الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سارة السيلاوي: أملك رصيداً ثميناً في بنك الإبداع عبر لوحاتي البسيطة

سارة السيلاوي: أملك رصيداً ثميناً في بنك الإبداع عبر لوحاتي البسيطة
2 يناير 2010 00:44
تدفع الموهبة -على اختلاف مجالاتها- الإنسان نحو العطاء والإبداع والتألق.. من هنا خطت الشابة سارة مازن السيلاوي أحاسيسها على الورق منذ نعومة أظفارها، ولونت أحلامها وأحزانها وأفراحها على هيئة لوحات تشكيلية، تحركها دوافع داخلية وموهبة متقدة. وعلى الرغم من صغر سنها تألقت في الرسم بفضل موهبتها، وتدرجت في عالمه منذ دخولها الروضة وصولا إلى دراستها الآن في الصف الثاني عشر (مدرسة الروافد) وبلغت في موهبتها حد التميز إذ أصبحت تعرض رسوماتها في بعض المعارض والأندية. تعشق سارة الرسم مذ كانت طفلة، وتواصل تنمية موهبتها في مجال الفن التشكيلي، ولم تكن تدرك معنى ما تقوم به إلى أن لفتت انتباهها والدتها ومدرساتها في المدرسة إلى أنها تجيد الرسم، وبالتالي تحول اهتمامها من الرسم بالألوان الخشبية -في المرحلة العمرية الصغيرة- إلى الرسم بالألوان الزيتية فيما بعد. وجوه ليس لدى سارة أوقات يبرز فيها عشقها للفن فليست هناك حدود ولا زمان للوقت الذي ترسم فيه، إذ تقول: “إنه حالة إبداعية خاصة قد تزورني فجرا، فأنهض أخط ما زارني على الورق أو “الكرتون” لأحرره صباحا بأصباغ زيتية، وقد يزورني جنون الإبداع وأنا سعيدة فترقص فرشاتي وتبهتج ألواني، وقد أكون حزينة فتظهر لوحاتي داكنة تحمل مسحة حزن”. تسترسل قائلة: “هذا هو الإبداع لا زمان له ولا مكان، بحيث قد يزورني في قمة انشغالاتي فأتوق لأعانق اللوحة أو حتى الورق العادي لأمرر ألوانا ورسومات تعبر عما أشعر به”. وتفيد سارة بأن ما يحركها وتعشقه في مدارس التشكيل هو فن “البورتريه” رغم صعوبته. فالوجوه بما تحمله من غموض وتقاسيم يصعب إدراك معانيها، تقول عن ذلك: “من الصعب الوصول إلى كل الناس ومعرفة دواخلهم، لكني أحاول ذلك عن طريق اقتناص لحظات حزنهم وفرحهم، وتفاصيل دواخلهم انطلاقا من تقاسيم الوجه وتفاصيله، هكذا أعشق رسم الوجوه، فكل وجه يحمل خفايا الناس الداخلية، أحاول تفصيله في لوحاتي، كما أن الطبيعة تحرك دواخلي وريشتي التي لا تجف ألوانها”. تبتسم وتقول: “أول ما رسمت من الطبيعة مجموعة نخيل في جزيرة تنعكس السماء البنفسجية على سطح مائها، وكان المنظر يعكس الطبيعة الجميلة وقت الغروب”. توثيق تشير سارة إلى أنها لا تحب بيع لوحاتها لأن كل واحدة تحمل جزءا من دواخلها، وكل واحدة تحمل قصة معينة، وعن ذلك تقول: “لي ارتباط وثيق بكل لوحاتي، فلكل ظروفها وقصتها، لهذا لا أستطيع تكرار اللوحات، فلكل واحدة لحظة معينة، ولذا فهي تزين بيتي، وعندما أدخله بعد المدرسة غالبا ما ألقي نظرة عليها، ومرات لا أفعل وأرجع بعد مدة لأتفحص تفاصيل كل واحدة على حدة، فأجد أن كل واحدة تحمل تفاصيل معقدة يصعب رسمها مرة أخرى في نفس السياق، فلكلٍ بصمة خاصة بها، ورغم أنني أرسم بشكل جيد فإنني لا أنوي احتراف الرسم، بل يغريني كثيرا الأدب الإنجليزي وأنوي استكمال دراستي في هذا المجال، وهذه اللوحات ستبقى بمثابة توثيق لأحلامي وأفراحي وأحزاني، فلكل واحد طريقة لكتابة مشاعره وأنا أكتبها ألوانا ورسومات ناطقة، قد تحتمل كثيرا من التفسيرات، ولكن تفسيري مختلف عن الكثيرين”. رصيد حول لوحاتها التي تعتز بها تقول سارة: “بحوزتي 12 لوحة متعددة المواضيع، رسمت بعضها وأنا سعيدة ورسمت بعضها الآخر وأنا حزينة، وكل منها تحمل موضوعا معينا، ومن بين هذه اللوحات (لوحتان تحمل وجوه أناس أعرفهم) ولوحة الموناليزا، ورجل يعزف على الجيتار، ولوحة أخرى بها بطة أذكر أنني رسمتها وأنا سعيدة جدا، ولوحات أخرى لمناظر طبيعية، وهي مفتوحة على الاحتمالات بحيث لا يمكن لتفاصيلها كشف زمانها ومكانها”. وتضيف سارة: “لا بد لكل هواية من تنمية، ولا بد لكل هاو من مشجعين، وأعتبر نفسي محظوظة كون والدتي تفهمت موهبتني فساندتني وشجعتني ويسرت لي كل السبل في سبيل تعلم الرسم، كما قامت معلماتي المشرفات علي بدعم موهبتي منذ الصغر في المدارس التي درست بها. وها أنا عبر لوحاتي أملك رصيدا ثمينا في بنك الإبداع”. تميز تتابع والدة سارة السيدة حنان الشامي؛ موهبة ابنتها كما تتابع حوارنا معها، فتتدخل مشيرة إلى تنمية مهارات ابنتها، وتقول: “منذ كانت سارة صغيرة في الروضة الأولى لاحظت مدرستها تميز رسوماتها وتلوينها، حيث كانت تلون بالطريقة الصحيحة ولا تخرج الألوان عن دائرة الصورة، وتتميز عن كل الأطفال في مثل سنها، فبدأ اهتمامي بها يكبر أكثر وأكثر حيث بدأت أشتري لها كراسات التلوين التي ساعدتها كثيرا.. كما تم الاهتمام بها في مدرسة ABC بحيث لازلت أحتفظ لها بهذه الرسومات القديمة بتواريخها، فلديها رسومات وهي في سن التاسعة وأخرى في الثامنة، وأخرى أنجزتها في سنوات متفاوتة، وعند وصولها للمرحلة الإعدادية أخذتها إلى “المجمع الثقافي” مقر “هيئة أبوظبي للثقافة والتراث” وعندما عاين المسؤولون رسوماتها واختبروها عن طريق الطلب منها رسم أحد الثماثيل فقالوا “إننا تأخرنا في استقدامها لتعلم تقنيات الرسم”. تسترسل الشامي قائلة: “في نفس الفترة أحالوها إلى الرسم بالألوان الزيتية، ولأننا عضوات في نادي السيدات فإن السيدة جينا التي كانت تشرف عليها في “المجمع الثقافي” هي التي تشرف عليها في النادي الذي يحتوي مرسما، وهذا ما خلق لها نوعا من التوازن والاستقرار النفسي. ثم شاركت في أول معرض لها الذي أقيم في نادي السيدات في رمضان الأخير ولاقت لوحاتها استحسانا وتقبلا من الزوار، والكل يقول إن خطوطها جميلة في رسم لوحاتها”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©