الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مرتاض يقدم قراءة جديدة لـ «غرفة واحدة لا تكفي»

مرتاض يقدم قراءة جديدة لـ «غرفة واحدة لا تكفي»
30 مارس 2017 23:57
محمد عبدالسميع (الشارقة) نظم منتدى السرد في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في الشارقة، أمس الأول، جلسة حوارية ضمن «منتدى السرد»، استضاف خلالها الناقد والأديب الجزائري الدكتور عبد الملك مرتاض، بحضور حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رئيس مجلس إدارة اتحاد أدباء وكتاب الإمارات، وأدارها الكاتب محمد حسين طلبي. وأشار طلبي إلى أن هذه الجلسة تختص بمناقشة أحد الأعمال الروائية الإماراتية الناجحة الصادرة حديثاً، وهي «غرفة واحدة لا تكفي» للكاتب سلطان العميمي، من خلال تحليل يقدمه الناقد الكبير عبد الملك مرتاض وهو أحد أقطاب الأدب والنقد في العالم العربي. وقد بين مرتاض أن بعد قراءة رواية العميمي «غرفة واحدة لا تكفي» قرر أن يكتب كتاباً كاملاً حولها، وهو تقليد غير متداول كثيراً في عالمنا العربي، لكن كانت له تجارب سابقة في ذلك مع رواية «زقاق المدق» لنجيب محفوظ، وغيرها من الأعمال الشعرية والأدبية، مشيراً إلى أن هذا التقليد درج في الغرب وخصوصاً في فرنسا مع النقاد الأدبيين من أمثال رولان بارت الذي وضع كتاباً حلل فيه رواية «سرازين» لهنري بلزاك. ثم تناول مرتاض التقنية المستخدمة في السرد، مبيناً أن الرواية تستعمل ضمير المتكلم، وهذه الطريقة تشي للقارئ العادي بأن الأحداث وقعت للروائي نفسه، موضحاً أن شخصيات العمل تغلب عليها صفة التوتر، وهو ما نلاحظه مع شخصية قرواش الذي تعرض للمسخ أكثر من مرة، حيث تبدو شخصيته مقهورة جداً ومغلوبة على أمرها ولا تستطيع أن تتحكم في أرادتها أبداً، ومع أنها تتحرر من المسخ، إلا أن ذلك يحدث في أرذل العمر وتعيش أسابيع قليلة وتموت. وأضاف: «يظهر التوتر أيضاً على شخصية «الأنا» السجينة في الغرفة، وهي شخصية معذبة تعاني وتكابد نتيجة وحدتها في غرفة ليس فيها نافذة، ولها باب واحد فقط فيه ثقب صغير، والذي لا يحيل إلى الخارج، وإنما على غرفة أخرى، وهذه الغرفة غالباً ما يكون فيها الشبيه غائباً عنها. كما تظهر على هذه الشخصية علامات الازدواجية «الشيزوفرينيا»، لأنها عندما تنظر من الباب تنظر إلى نفسها في الحقيقة، فتقول (هذا اللباس لي، هذا يشبهني) وهنا تختلط الحقيقة بعوالم نفسية معقدة. وأشار مرتاض إلى أنه تتبع الزمن المباشر والسيميائي في الرواية، وجعله مستوى حلل من خلاله هذا العمل، كما أنه تحدث عن سيمائية الأصوات والألوان ودلالتها في العمل، وهو أمر قل التطرق إليه عند النقاد في عالمنا العربي. وختم مرتاض بالقول إن تجربة العميمي تميزها عدة أمور، عبر استخدامه عدداً من التقنيات التي تتبعها الرواية الجديدة، والتي بدأت مع الكاتب الفرنسي ميشيل بيتور، إضافة إلى غرائبيتها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©