طلبت الأمانة العامة للبلديات من أجهزة الرقابة الغذائية والمختبرات في الدولة، إجراء الفحوص اللازمة للتأكد من وجود مادة الكوكايين المخدرة في مشروب «الريد بول كولا»، وموافاتها بنتائج الفحوص بأسرع وقت ممكن لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
وتحفظ جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، على شحنتين من مشروب «الريد بول كولا»، كإجراء احترازي، وباشر الجهاز بالتعاون مع مختبرات شرطة أبوظبي لتحليل مكونات المشروب والتأكد من وجود مادة الكوكايين ضمن محتوياته، وفقاً للمتحدث الرسمي باسم جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية محمد الريايسة. وأوضح الريايسة، في تصريح لـ»الاتحاد»، أن إحدى الشحنتين تم التحفظ عليها في الميناء قبل الدخول، بينما الأخرى تم العثور عليها في السوق عن طريق الحملات التفتيشية على مراكز التسوق والـ «سوبر ماركت»، مشيراً إلى انه تم العثور على الشحنة الثانية في أحد مراكز الـ»هايبر ماركت». وقال عبيد بن عيسى الأمين العام المساعد في الأمانة العامة للبلديات، إنه تم التعميم على كل الجهات المختصة لإجراء فحوص مختبرية على المشروب والتأكد من صحة ما ورد في وسائل الإعلام عن وجود مادة مخدرة في مشروب الريد بول كولا. وأشار إلى أن الأمانة تقوم بالتواصل مع المنظمات والهيئات العالمية والإقليمية المختصة لمتابعة أية مستجدات حول هذا الموضوع، مؤكداً أن الجهات المختصة بالدولة مهتمة للغاية بضمان حياة صحية لمن يعيشون في الإمارات، وسيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة استناداً إلى نتائج الاختبارات». وتأتي الخطوة بعد أن أفادت تقارير بأن التحليلات المختبرية التي أُجريت على منتجات «ريد بول»، أثبتت وجود كميات قليلة جداً من الكوكايين في مشروب الطاقة «ريد بول كولا». وكانت أولى علامات القلق حول وجود آثار للكوكايين في مشروبات «ريد بول» قد ظهرت في ألمانيا حين كشف معهد للصحة والعمل هناك عن اكتشافه آثار من مادة الكوكايين في مشروب «ريد بول سمبلي كولا». وذكر مسؤول في الأمانة العامة للبلديات أن تلك التقارير دفعت إلى الإسراع بإجراء فحوص على جميع منتجات «ريد بول» في الإمارات. ولم يتسن لـ «الاتحاد» الحصول على رد من مكتب شركة «ريد بول» في دبي، إلا أن المكاتب الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط، أفريقيا والباسيفيك، أشارت في بيان صادر لها في وقت سابق إلى أنه «لم ترفع أي جهة حكومية أو سلطات معنية في أي بلد في العالم شكوكها تجاه وجود مادة الكوكايين في منتج ريد بول مشروب الطاقة». واعتبرت المكاتب الإقليمية للشركة، أنه تم الخلط بين منتجين مختلفين من قبل السلطات المعنية في إحدى البلاد الآسيوية، وذلك عندما رفعت السلطات الألمانية شكوكها حول استعمال نبتة الكوكا الخالية من مادة الكوكايين في مكونات منتج آخر. وكشف محمد الريايسة أن جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية تتواصل مع وكيل مشروب الريد بول في أبوظبي، وتبين أن «ريد بول كولا» لا يورد إلى أبوظبي، موضحاً أن الشحنة التي دخلت إلى الإمارة تم استيرادها من المصنع مباشرة وليس من خلال الوكيل المحلي. وتوقع الريايسة أن تظهر نتائج التحليلات التي يجريها جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية على المشروب الأسبوع المقبل، مشيراً إلى انه سيتم موافاة الأمانة العامة للبلديات بتلك النتائج بناء على التعميم الذي تم إرساله منذ بضعة أيام. وأطلق منتج ريد بول كولا حصرياً في بعض الأسواق العالمية، مثل الولايات المتحدة الأميركية، ألمانيا، النمسا، سويسرا ورومانيا، ولا يتم بيع منتج كولا في أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا، كما لا يمكن إطلاق وبيع منتج ريد بول كولا من دون الدعم والتصريح من قبل السلطات المعنية في كل من هذه الدول. وطـمأن المتحدث الرسمي باسم جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، الجمهور بان الريد بول الموجود في الأسواق سليم وليس فيه أي مشكلة، مشيراً إلى أن مشروب «الريد بول» أجريت عليه فحوص وأخذت منه عينات في وقت سابق وتبين انه مشروب طاقة عادي لا يحتوي على أي مواد مخدرة. وظهرت مشروبات الطاقة على مستوى العالم منذ قرابة ثماني سنوات وبمعدل نمو سنوي ملحوظ إلى درجة أن مبيعات المشروبات الغازية غير الكحولية (منها مشروبات الطاقة) قد زادت في بريطانيا في عام 2000 م إلى 17 ضعفاً. وذكر الريايسة أن جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، يقوم بالتواصل مع الجهات العالمية الغذائي ويتم تداول المعلومات الصحية حول المشروبات والأغذية التي تدور حولها بعض الشبهات بوجود مضار أو آثار جانبية لها نظراً لوجود مشتقات غير قانونية فيها. ولفت الريايسة إلى أنه تم طرح موضوع الريد بول كولا بين الجهات المنضوية تحت لجنة سلامة الأغذية التابعة للأمانة العامة للبلديات، وتم تبادل المعلومات والتشاور، مشيراً إلى أن اللجنة معنية في بعض اختصاصاتها بإصدار المواصفات والاشتراطات الواجب التقيد بها في الأغذية والمشروبات.
عدد اليوم
