قد لا يكون لقب «البوندسليجا» شافياً لجرح وداع دوري الأبطال، ولكنه يظل البطولة المفضلة لبايرن ميونيخ، والتي يؤكد بها زعامته المطلقة للكرة الألمانية، ويكفي أن هذا الدوري هو الذي منح منتخب ألمانيا الغالبية الكاسحة لتشكيلته التي تربعت على عرش الكرة العالمية في مونديال 2014، ومع تتويج العملاق البافاري باللقب، يسجل التاريخ الكروي عدة أرقام قياسية، وحقائق 10 نتائج رقمية ضخمة يحق لعشاق البافاري أن يشعروا معها بالفخر.
(1)
اللقب 26
بفارق 17 لقباً عن أقرب الملاحقين له، يتربع بايرن ميونيخ على عرش الدوري الألماني بلا منافسة حقيقية، والمفاجأة أن الفريق الثاني في عدد الألقاب ليس بروسيا دورتموند المتوج باللقب 8 مرات، بل هو نورمبيرج الذي انتزع العرش الألماني 9 مرات، واللافت أن البايرن الفائز بالدوري الألماني 26 مرة، هو النادي الأكثر حصولاً على المركز الثاني برصيد 10 مرات، أي أنه كان في قلب المنافسة على اللقب 36 مرة، وتوج به في 26 مناسبة، ولا تلوح في الأفق بوادر تشير إلى تقليل الفجوة بين البافاري وبقية الأندية، فهو الأفضل فنياً، والأقوى مالياً بصورة واضحة.
(2)
قياسي بالرابعة
للمرة الرابعة على التوالي يفوز البايرن بلقب الدوري، منها مرة مع المدرب السابق يوب هاينكس الذي فاز في موسمه الأخير بالثلاثية التاريخية، ثم جاء بيب جوارديولا وأكمل المهمة، ونجح في انتزاع صدارة «البوندسليجا» 3 مرات متتالية، ومن بين المرات التي كان فيها البايرن قريباً من الرباعية المتتالية حقبة السبعينيات من القرن الماضي، ولكنه اكتفى بانتزاع اللقب أعوام 1972، و1973، و1974، وكررها في الثمانينيات بداية من 1985، مروراً بلقب 1986 وبطولة 1987، ويمكن للبايرن أن يبتعد بهذا الرقم القياسي الموسم المقبل، في حال حقق اللقب للمرة الخامسة، في محاكاة لتجربة اليوفي في الدوري الإيطالي.
(3)
ليفا الخامس
22 سبتمبر 2015، سيظل حاضراً في تاريخ الدوري الألماني والكرة العالمية، فقد شهد اليوم المذكور تسجيل روبرت ليفاندوفسكي نجم البايرن 5 أهداف في 9 دقائق، وهو حدث لا يمكن تصديقه، حيث لم يسبق للاعب أن سجل هذا العدد من الأهداف في هذا التوقيت، كما أنه بالتالي أسرع هاتريك، وأسرع رباعية، وأسرع خماسية، وعلى الرغم من أنه في الأصل رقم واحد، فإنه ترتبت عليه أرقام قياسية عدة، ويستأثر ليفا برقم آخر وهو تسجيل 29 هدفاً في موسم واحد بالبوندسليجا، وهو ما لم يفعله أي لاعب في صفوف البايرن منذ كارل هانز رومينيجه في موسم 1980 - 1981.
(4)
سداسية بيب
لم ينجح بيب جوارديولا في الحصول على دوري الأبطال مع البايرن، ولم يتمكن من تكرار إنجاز الثلاثية التي جلبها يوب هاينكس للبافاري قبل أيام من قدوم بيب لتدريب الفريق، ولكنه على الرغم من ذلك يحسب له الحصول على لقب البوندسليجا 3 مرات متتالية مع البايرن، كما أنه صاحب ثلاثية الليجا مع البارسا، مما يعني أنه بطل الدوري الإسباني والألماني 6 مرات في 7 مواسم، وتحديداً في أعوام 2009 و2010 و2011 في إسبانيا، وأعوام 2014 و2015 و2016 في ألمانيا، والتحدي الذي يواجهه المدرب الملقب بالفيلسوف الآن هو جلب الدوري الإنجليزي لمان سيتي.
(5)
نسبة الفوز 75%
ينظر البعض لتجربة جوارديولا مع البارسا باعتبارها الأكثر توهجاً ونجاحاً، سواء مقارنة مع أي مدرب آخر في أي فريق آخر، أو حتى بمقارنتها مع تجربته في بايرن ميونيخ، ويبدو أن التألق القاري هو الذي يعطي الانطباع بذلك، فقد حصد دوري الأبطال عامي 2009 و2011 مع برشلونة، وودع مع البايرن من نصف النهائي في 3 محاولات متتالية، ولكن المفارقة أن أرقام المدرب الإسباني مع الفريق البافاري أفضل منها مع نظيره الكتالوني، فقد خاض مع الأول 157 مباراة، محققاً الفوز في 118 مواجهة بنسبة 75.15%، بينما قاد برشلونة في 247 مباراة، فاز في 179، أي بنسبة 72%.
(6)
خماسية فيدال
يعاني أرتورو فيدال مما يعانيه جوارديولا والبايرن بشكل عام، وهو عدم الشعور بأن لقب الدوري يكفي لتعويض دوري الأبطال، فقد بلغ نهائي البطولة القارية مع اليوفي، ولم يحصل على اللقب القاري، وجاء للبايرن طمعاً في المجد الأوروبي، لكنه ودع في قبل النهائي، وعلى الرغم من ذلك أصبح لدى فيدال رقم يفخر به، وهو الحصول على لقب الدوري الإيطالي والألماني 5 مرات متتالية، فقد حصد اللقب الإيطالي مع فريق السيدة العجوز أعوام 2012 و2013 و2014 و2015، ثم ظفر بالبوندسليجا مع البايرن في 2016، وهو رقم يؤكد فيدال أنه فخور به، نظراً لقوة البطولتين.
(7)
أسطورة شابة
ينطبق وصف «الأسطورة» على الشاب الفرنسي كينجسلي كومان، بالنظر إلى أنه يبلغ 19 عاماً فقط، وحصل على الدوري الألماني مع البايرن، وسبقه بحصد الإيطالي مع اليوفي، ومن قبله الفرنسي مع باريس سان جيرمان، وكانت البداية في فرنسا وتحديداً حينما كان يبلغ 16 عاماً و8 أشهر، ثم كرر ذلك مع باريس سان جيرمان في الموسم التالي، وفي عام 2015 توج مع اليوفي، وها هو في 2016 يصبح بطلاً للبوندسليجا، مما يجعله أسطورة شابة، إن لم يكن من حيث الأداء والتأثير، فإنه يستحق لقب أسطورة الشباب قياساً ببطولاته في فرنسا وإيطاليا وألمانيا.
(8)
الانتصار رقم 1000
في 24 أكتوبر 2015، وفي إطار مباريات المرحلة العاشرة للدوري الألماني، حقق فريق بايرن ميونيخ رقماً تاريخياً لا يبلغه إلا العمالقة كل في بطولة الدوري التي ينشط بها، فقد حقق الانتصار رقم 1000 في الدوري الألماني، وكان الضحية في المباراة المشار إليها هو فريق كولن، واحتفل 75 ألفاً من أنصار البافاري بالانتصار الكبير بمعقلهم في أليانز أرينا، كما أن المباراة شهدت عودة آرين روبن بعد غياب استمر لأكثر من 8 أسابيع بسبب الإصابة، ونجح روبن في تسجيل أول الأهداف، فيما تولى إحراز بقية الأهداف فيدال وليفاندوفسكي وموللر.
(9)
خسارتان فقط
بايرن ميونيخ هو الأقل تعرضاً للخسارة الموسم الحالي، ليس في الدوري الألماني فقط، بل في أكبر 5 دوريات أوروبية، وهي الإنجليزي، والإسباني، والإيطالي، والألماني، والفرنسي، ولا يشاركه في هذا الرقم المميز سوى باريس سان جيرمان في الدوري الفرنسي، فقد تعرضا للخسارة في مباراتين فقط طوال الموسم، ونجحا في حسم اللقب بفارق كبير عن أقرب المنافسين، ولكن البايرن لم يتمكن من استعادة أرقامه الأفضل على الإطلاق التي حققها عام 2013، وهي الخسارة في مباراة واحدة فقط طوال الموسم، وحصد اللقب برصيد 91 نقطة، فيما حصل صاحب المركز الثاني على 66 نقطة فقط.
(10)
سيطرة 62%
لا يوجد فريق في البوندسليجا تمكن من مجاراة بايرن ميونيخ في الاستحواذ والسيطرة، وهو ما ينطبق على التفوق المطلق للبايرن في هذا الجانب في دوري الأبطال، صحيح أنه تجرع مرارة الخروج على يد أتلتيكو مدريد الذي لا يعترف بنظرية السيطرة والاستحواذ، ولكن الأسلوب المشار إليه نجح في البوندسليجا، حيث بلغت نسبة السيطرة للبايرن في الدوري 62%، ومن بين الأرقام الأخرى المهمة أن الفريق صنع 477 فرصة تسجيل، وأحرز هجومه 77 هدفاً، واستقبل مرماه 16 هدفاً، وهي أرقام تؤكد سيطرة الفريق البافاري على غالبية مبارياته، وأنه كان يسير بخطى واثقة نحو حصد اللقب الرابع على التوالي، والـ26 في تاريخه.
عدد اليوم
