الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السعودي محمد آشي: لست غرائبيا لكني أصمم أزياء المستقبل

السعودي محمد آشي: لست غرائبيا لكني أصمم أزياء المستقبل
6 يونيو 2009 00:50
أدهش محمّد آشي، المصمّم السّعودي الشّاب، معظم الذين اطّلعوا على الأزياء الجاهزة الفخمة التي عرضها في بيروت لموسم خريف وشتاء 2010. سبق آشي عصره، وطرح أفكاراً مستقبلية قد لا تألفها العين بسهولة، وحصر ألوانه بالكثير من الأسود المنفرد، ثمّ تدرّج بالأزياء إلى بعض من الأبيض، وقليل من مشتقاته مثل العاجي، والبيج، ولون الكريما. بعد العرض التقته «دنيا»، وأجرت معه اللقاء التالي: كيف استطعت أن تكون سعوديّ الجذور، وثقافتك غربيّة بالكامل؟ - أفتخر بأنّني سعوديّ، وقد أكملت دراستي الجامعية في أميركا لمدّة 4 سنوات، حيث تخصّصت في مجال الفنون، وانتقلت إلى تصميم الأزياء. عدتُ إلى بيروت حيث أقيم منذ 5 سنوات، لذلك أحمل الثقافة الغربيّة واللبنانيّة في آن. أظن أنّني تخليّت عن التأثير الأميركي الذي لم أحبّه كثيراً كنمط حياة، وتوغّلتُ أكثر في الثقافة الأوروبيّة بفضل احتكاكي يومياً بالبيئة اللبنانية. • الأزياء الغرائبية التي قدّمتها في هذا العرض تُدهش وتصدم في آن، لأنّ لا علاقة لها بما قد ترتديه المرأة في الزمن الحالي. ماذا تقول؟ - لا أحبّ أن أصنّف كمصمّم غرائبيّ، لأن هذه اللحظة تعني أنّني أقدّم ما هو خارج عن نطاق المجتمع. أعتبر أنّني صمّمت للمستقبل، إذاً أنا تقدّمي في أفكاري ومفهومي للموضة. • من أين استمدّيت أفكارك لإنجاز العرض؟ - شاهدت فيلماً إيرانياً يحمل اسم «لون الجنّة»، وهو دراما إنسانية مؤثرة تحكي عن صبي ضرير، وعاجز عن الرؤية، ولكنّه يرى بطرق أخرى. يحمل الفيلم نفحات رومانسية، ويطرح قيمة فلسفية بعيدة الغور. صمّمت العرض من وحي هذا الفيلم، فاخترت اللونين الأسود والأبيض منفصلين، والعاجي والبيج، وذلك للتعبير عن ذلك الصبي الضرير الذي يرى فقط الأسود والأبيض دون سواهما من ألوان، ومع ذلك هو فرح في الحياة. • ثمّة سوريالية في أزيائك، وكأنّك ترسم لوحة، هل تعمّدت صدم الحاضرين؟ - طرحت المواضيع في أزيائي وأبقيتها مبهمة، لأن السورياليّة في التصميم تترك الحريّة لمخيّلة الناظر. لا أحبّ تفسير الأشياء كي لا أؤطر خيال الناس. فكل إنسان يتذوّق على مزاجه، ويفهم الأبعاد بحسب ما يريد. • قدّمت أزياء وكأنّها لم تُنجز بعد، لماذا؟ - هذا هو الأسلوب الذي تعمّدت تقديمه، كي أحثّ فضولية الناس على طرح هذا السؤال، وكي أكون مميّزاً عن سواي من المصمّمين الشباب. • من هي المرأة التي تناسبها أزياؤك؟ - إنّها الصبيّة الشابة وصاحبة الأفكار التقدّمية غير المتزمّتة. هذه النوعية كانت حاضرة في العرض، وهي مثقفة على صعيد الموضة العالمية، وتواكب كل الأفكار التقدّمية والسابقة للعصر. أظن أن عمر زبوناتي يتراوح ما بين 21 و40 سنة فقط. • المشكلة في أزيائك أنّها لا تجمّل المرأة، وإنّما تستعملها لنشر أفكارك من خلالها. لماذا؟ - لديك حق في ذلك، وهذه ناحية سأحرص على تحاشيها في عروضي المقبلة. فأنا قد أطلقت العنان لمخيّلتي وأفكاري ومفهومي للأزياء والموضة، ولم أنتبه إلى ضرورة إبراز قوام المرأة وتناسقه. • بالغت في الموديلات المنتفخة والكسرات الكثيرة، هل هذا مكمّل للموضوع الدرامي؟ - كلّما كبر حجم الانتفاخات في الفساتين، برزت الدراما أقوى وصارت ملفتة أكثر. حتى الأقمشة اخترتها جامدة ومنتصبة وسميكة، مثل الأورغانزا والغازار وغيرها، وذلك لتسطير الواقع القاسي لإيصال الفكرة التي أريد. • أتى العرض مائلاً إلى الرمادية، في الألوان أو الموسيقى، أو سحنة العارضات الشاحبة، أو مشيتهنّ المتباطئة. أين النبض المطلوب؟ - الطابع الرمادي ليس طاغياً كثيراً، فكلّ شخص يفهم الفرح بطريقة مختلفة. أردتها صدمة إيجابية للناس وأظنني حققتها. فالأضواء الإعلامية ليست مسلّطة على المصمّمين الشباب أصحاب الأفكار التقدّمية، والنظرة المستقبلية. للعالم العربي مفهوم تقليدي جداً للموضة. • الأحذية أتت مكمّلة تماماً للفساتين. هل هي من تصميمك أيضاً؟ - إنّها أحذية خارجة عن المألوف، ولكنّها مرغوبة جداً من الصبايا. صمّمتها من مخيلتي، ونفذتها في مصانع لبنانية وسأطرحها ضمن مجموعة منفردة للبيع في متاجر بالكويت. • تدرّجت في مشغل إيلي صعب. كيف كانت التجربة؟ - عملت مع إيلي صعب طوال سنة ونصف، تسلمت خلال هذا الوقت كل شيء تقريباً في مشغله. ثمّ انتقلت إلى العمل لدى المصمّمة اللبنانية ميليا مارون وهي تعيش في أوروبا، وتبيع مجموعتها في اليابان. إيلي صعب ساعدني كثيراً كي أكون عملياً أي أن أصمّم ما يمكن للمرأة أن ترتديه وتبتاعه. كنت في الماضي أضع أفكاري في الأزياء ولا أكترث إلى ذوق السيّدة الشخصي. • هل ستنتقل إلى العروض في الخارج؟ - لا تهمّني هذه النقلة حالياً لأنّني لم أكتسب الخبرة الكافية بعد. إنّه عرضي الثاني، وعليّ الانتظار حوالى 5 سنوات كي أعرض في باريس أو روما. • هل ستبيع بشكل فردي أو عبر بوتيكات؟ - أبيع مجموعتي الكوتور على الطلب عبر مكتبي في بيروت. وافتتحت محلاً في جدّة يحمل اسمي، أعرض فيه مجموعتي من الأزياء الجاهزة الفخمة Luxury Ready to wear. • هل تعرّفت إلى المصمّم السعودي يحيى البشري الذي وصل إلى العالمية؟ - لم يحصل التعارف بعد. إنّني أحترم تجربته وآراءه في الموضة، ولكنّه يصمّم من وحي التراث السعودي مع بعض اللمسات الأوروبية. أمّا أنا فلست من هذه المدرسة، بل أنطلق في أزياء من زاوية ثقافية وليس الناحية التجارية، فأصمّم فكرة أو موضوعاً بحسب ما استوحيه من كتاب أو فيلم أو سواهما.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©