عباس يعلن دعمه غير المشروط للوساطة المصرية للتهدئة

أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس، دعمه ''بلا تحفظات'' الوساطة المصرية من أجل التوصل الى هدنة مع اسرائيل في قطاع غزة· وأكد عباس في تصريح للإعلام بعد لقائه الرئيس المصري حسني مبارك طوال ساعة ونصف في منتجع شرم الشيخ البحري ،ان ''السلطة الوطنية تؤيد من دون أي تحفظ أو شروط تلك الجهود الحثيثة التي تبذلها مصر لتحقيق هذه التهدئة في غزة''· كما أعرب الرئيس الفلسطيني عن استعداده للحوار مع حركة ''حماس'' على أساس ''أحدث المبادرات في هذا الخصوص والتي تمثلت في المبادرة اليمنية'' لمصالحة الطرفين الفلسطينيين الأساسيين ''فتح'' و''حماس''· وجاءت تصريحات عباس قبل يومين على انعقاد اجتماعات في القاهرة لممثلي كافة التنظيمات الفلسطينية بحضور رئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان، بهدف اتخاذ موقف فلسطيني موحد من التهدئة مع اسرائيل،لكن حركة ''فتح'' برئاسة عباس أعلنت أنها لن تشارك في هذه الاجتماعات· وقد توقف عباس في مصر لاطلاع مبارك على نتائج الجولة التي أجراها لتوه في موسكو وواشنطن، وقال انه ''طالب الجانب الاميركي خلال الزيارة بالقيام بدور أكثر فاعلية وبدور جدي من أجل تحقيق التسوية السياسية المنشودة'' في المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية· وقال الرئيس الفلسطيني ''ان المحادثات مع الجانب الاميركي في هذا الخصوص سوف تستمر في المرحلة المقبلة وبخاصة خلال زيارة الرئيس الاميركي جورج بوش المتوقعة لشرم الشيخ في 17 مايو المقبل، علاوة على ما سيتيحه منتدى دافوس العالمي'' الذي ينعقد بين 18 و20 من الشهر نفسه في المنتجع المصري· وأشار إلى انه طلب من الرئيس الاميركي ''العمل على إيقاف الاستيطان (الاسرائيلي) لأن استمرار الاستيطان في ظل المفاوضات، أو حتى في عدم وجود مفاوضات ،هو أمر لا يعطي أملا لأحد''· وأضاف أن ''على الجميع معرفة أن أي اتفاق سنصل اليه سوف يرتكز على حدود عام ·''1967 وأكد عباس ان ''كل الاطراف المعنية تبذل جهودا جدية للوصول للسلام قبل نهاية عام ''2008 مضيفا ''علينا ان نبقي على الامل لدينا''· ولكنه أقر ''لا نعرف هل سنصل الى هذا الحل أم لا''· وكانت حركة ''حماس'' قد وافقت الاسبوع الماضي، على عرض مصري للتهدئة مع إسرائيل يمتد لستة أشهر في قطاع غزة أولاً ،على ان تمتد الى الضفة الغربية لاحقاً· وقالت مصادر إسرائيلية أمس، أن إسرائيل قد توافق على اتفاق تهدئة غير معلن مع حركة ''حماس'' إذا ''توقفت'' الهجمات المسلحة وعمليات إطلاق الصواريخ، وكذلك تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة· ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر في الحكومة الإسرائيلية، تأكيدها انه في حال '' استجابة حركة ''حماس'' لهذه الشروط ،فإنه لن يكون هناك أي سبب يدعو إسرائيل إلى تنفيذ عمليات عسكرية في قطاع غزة''· واعتبرت المصادر أن الالتزام بشروط إسرائيل هذه ، سيؤكد عدم وجود حاجة لأي اتفاق بشأن التهدئة بين الطرفين· وقالت ''إن إسرائيل لا تتفاوض مع حركة ''حماس'' وأن أي جهة لم تعرض حتى الآن أي مقترحات على إسرائيل بشأن التهدئة''· وأكد أيمن طه القيادي في ''حماس'' لوكالة الأنباء الألمانية امس،أن ''فرض مثل هذه الشروط دلالة على عدم جدية إسرائيل في التعاطي مع طرح مصر للتهدئة الذي وافقت عليه ''حماس'' وهو يشير إلى النوايا العدوانية التي تنتهجها حكومة الاحتلال وتديرها لشن هجوم واسع على قطاع غزة''· وأضاف: ''نحن نتحدث عن تهدئة متبادلة ومتزامنة تقوم على وقف عمليات المقاومة مقابل وقف العدوان الإسرائيلي بكافة أشكاله، ورفع الحصار دون التطرق لشروط من نوع عمليات التهريب المزعومة، لأن مثل هذه الشروط تعجيزية وعبارة عن تهرب إسرائيل من التهدئة''· ونفى طه تقارير إعلامية عن إبلاغ حركته فصائل فلسطينية في العاصمة السورية دمشق، موافقتها على إجراء انتخابات فلسطينية مبكرة، وفق قانون انتخابات التمثيل النسبي والكامل الذي جرت به الانتخابات السابقة عام 2006 · وشككت حركة ''فتح'' في جدية إسرائيل إزاء التهدئة الشاملة التي يسعى الفلسطينيون للتوصل إلى اتفاق حولها، معربة عن ''إدانتها'' لمواصلة إسرائيل تصعيدها ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة·