«إنتريورز 2010».. قمة الذوق والإبداع في أبوظبي

جاء معرض “انتريورز - الإمارات” حاملا معه كل جميل وجديد في عالم الديكورات، فاستقطب عشاقه الذين توافدوا من مختلف مناطق الدولة كي يشهدوا أكبر معرض جامع للديكورات الداخلية والحدائقية، واستضاف مركز أرض المعارض بأبوظبي هذا الحدث الضخم طيلة ثلاثة أيام كاملة من 29 إلى 31 مارس الماضي. وضم مجموعة كبيرة من أحسن وأشهر مصممي الديكور والمهندسين العالميين الذين قدّموا شروحات مفصلة لزوار المعرض الذين كان الكثير منهم يجهلها، لكنهم وجدوا مقصدهم في التطلع على عالم الديكور من خلال هذا المعرض العالمي. أصبحت أبوظبي وجهة سياحية عالمية نظرا لتلك التطورات التي شهدتها ولازالت تشهدها في كافة المجالات وعلى جميع الصعد وقد أصبحت هذه المدينة بالموازاة تحتضن قمما ومؤتمرات ومعارض دولية، أوصلت صيت هذه الدولة الغنية بشعبها وخيراتها إلى مختلف بلدان ودول العالم، ولعل تنظيم معرض “إنتريورز” جاء نتيجة لتلك الشهرة التي نالتها العاصمة الاقتصادية أبوظبي. وفي هذا الشأن، تقول لوسي كليفتون، مسؤولة عن تنظيم المعرض: “جاء معرض إنتريورز العالمي، ليأخذ محله هنا بالعاصمة أبوظبي، حيث شاركت فيه مجموعة كبيرة من الشركات المتخصصة بالديكورات الداخلية والحدائقية بلغ عددها 145 شركة، توزعت كالتالي 25% من الشركات المحلية من الإمارات، و75% من الشركات التي جاءت من مختلف دول العالم مثل إسبانيا، وإيطاليا، والمملكة المتحدة، وألمانيا، وتركيا، وغيرها من الدول العربية والأجنبية، لافتة إلى أن اختيار أبوظبي لاحتضان هذا المعرض العالمي، كان “اختيارا مدروسا ومقصودا”، كون أبوظبي تعتبر وجهة سياحية عالمية وعاصمة اقتصادية وثقافية وتنموية كبيرة. الشواروفسكي لعين الحسود في أحد أجنحة المعرض، تألقت معروضات الاكسسوارات، والشمعدانات، والبراويز، وطاولات للصالات وأخرى لتزيين الزوايا، مرايا بيضوية الشكل وأخرى دائرية، إطارات للوحات ومزهريات، وأشياء كثيرة أبدعت نيكي موخي، هندية الجنسية، في تصميمها، تقول المصممة المبدعة عن أعمالها: “أستلهم أفكار التصاميم من البيئة الإماراتية التي عشت بها لأكثر من 30 عاما، جعلتني أحتك بالمقيمين بالبلد والمواطنين المحليين الذين يتميزون بالذوق الرفيع في ترتيب منازلهم، وقد اتخذت من الكريستال والشواروفسكي، مادة أولية وأساسية في تصاميمي، حيث ما يميز الشواروفسكي هو تلك اللمعة الساطعة التي تنبعث منه، والتي تبعث على الفخامة والبريستيج الذي يفضله معظم الإماراتيين”. أما عن الاكسسوار الذي يمثل لفظ الجلالة “الله”، فقد كان من أكثر المعروضات جاذبية، وعنه تقول المصممة موخي:”استخدمت لفظ الجلالة، لان المجتمع الذي استلهمت منه أفكاري مسلم، وأفراده يميلون للآيات القرآنية وأسماء الله الحسنى، وابتكرت هذا النموذج على ثلاثة ألوان هي: الفضي، الذهبي والبرونزي، ويأتي على أربعة أحجام متفاوتة، حتى يتسنى للزبون اقتناء اللون الذي يفضله وبالحجم الذي يتماشى ومساحة الصالة أو المدخل الذي سيعلق فيه المجسم، ناهيك عن العين الزرقاء المزينة بفصوص الشواروفسكي البراقة التي تعلق لطرد عين الحسود”. الأنتيكا حاضرة لمحبي الطراز الكلاسيكي، والأشياء القديمة التي تذكر بعبق الماضي العتيق، فيقتنونها ليزينوا بها أحلى المواقع وأجمل الصالات والغرف في منازلهم، وذلك ليس فقط لأسعارها الباهظة، وانما لما تحمله هذه الاكسسوارات التقليدية التي تسمى “الأنتيكا” من قيم معنوية تنعكس على النفسيات التي تخلق فيها مشاعر الحنين إلى الماضي، وغالبا ما نجد أولئك الذين يعشقون الآنتيكا يعشقون الأثاث والخشب الداكن اللون، حتى تكتمل الصورة لديهم. إلى ذلك، يقول أنريكي بيراز فلامنكو، مدير تسويق Madrid virtus 1945 لأكسسوارات الآنتيكا:”تعتبر مشاركتنا الأولى من نوعها في دولة الإمارات العربية المتحدة، ولعل منتجاتنا تلقى رواجا كبيرا عند العرب، خاصة الخليجيين، الذين يتواصلون معنا عن طريق موقعنا الإلكتروني، وحتى عن طريق الهاتف في حال أرادوا إجراء بعض التعديلات على التصميمات التي نعرضها بالموقع، من شمعدانات، مجسمات الهاتف الثابت القديم الطراز، الكراسي المزخرفة القديمة، البراويز وكل ما له علاقة بالآنتيكا، فنشحن طلباتهم من إسبانيا لتصل حيث يقيمون وفي أي إمارة من الإمارات العربية المتحدة، هذا البلد الجميل والذي به ناس ومواطنون يتميزون بذوقهم الراقي وحسهم الابداعي العالي جدا”. راحة وفخامة كانت المصممة العالمية لويس برادلي حاضرة بقوة في معرض أنتريورز الإمارات، حيث شاركت بجناحها الذي يحمل اسمها، والذي ضم جلسات للضيوف أنيقة وراقية، بتوابعها المتمثلة في الأثاث البسيط والاكسسوارات التي تتماشى ألوانها ولون الجلسة وشكل الكنبات، وعن مشاركتها في المعرض تقول برادلي:”أنا مسرورة لتواجدي الأول في الإمارات، فهو بلد جميل ورائع، أما عن تواجدنا فلدينا ثلاثة معارض دائمة في لندن، إضافة إلى الفروع المختلفة التي تتوزع عبر مختلف بلدان العالم”. وعن السحر الذي تمتاز به تصميماتها، والتي تجذب آلاف العشاق والمحبين ممن لا يستغنون في منازلهم عن تصميمات برادلي، فتقول:”أعتمد في تصميماتي على البساطة التي من شأنها أن تخلق الراحة النفسية عند الزبون، ولعل تمازج الألوان المريحة والتي هي تتوافق والموسم والمناخ، كاعتماد الرمادي والبيج، إضافة إلى تزيين الأرائك والكنبات بالوسادات التي تريح الجالس خاصة وأنها مصنوعة من المخمل والحرير”. كامل الأوصاف في أحد الأجنحة، ظهرت جلسة للضيوف بيضاء بياضا ناصعا، وتتوسط تلك الجلسة سجادة من الصوف الأبيض، وعلى الجوانب كرسي على شكل أناناس وآخر على شكل فراشة، أما عند الطرف فطاولة أكل ولا أفخم، إنه جناح “قصر بيتك” الإيطالي، الذي استقطب العديد من الزوار واستلهم أفكار المبدعين والمصممين، وعن المشاركة يقول ماركو موسكاردي، مدير التسويق والمبيعات: “نحن من فلونس بإيطاليا، وكما يعلم الجميع، فإن الطراز الإيطالي في عالم الديكور، يعد من بين أكثر الديكورات استخداما في العالم العربي والغربي، لما يتميز به من بساطة تبعث على الراحة والجمال في آن واحد، أما عن منتجاتنا، فنحن نصمم كل ما له علاقة بالبيت، من ديكورات، أكسسوارات، كنبات مصنوعة من أرقى أنواع الجلود، طاولات أكل بأوانيها الخزفية ومن السيراميك الفخمة، حقائب خاصة بالكتب وأخرى لمعدات الغولف”. ولعل ما يميز منتجات Luxury Group هو احتكارهم لشعار Gucci منذ 1996 الذي يتموضع ويرتسم على كل الاكسسوارات وعناصر الديكور الفخمة. خضرة وسط الجماد لم يقتصر معرض إنتريورز الإمارات على عرض الديكورات المنزلية الداخلية والاكسسوارات التي تزين الصالات والغرف والمطابخ، وإنما ضم أجنحة كلها اخضرار وألوان، إنها تلك الشركات التي عرضت آخر تصميمات وإبداعات خاصة بالحدائق المنزلية وحتى العامة، كما أن البعض منها قد عرض اكسسوارات تستخدم لتزيين الحدائق وتجميلها. ومن بين أقوى الأجنحة التي اختصت بتصميم الديكور الحدائقي، “حدائق” التي قدمت لزوارها شروحات مفصلة عن كيفية تزيين الحدائق والعناية بها، كما أنها عرضت من خلال مجموعة “الإمارات لما وراء البحار” مجسمات لتلك النوافير الحجرية التي تزين الحدائق، وكان الحجار السوري موجودا لتقديم تفاصيل أكثر لمن يملك شغف الفضول وحب الاطلاع على جديد تزيين الحدائق. إلى ذلك، يقول رائد بدوي، مدير عام حدائق: “مشاركتنا بالمعرض فرصة لنا لمساعدة عشاق الخضرة والنباتات، وإعطائهم النصائح اللازمة والتي تساعدهم في ابتكار تصاميم ديكورية خاصة بهم، ولعل تصاميمنا المشهورة والتي اكتسبنا من خلالها شهرتنا الحالية، والحمد لله ثقة زبائننا في عملنا وتصميماتنا هو الذي يدفعنا للإبداع والابتكار أكثر فأكثر”. «النابودة»..الداخل والخارج يعمل فريق النابودة على المزج بين الديكور الداخلي والديكور الخارجي لأي منزل، حيث يصمم غرف نوم بسيطة ومريحة، أما الحمامات، فألوانها تبعث على البهجة، ناهيك عن المطبخ المتطور بأجزائه وعناصره، أما الحدائق فهي رائعة في التنسيق والتصميم، ولعل النابودة تسعى جاهدة في اختيار أجمل الورود وأحلى النباتات التي تتناسب ومساحة الحديقة الخارجية للمنزل. جاردن آرت تبدع! مما شد انتباه الزوار تلك الحدائق الرائعة والأحلى أنها طبيعية، حيث شاركت Garden Art في تمثيل وعرض تصاميم ديكورات وتنسيقات حدائقية، حيث قدم لنا جبريل حداد الممثل لجاردن آرت شروحات مفصلة عن أجزاء الحديقة المنزلية وعناصر تزيينها من نوافير وشجيرات، ورود ونباتات. أنشطة جانبية شارك الفنان الإماراتي جلال لقمان بمعرض لمجسمات ضخمة من البرونز استقطبت زوار المعرض، الذين التمسوا من خلال إبداعه رقي الفن الإماراتي، إضافة إلى مشاركة جامعة زايد بعرض مشاريع طلبتها المتمثلة في التصميمات الهندسية الخاصة بالديكورات، ناهيك عن معرض المجوهرات والصور الفوتوغرافية التي أبدعت من خلالهما طالبات ونسوة من الإمارات، رافعات شعار التحدي لإبراز ذوقهن الرفيع وإبداعهن المتميز.