الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوباما يطلب من الرياض «المشورة» ومصر تطالبه بتسوية نهائية

أوباما يطلب من الرياض «المشورة» ومصر تطالبه بتسوية نهائية
4 يونيو 2009 01:52
أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما بحكمة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز لدى وصوله إلى السعودية أمس بهدف الحصول على دعم عربي في جهوده للتوصل إلى سلام في الشرق الأوسط ومد اليد إلى العالم الإسلامي. في وقت اعربت مصر عن املها بان يؤدي خطاب اوباما في جامعة القاهرة اليوم الى امتصاص التوتر وان كانت اضافت «انه لا ينبغي المبالغة في سقف التوقعات»، وطالبت الادارة الاميركية بوضع تصور للتسوية النهائية لعملية السلام. وكان العاهل السعودي تقدم مستقبلي أوباما لدى وصوله إلى الرياض ظهر أمس. وانتقل الزعيمان إلى مزرعة العاهل السعودي بالجنادرية حيث أشاد أوباما بـ«حكمة» الملك عبدالله مؤكدا أنه أتى إلى المملكة لطلب المشورة قبل توجيه خطابه إلى العالم الإسلامي اليوم من القاهرة. وقال أوباما إنه بينما ينطلق في جولته التي ستقوده إلى القاهرة، رأى أنه «من المهم جدا أن آتي إلى مهد الإسلام وأن اطلب مشورة جلالته» معرباً عن «الثقة بأنه عبر العمل معا، تستطيع الولايات المتحدة والسعودية تحقيق تقدم في رزمة كاملة من الشؤون ذات الاهتمام المشترك». وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، أن الملك عبدالله والرئيس أوباما عقدا جلسة مباحثات رسمية في مزرعة الجنادرية. وفي بداية الجلسة قلد خادم الحرمين الشريفين ضيفه قلادة الملك عبدالعزيز التي تمنح لكبار قادة وزعماء دول العالم الصديقة. وبحث الجانبان مجمل الأوضاع والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية والأزمة المالية العالمية وملف إيران النووي إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في جميع المجالات بما يخدم مصالح البلدين وشعبيهما. وجرى استكمال المباحثات في جلسة ثانية عقدها زعيما البلدين في الجنادرية عصر أمس. ومن المقرر أن يغادر أوباما الرياض في وقت مبكر اليوم متوجها إلى القاهرة لإلقاء خطابه التاريخي من منبر جامعة القاهرة. وكان أوباما قال قبل انطلاقه في جولته إنه يريد أن يعيد المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية إلى «مسارها». وشدد على ضرورة إظهار حزم إزاء إسرائيل بالنسبة لإنشاء دولة فلسطينية ولمسألة وقف الاستيطان. وتوقع مراقبون أن يكون أوباما طالب خلال لقائه العاهل السعودي، الدول العربية «المعتدلة» إلى اتخاذ خطوات باتجاه التطبيع مع إسرائيل مقابل تجميد بناء المستوطنات. وفي وقت سابق، قال مصدر رسمي سعودي إن أوباما وفريقه «يأتون إلى السعودية وفي جعبتهم الكثير من المصداقية». وأضاف «نحن على نفس الموجة معهم». كما تسعى كل من الرياض وواشنطن إلى بلورة استراتيجية للتعامل مع إيران، التي يثير برنامجها النووي الشكوك والجدل. الى ذلك أعرب وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط عن أمله أن يضع الخطاب التاريخي الذي سيلقيه أوباما اليوم بجامعة القاهرة العلاقة بين أميركا والعالمين العربي والإسلامي في إطارها الصحيح ومنظورها المنضبط والدقيق وأن تنظر واشنطن بالحيوية الواجبة في علاقتها والغرب مع المسلمين وأن يؤدي الخطاب إلى امتصاص التوتر الذي نشب على مدى عقد أو أكثر قائلا «هذا هو الفيصل». ودعا إلى عدم رفع سقف التوقعات لنتائج زيارة أوباما على صعيد عملية السلام وقال «لا ينبغي أن نرفع سقف التوقعات بدرجة مبالغ فيها». وقال أبوالغيط إن مباحثات الرئيسين المصري حسني مبارك وأوباما اليوم ستشمل كل القضايا الإقليمية والثنائية. وأشار إلى ان أوباما قد يطرح رؤيته للسلام خلال مباحثاته مع مبارك، حتى ولو لم يضع خطة متكاملة لأن تلك الخطة سوف تأتي لاحقا، الا ان مواقفه فيما يتعلق بالمطالبة بالتجميد الصارم لمسائل الاستيطان وتعاون إسرائيل في هذا المجال تعتبر نقاطا ايجابية، ونرى أن هناك حاجة للتجاوب معها من جانب الطرف العربي. وقال ان الجميع يأملون في مرحلة قادمة تكون مليئة بالايجابيات، ويتوقعون إشارات واضحة لأن السبب الرئيسي في الاحتدام هو القضية الفلسطينية وأن هناك حاجة لهذه التسوية. وتابع قائلا «وان كنا نتوقع ان الولايات المتحدة ستمضي في الطريق نحو طرح أفكارها بشكل متكامل». ونفى أبوالغيط علمه بوجود اتجاه لدى إدارة أوباما لعقد مؤتمر للسلام على غرار مؤتمر كامب ديفيد لبحث كافة مسارات السلام، وأكد انه لم يستمع إلى أفكار في هذا الاطار. وحول الطرح المصري بالتوجه الفوري نحو عملية «انهاء الصراع» أوضح أن كلمة «انهاء الصراع» تعني ان التسوية في شكلها النهائي يجب ان يتم طرحها أولا وبشكل مباشر فيما يجب ان تكون عليه حدود الدولة الفلسطينية، حيث يتحدث الجانب الأميركي عن دولة فلسطينية، لكن إذا ما تم ترك الأمر للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي فسوف تمارس إسرائيل السيطرة على الفلسطينيين على الأرض، لكي تحصل على مكاسب أو تعرقل التسوية. وأضاف، «لهذا فعندما نقول نهاية العملية فإننا نعني توضيح أين يقع خط حدود الدولة الفلسطينية. وبعد تحديد الرؤية الأميركية لخط الحدود فإن هذا يعني حسم مسألة القدس والمستوطنات، وبالتالي فإن «انهاء الصراع» شيء رئيسي يجب ان نسير فيه جميعا. وقال إن هذا الخط يختلف عن خريطة الطريق التي كانت تتحدث عن خريطة لطريق في اتجاه ما ولم تصل بهذا الاتجاه إلى نهايته ومبتغاه وهو اقامة الدولة الفلسطينية. كما ان اتفاق اوسلو تحدث عن اتفاق لحصول الفلسطينين تدريجيا على السيطرة على اراضيهم ثم حكم أنفسهم ثم إنشاء سلطة فلسطينية على الأرض الفلسطينية ثم بناء أجهزة فلسطينية تقود إلى بناء الدولة وإن كان لم يطرح مفهوم الدولة بالتحديد الذي يجب أن يكون عليه. وحول امكانية الضغط الأميركي على الجانب الإسرائيلي، قال أبوالغيط «لم لا؟.. فالولايات المتحدة قوة كبيرة وعليها مسؤوليات».
المصدر: الرياض، القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©