السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لبنانيون يشكلون الزجاج على طريقة الفينيقيين

لبنانيون يشكلون الزجاج على طريقة الفينيقيين
5 ابريل 2010 20:46
قيل إن الزجاج اكتشف قبل أكثر من خمسة عشر قرنا قبل ميلاد المسيح وقد تم ذلك مصادفة عندما كان بعض التجار الفينيقيين يطبخون وجبة على ساحل البحر وفي إناء وضع دون قصد على كتلة حجر رملي في وجود القلي وقد استرعى اتحاد الرمال مع القلي انتباه الرجال الذين حاولوا تقليده إلى أن تطورت صناعته كما عرفه الفراعنة قبل ستة آلاف سنة ولا تزال هذه الحرفة القديمة موجودة يحميها بعض الأوفياء لها من خطر الاندثار يتوارثونها أجيال بعد أجيال منهم عائلة خليفة التي صادقت النار واستلهمت من لهبه أفكاراً لتبقي على حرفة جعلوا منها معلما أثرياً. المعمل الأقدم في مدينة الصرفند جنوب صيدا يقع معمل الزجاج اليدوي وهو الأول والأقدم والأوحد الباقي لتخليد هذه الحرفة التي عرفت بها مدينة الصرفند يعمل علي خليفة الذي توارث هذه الصنعة عن أجداده يعمل بها مع إخوانه وأقاربه، يقول:«عرفت هذه الصناعة في الصرفند قبل 1700 عام وتوارثها الأبناء من جيل إلى جيل وتميزت بإبداع لأننا ما زلنا نصنع الزجاج بالطريقة اليدوية ذاتها التي كان يستعملها الفينقيون القدامى». ويشير خليفة إلى أن هذه المهنة تتطلب قبل كل شيء أن يحب الحرفي صنعته عندها سيبدع بها خاصة فبصناعة الزجاج عليه أن يتحمل الكثير من جلوس أمام اللهب واحتمال لسعات النار للحصول على ما يريد كما أن إتقانها ليس بالأمر السهل إذ تحتاج إلى قرابة الأربع سنوات من التدريب والخبرة لتصبح ماهرا بها هذا فضلا عن الروح الإبداعية التي تجعلك تفجر سيلا من القطع الجميلة. صناعة يدوية عن آلية هذه الصناعة، يقول:«تتمثل صناعة الزجاج بجلوس الحرفي على كرسي منخفض من القش أمام فرن الشي المصنوع من الأحجار القرميدية النارية ويعمل بالخشب قديما والمازوت حديثا وتصل حرارته إلى 1400 درجة يحتاج إلى 48 ساعة لعملية تذويب الزجاج وإعداده للنفخ يمسك الحرفي بيده قطعة حديدية طويلة لها يد خشبية يدخلها إلى الفرن ويجلب بها الزجاج الذي يكون على شكل عجينة دائرية ثم ينفخ فيها فيبدأ بالتمدد والتشكيل وبعد عملية النفخ تأتي مرحلة تشكيل العنق ووضع المسكات بطريقة هندسية ثم توضع في فرن آخر تتدرج فيه الحرارة من 500 إلى 100 درجة أي تصل إلى خمس ساعات قبل أن توضع في الهواء الخارجي كي لا تتكسر». ويوضح خليفة أن صناعة الزجاج اليدوي تعتبر من الصناعات الصديقة للبيئة حيث يقومون بإعادة تصنيع الزجاج المكسور. ويضيف:«يتميز الزجاج المصنع لدينا بالرقة فلا يكون سميكا ولا تتخلله فقاعات هوائية ظاهرة بل يكون صافيا خاليا من أي رتوش نشتهر بصناعة الأباريق وآنية الزهور والأكواب». ويقول:«هذه الصنعة كلما أغدقت عليها الحب تغدق عليك الإبداع فعندما تصبح ماهرا في النفخ يأتي التصميم جميل كما أنها تعطي بصمة للحرفي فكل صانع له أسلوبه الذي يميزه عن الآخرين وتستطيع بالنظر فقط محاكاة كل ما تقع عليه عيناك وإحالته إلى تحفه زجاجية».
المصدر: صيدا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©