يا ترى هل سألت نفسك من قبل : من أنا؟ ففي وسط الزحام من الناس والأفكار والمعلومات وثورة التحدي بين المجتمعات، يجب علينا أن يسأل كلٌ منا نفسه هذا السؤال، ليعرف هل هو عضوٌ نافع في المجتمع يساهم في مسيرة التنمية ويخلص في عمله ويقضي وقته في إنجاز ما كلف به أم أنه عبء على المجتمع. يستسلم لشبح البطالة أو يهدر أوقات العمل المقدسة بلا فائدة نتيجة اللامبالاة وفتور الرغبة وعدم الاكتراث بالنتائج.
من أنا؟ أمحاربٌ جسور حارب الفشل وسعى للنجاح مراراً وعلم جيداً قيمة الوقت والتجربة؟ أم منهزم متخاذل اكتفى بالاستسلام والانهزام النفسي من المرة الأولى ولم يدرك أن من لم يفشل لم يعرف طريق النجاح؟ هل انا ذو إرادة قوية وإصرار على استكمال مسيرتي التعليمية والوصول للدراسة الأكاديمية وتدعيم قدراتي بالتدريب والاطلاع المتميز في مجال الدراسة؟ أم متوانٍ يكتفي بالشهادات الدنيا وتتساوى لديه الأمور ولم يدرك أن المال بدون علم يرشِّد استخدامه واستثماره يؤدي إلى الفقر. من أنا؟ هل مبدع ينسى إعاقته ويخرج مواهبه في أشكال فنية رائعة أو تصاميم يدوية راقية من منسوجات ومفروشات أو ممارس للرياضة كالسباحة وكرة اليد أو مؤلف يكتب قصصاً وروايات ويخط بيده أجمل ما ينحت الرسام أم منتظر يمر عليه يومه ليأتي يوم آخر، فالأيام عنده سواء. ينظر بتشاؤم وحزن وفي كلامه ونبرة صوته رفض للواقع وتمرد على الحياة ويتناسى أن لله الأمر من قبل ومن بعد. من أنا؟ أمغترب عن وطني للدراسة والعلم والاطلاع على تكنولوجيا الغرب وتطوير امكانياتي أو للتجارة والعمل على تقدم الوطن أم مغترب تطبع بمساوئ الغرب تاركاً ما ذهب إليه، منخدعاً بمظاهر هذه الحياة جارياً وراء نزوات طائشة. من أنا؟ أزوج يحترم الحياة الزوجية ويقدر قيمة المرأة ويزهو بها أمام الآخرين بل ويجعلها تعشقه وتنصاع لرضائه بسعادة لتثمينه تضحياتها أم زوج تستكثر عليه نفسه السعادة ويحقد عليه صديق فيبرز أحقيته بزوجة أخرى ويلح عليه بذلك.. وأمام صراع النفس والصديق تفوز الفكرة وتستأثر جوارحه فيتزوج بأخرى ويبدأ بيت الزوجية في الانهيار إن لم تتماسك الزوجة المضحية بقوة الحب وعاطفة الأمومة. إذاً السؤال (من أنا؟) لا ينتهي.. انظر أين أنت من هذه الأنواع لكي تشعر بملكة الوجود داخل المجمع وعالج نقاط ضعفك بهذا السؤال لتمنح نفسك فرصة في إشراقة حياة جديدة تشحذ همتك وتفتح الآفاق أمام عينيك.
محمد زكريا النجار
عدد اليوم
