الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

البخـاري.. أمير المؤمنين في الحديث

31 مارس 2017 00:36
أحمد مراد (القاهرة) هو محمد بن إسماعيل بن المغيرة أبو عبد الله البخاري، ولد في مدينة «بخارى» (تقع الآن في أوزبكستان) سنة 194 هجرية، حفظ الحديث وقرأ كتبا مشهورة وعمره 16 عاماً، وقيل إنه حفظ 70 ألف حديث سرداً وهو صبي. درس بمسقط رأسه على أيدي المسندي والبيكندي، ثم رحل إلى بلخ وتتلمذ على يد مكي بن إبراهيم، وفي نيسابور التقى بيحيى بن يحيى، ثم رحل إلى مكة وسمع هناك من أبي عبدالرحمن المقرئ، وخلاد بن يحيى، وحسان بن حسان البصري، وسمع بالمدينة من عبد العزيز الأويسي، وأيوب بن سليمان بن بلال. يوصف البخاري بأنه أمير المؤمنين في الحديث، ويروى أنه دخل إلى سمرقند فاجتمع بأربع مائة من علماء الحديث بها، فركّبوا أسانيد، وأدخلوا إسناد الشام في إسناد العراق، وخلطوا الرجال في الأسانيد، وجعلوا المتون على غير أسانيدها، ثم قرأوها على البخاري، فرد كل حديث إلى إسناده، وقومّ تلك الأحاديث والأسانيد كلها، ولم يقدروا أن يجدوا عليه سقطة. وقال البخاري: أحفظ مائة ألف حديث صحيح، وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح، وقال أيضاً: كتبت عن ألف شيخ وأكثر، عن كل واحد منهم عشرة آلاف وأكثر، ما عندي حديث إلا أذكر إسناده. قال ابن كثير عنه: هو إمام أهل الحديث في زمانه، والمقتدى به في أوانه، والمقدم على سائر أضرابه وأقرانه. وكان البخاري في غاية الحياء، والشجاعة والسخاء، والورع والزهد في الدنيا دار الفناء، والرغبة في الآخرة. وصنف البخاري نحو عشرين مصنفاً، منها الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله، وسننه وأيامه، والمعروف بـ«الجامع الصحيح». وكتاب الأدب المفرد الذي طبع طبعات متعددة. والتاريخ الكبير، وهو كتاب كبير في التراجم، رتب فيه أسماء رواة الحديث على حروف المعجم، والتاريخ الصغير، هو تاريخ مختصر للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ومن جاء بعدهم من الرواة. وصحيح البخاري أشهر كتب الحديث قاطبةً، وبذل فيه صاحبه جهداً خارقاً، وقضى في تأليفه وجمعه وترتيبه وتبويبه ستة عشر عاماً. ويذكر البخاري السبب الذي جعله ينهض إلى هذا العمل، فيقول: كنت عند إسحاق بن راهويه، فقال: لو جمعتم كتاباً مختصراً لصحيح سنة رسول الله. فوقع ذلك في قلبي، فأخذت في جمع «الجامع الصحيح». ويضم صحيح البخاري 7275 حديثاً، اختارها من بين 600 ألف حديث كانت تحت يديه؛ لأنه اشترط شروطا خاصة في الراوي، وهي أن يكون معاصراً لمن يروي عنه، وأن يسمع الحديث منه، أي أنه اشترط الرؤية والسماع معاً، إلى جانب الثقة والعدالة والضبط والإتقان والعلم والورع. وكان البخاري لا يضع حديثاً في كتابه إلا اغتسل قبل ذلك وصلى ركعتين، وابتدأ تأليف كتابه في المسجد الحرام والمسجد النبوي، ولم يتعجل إخراجه للناس بعد أن فرغ منه، وتعهده بالمراجعة والتنقيح، وصنفه ثلاث مرات حتى خرج على الصورة التي عليها الآن. توفي الإمام البخاري ليلة عيد الفطر سنةَ 256 هجرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©