الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«حر الظلام» مسرحية تونسية توغل في السريالية والعبثية

«حر الظلام» مسرحية تونسية توغل في السريالية والعبثية
5 يونيو 2009 01:20
استضافت قاعة «الموقار» بالجزائر العاصمة مؤخراً فرقة«مسرح الناس» التونسية التي قدمت عرضاً بعنوان «حر الظلام» وهو من إخراج وســينوغرافيا منيرة الزكراوي وأداء ممثلتــين شابتين وهما دليلة مفتاحي وسعيدة بن عاشور. وترصد المسرحية العوالم النفسية الداخلية للإنسان وتحاول سبر أغواره والتعمق فيها وإضاءة المواقع المظلمة المبهمة فيها، الفضاء في حرِّ الظلام يضيق حيناً ويتسع حيناً آخر؛ تُضاء مواقع ويسود الظلام مواقع أخرى. الشخصيتان تعيشان أجواء موجعة من الوحدة والغربة الروحية وتبحثان عن الدفء والحنان والحب الضائع؛ ويكتشف الجمهور بعد مدة أنهما وجهان لامرأةٍ واحدة هجرها زوجُها وانشغل عنها ابنها بزوجته، فأجج ذلك نار الغيرة فيها، ولكنها انشغلت بالكتابة وسافرت بقلمها إلى ذاتها المغتربة وتبحث عمن يقاسمها أحاسيسها وحلمَها. نقاشات «الشخصيتين» جاءت مليئة بالرموز والإيحاءات عصيَّة على الفهم المباشر، ما يتطلب التأمل وتشغيل الذهن لفك شفراتها ودلالاتها. يدخل العرض في إطار المسرح التجريبي، وتم فيه التركيز على الأداء الجسدي الذي بذلت خلاله الفنانتان جهداً كبيراً، بينما كانت الإضاءة خافتة وغطى السواد جزءاً كبيراً من الخشبة ليعبر عن «لفحات» الظلام وقسوة الوحدة، مع إرسال بؤر ضوئية مختلفة الألوان بين الفينة والأخرى لمرافقة تنقلات الفنانتين على الخشبة، والتركيز على المؤثرات الصوتية والبصرية في مقاطع سينوغرافية متجددة تتمثل في تهاطل الثلوج والضباب وأنين الرياح التي تُضاعفُ الإحساسَ بألم الغربة ووحشة الوحدة. وتقول المخرجة منيرة الزكراوي إن الجو العام للعرض يدخل في إطار العبثية والسريالية ويقترب من أجواء كوكتو، وكان فيه القليل من مسرح صامويل بيكيت والقليل من بريخت أيضاً. واعترفت الزكراوي بأن عملها «بعيد عن المُستسهَل» ولكنه ليس موجَّهاً إلى النخبة كما قيل عقب العرض. وأضافت الزكراوي أنها تفضل رصد العوالم النفسية للإنسان في مسرحياتها، لأن ذلك يتيح مساحة فضفاضة للاشتغال بحرِّية والتعبير الواسع عن خلجات النفس والاشتغال على الصورة والمؤثرات الأخرى ومن ثمة إضافة شيء إلى التعبير الفني. العرضُ جاء مليئاً بالآهات والتأملات والمسحات الفلسفية التي تسبر غور النفس، إلا أن الجمهور لم يستسغه فيما يبدو لإيغاله في العبثية والسريالية وعدم إتِّكائه على قصة ذات بنية سردية واضحة تنتهي باستخلاص عِبر وتوجيه رسائل معينة.
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©