابات». مايكل سيفر – دبلن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©