أبوظبي (الاتحاد)
أشار تقرير صادر عن مكتب الدراسات الاستراتيجية في شركة إي.دي.إس سيكيوريتيز إلى أن الأسواق المالية العالمية تشهد حالة ترقب وحذر من التطورات والمستجدات التي طرأت مؤخراً على خطط ترامب الاقتصادية تحديداً بعد عدم تمكنه من تمرير مشروع قانون إلغاء أوباما كير وأيضاً تطورات التفعيل الرسمي للمادة 50 لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وتساءل التقرير حول قيام اسكتلندا في هذا التوقيت الدقيق بإجراء استفتاء الانفصال عن بريطانيا قبل معرفة نتيجة المفاوضات التي يمكن أن يكون لصالحها أن تبقى في المملكة المتحدة. كما تساءل أيضاً حول قدرة ترامب على تطبيق برامجه وتجديد ثقة المستثمرين بسياسته الاقتصادية والأنظار تتجه حاليا نحو وعوده بخصوص تخفيض الضرائب، حيث يتوقع أن يتقدم بمشروع القانون في وقت قريب إلى الكونغرس الأميركي لمناقشته ومحاولة تمريره، وفي حال نجح ستكون هناك عودة للوضوح في الأسواق واستكمال ارتفاع المؤشرات الأميركية كون الشركات ستكون المستفيد الأكبر من خطط ترامب الاقتصادية.
وأشارت شركة إي.دي.إس سيكيوريتيز، في تقارير سابقة، إلى أنه في حال تمكن ترامب من تطبيق برامجه الاقتصادية سيكون هناك استكمال لسياسة التوافق بينه وبين الفيدرالي الأميركي والتي تستدعي دولارا ضعيفا، وهذا ما شهدته الأسواق قبل أن يتم رفض مشروع إلغاء أوباما كير، والآن مع احتمالية تجدد ثقة المستثمرين من الممكن أن يتكرر هذا السيناريو. وهذا ما أكده رئيس بنك «يو بي أس» السويسري، أكسيل ويبر في مقابلة له مع قناة بلومبيرغ العالمية.
ولفت التقرير إلى ما أشار إليه في تقرير صدر في يناير الماضي من أن بريطانيا ستكون أمام خيارين في مسألة الخروج من الاتحاد الأوروبي، الأول هو أن يكون هناك توافق في المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي والمحافظة على مكانة بريطانيا كمركز مالي رئيسي وعندها يكون هناك عملية خروج سلسلة من الاتحاد الأوروبي. أما الخيار الثاني فهو إمكانية أن تتجه نحو تغيير نموذجها الاقتصادي والتحول إلى الاقتصاد الحر وواحة ضريبية تنافسية وجاذبة للاستثمارات العالمية في حال خسرت بريطانيا هذه المكانة، وهذا ما أكده الأسبوع الحالي وزير المالية السويسري أولي مورير، في تصريح له لقناة بلومبيرغ العالمية.
ولا يزال الدولار الأميركي متأثراً بأجواء سياسة ترامب ومقدرته على التطبيق، وهل سيستمر التوافق بين ترامب ومجلس الاحتياطي الفيدرالي، أم أن هناك احتمالا لانفصال بينه وبين سياسة الفيدرالي، وفي حال لم يتم تطبيق ما وعد به ترامب يمكن للدولار أن يستكمل طريقه الصعودي تماشيا مع المؤشرات الاقتصادية ورفع الفوائد.
ولفت تقرير «إي.دي.إس سيكيوريتيز» إلى أن استمرار حالة عدم الوضوح في إمكانية تطبيق خطط ترامب الاقتصادية يزيد من مخاوف المستثمرين ومن استكمال هبوط الأسواق باعتبار الارتفاعات التي شهدتها المؤشرات الأميركية رهينة تطبيق المحاور الرئيسية لخطط ترامب المتمثلة في الإنفاق على البنية التحتية والتعليم والتسليح وتخفيض الضرائب وفرض رسوم جمركية لمصلحة الشركات الأميركية وإلغاء قانون «أوباما كير» وتخفيض القيود على القوانين المالية وإلغاء الاتفاقيات التجارية التي تزيد من العجز التجاري.
من ناحية أخرى، تتماشى حركة الين الياباني مع حالة الترقب التي تسود الأسواق العالمية ويتداول في نطاق ضيق أمام الدولار الأميركي بانتظار المزيد من الوضوح حول ما يحصل في الولايات المتحدة والتطورات الأوروبية من خروج بريطانيا والانتخابات الفرنسية. ولا يزال الذهب يكتسب المزيد من الأرباح، حيث تجاوز سعر الأوقية 1250 دولارا نتيجة انخفاض شهية المستثمرين ومخاوفهم من خطط ترامب الاقتصادية باعتبار الذهب أحد أهم الملاذات الآمنة عندما يكون هناك مخاوف أو عدم وضوح في الأسواق.
عدد اليوم
