الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«صون الطبيعة»: أجندة للمحافظة على الأنواع للسنوات الأربع المقبلة

«صون الطبيعة»: أجندة للمحافظة على الأنواع للسنوات الأربع المقبلة
24 فبراير 2012
(أبوظبي) - حذر خبراء ومختصون في مجال المحافظة على الأنواع من مختلف أنحاء العالم من أن 1 من كل 7 طيور، وواحدا من كل 4 ثدييات، وواحدا من كل 3 برمائيات مهدد بالانقراض على مستوى العالم. وجاءت تحذيرات الخبراء في اجتماع استضافته هيئة البيئة في أبوظبي يهدف إلى تحديد أجندة المحافظة على الأنواع للسنوات الأربع المقبلة. وأشار اجتماع رؤساء المجموعات في الاتحاد العالمي لصون الطبيعة الذي عقد أمس بأبوظبي بمشاركة أكثر من 300 خبير ومختص في المحافظة على الأنواع، إلى وجود العديد من الأنواع المهددة بالانقراض في دولة الإمارات العربية المتحدة ومنها الغاق السوقطري، الطهر العربي، المها العربي، النمر العربي، أبقار البحر (الأطوم) وسلحفاة منقار الصقر، بالإضافة إلى العديد من الأنواع الأخرى من الزواحف والأسماك والبرمائيات واللافقاريات. وخلال الاجتماع الذي يستمر لستة أيام في أبوظبي سيناقش رؤساء 100 مجموعة من المجموعات العلمية المتخصصة مختلف القضايا والتطورات المتصلة بحماية الطبيعة والمحافظة على البيئة خاصة تلك التي تتعلق بأنواع معينة من النباتات والحيوانات، بينما تركز مجموعات أخرى على قضايا بيئية محددة مثل إعادة انتشار الأنواع في موائلها الطبيعية وموضوعات أخرى تتعلق بصحة الحياة البرية. وقالت رزان خليفة المبارك، الأمين العام لهيئة البيئة في أبوظبي يسعدنا استضافة هذه النخبة المميزة من العلماء المتخصصين في معظم أنواع الكائنات والنباتات التي تعيش على كوكب الأرض. ويأتي هذا الاجتماع في إطار التزام حكومة أبوظبي العميق والتاريخي بحماية التنوع البيولوجي على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي. وما يدعو للاعتزاز أن تدعم هيئة البيئة في أبوظبي الاجتماع الذي سيحدد أجندة المحافظة على الأنواع للسنوات الأربع القادمة. وأكدت المبارك في الافتتاح الرسمي لأعمال الاجتماع أمس أن هيئة البيئة استفادت من عمق الخبرات التي تقدمها لجنة بقاء الأنواع المتخصصة في وضع استراتيجيتها للحفاظ على الأنواع على المدى الطويل بما في ذلك برامج إعادة توطين الأنواع وتأسيس المناطق المحمية، وتقييم التهديدات التي يتعرض لها التنوع البيولوجي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ووضع اللوائح والأنظمة البيئية في إمارة أبوظبي. وأكدت التزام الهيئة بدعم لجنة بقاء الأنواع المتخصصة "اس اس سي"، لتحقيق أهدافها في الحفاظ على الأنواع. وقال دكتور سيمون ستيوارت، رئيس لجنة بقاء الأنواع بالاتحاد العالمي لصون الطبيعة "تبهرنا أبوظبي باستمرار دعمها القوي الذي توليه لمجال المحافظة على الأنواع محلياً ودولياً. ولقد لعبت أبوظبي دوراً فاعلاً ومؤثراً في الجهود الإقليمية لإكثار المها العربي وإعادتها إلى موائلها بعد أن كانت على حافة الانقراض. كما أن لها جهودا مميزة في مجال المحافظة على العديد من الأنواع المهددة بالانقراض منها أبقار البحر (الأطوم)، والحبارى، وسلاحف منقار الصقر. وربما يعد التزام أبوظبي طويل المدى بالمحافظة على الأنواع ذات الأهمية الدولية من أهم الجهود البيئية التي تبذلها الإمارة". وتعتبر القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض، والتي يصدرها الاتحاد العالمي لصون الطبيعة، اللائحة المعتمدة على نطاق واسع باعتبارها النهج الأكثر شمولية وعالمية لتقييم الوضع القائم في حفظ الأنواع النباتية والحيوانية. ومنذ إنشائها عام 1963، نمت القائمة الحمراء في الحجم والتعقيد، وأصبحت الآن تلعب دوراً متزايد الأهمية في توجيه أنشطة الحفاظ على الأنواع التي تنفذها الحكومات والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات العلمية والخبراء المختصون. وخلال حفل الافتتاح الرسمي أمس لهذه الاجتماعات تم استعراض العديد من المشروعات التي تنفذها دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال المحافظة على الأنواع بما فيها الجهود التي تنفذها هيئة البيئة في أبوظبي، حيث سلط أشرف السبحي مدير إدارة التنوع البيولوجي والمحافظة الضوء على جهود الهيئة في حماية الشعاب المرجانية في الخليج العربي. وأشار السبحي إلى وجود 10 محطات دائمة لمراقبة الشعاب المرجانية تديرها الهيئة، ونتائج هذه المحطات تستخدم لصون التنوع البيولوجي للشعاب المرجانية في المناطق المهمة، إلى جانب صيانة وتعزيز قوة الشعاب المرجانية لتصمد أمام أي اضطرابات بيئية في المستقبل. وتعد الشعاب المرجانية مهمة للحفاظ على التنوع البيولوجي البحري باعتبارها مأوى لأنواع عديدة من الأسماك. فمن خلال الحفاظ على الشعاب المرجانية، تتم المحافظة على المخزون التجاري من الأسماك، وأيضاً بحماية التنوع البيولوجي للمستقبل. وستتواصل اجتماعات اللجان لغاية 28 الشهر الجاري حيث ستتم مناقشة الموضوعات المتصلة بإدارة وتوجيه العمل في هذه المجموعات وإسهاماتها في حماية الطبيعة. وتعتبر فرصة ثمينة لرؤساء المجموعات لكي يجتمعوا في مكان واحد متبادلين الآراء والمعلومات ولمناقشة التحديات المختلفة التي تواجههم ووضع خطة العمل للسنوات الأربع المقبلة. وعلى الرغم من أن لجنة بقاء الأنواع هي أكبر وأقدم لجان الاتحاد العالمي لصون الطبيعة، إلا أنها المرة الثانية فقط التي يجتمع فيها رؤساء المجموعات المتخصصة خلال أكثر من ستين عاماً، حيث استضافت الهيئة أول اجتماع لرؤساء مجموعات اللجنة في مدينة العين في فبراير 2008. وكشفت ريما جبادو من كلية العلوم في جامعة العين عن وجود 29 فصيلة من أنواع سمك القرش في مياه الخليج العربي. وأكدت جبادو خلال مشاركتها أمس في أعمال الاجتماع أن غالبية أسماك القرش في الخليج العربي غير مؤذية. وأكدت جباود في دراستها التي تعد أطروحة دكتوراه في جامعة العين، أن عدد الفصائل أكثر مما كان يعتقد في السابق حيث كان يقدر العدد بـ12 فقط، مؤكدة أن هذه الفصائل لا تتضمن القرش الأبيض الكبير الذي هاجم السياح في مياه ضحلة في منتجع شرم الشيخ المصري وقتل واحدا منهم. وأكد الدكتور سالم جاويد، مدير قسم المحافظة على الطيور بقطاع التنوع البيولوجي في هيئة البيئة أن الهيئة بصدد وضع أجهزة تتبع بالساتالايت لأربعة من طيور العقاب النساري المعروف بالرخمة المصرية. وقال جاويد في تصريحات للصحفيين إن تتبع مسيرة هجرة هذا الطائر يتم لأول مرة وسيفيد في معرفة حركة الطائر الذي يعد أحد الأنواع المهددة بالانقراض. وقال إن هذا الطائر يتواجد في منطقة جبل حفين في رأس الخيمة ويقدر عدده في الدولة بـ30 طائرا، موضحاً أن عملية وضع أجهزة التتبع بعد عملية التفريخ لهذا الطير والتي تكون في يوليو المقبل وقبل بدء موسم الهجرة في أكتوبر. وأشار الدكتور جاويد إلى وجود أكثر من 22 ألف طائر فلامنجو في الدولة 60% منها تتواجد في إمارة أبوظبي. وعن جهود تتبع الفلامنجو، أوضح أن الهيئة منذ عام 2005 وضعت 15 جهاز تتبع لطائر الفلامنجو بما أتاح الحصول على بيانات قيمة حول توجهات وأعداد طيور الفلامنجو التي تزور شواطئ الدولة، فضلاً عن المسارات التي تسلكها في هجراتها، حيث أسفرت المعلومات التي تم جمعها عن اكتشاف مستعمرات تكاثر جديدة، مثل تلك التي وجدت في محمية بوالسياييف عام 2009، وفي محمية بحيرة الوثبة عام 2011.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©