الدالاي لاما يرحب بعرض الصين إجراء محادثات

رحب الزعيم الروحي للبوذيين التبتيين الدالاي لاما أمس بعرض الصين استئناف الحوار معه من أجل تسوية الأزمة في التبت، رغم استمرار وسائل الإعلام الصينية بمهاجمته بعد يوم واحد فقط من العرض المفاجئ والذي رحبت به ألمانيا وإسبانيا· في حين حذرت الولايات المتحدة من السفر الى الصين مشيرة الى تزايد خطر وقوع هجمات في المستقبل القريب بما في ذلك خلال دورة الالعاب الاولمبية في بكين خلال شهر اغسطس· وشدد الدالاي لاما على وجوب إجراء ''محادثات جدية'' مع بكين، وقال من منفاه في دارامسالا شمال الهند ''لم أتلق حتى الان معلومات مفصلة بشأن هذا الحوار، لكن من الجيد بصورة عامة التكلم معاً''· وأضاف للصحفيين، انه يود اجراء ''محادثات جدية بشأن سبل إخماد نقمة التبتيين'' وإجراء ''بحث شامل'' لمشكلات التيبت، معتبراً أن لقاءً يهدف فقط الى تهدئة مخاوف الأسرة الدولية لن يكون له ''اي معنى''· وقالت حكومة التبت في المنفى بدورها إن ''موقفنا هو أنه من المهم لكي يكون أي اجتماع مثمراً أن تدرك القيادة الصينية الواقع وأن تعترف بالدور الإيجابي للدلاي لاما بدلا من الانغماس في حملة تشهير به''· ولم تمهل الصحف الصينية العرض الصيني المفاجئ يوماً واحداً فخرجت مهاجمة الدالاي لاما، فيما خففت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) في تقرير لها تضمن إعلاناً عن عرض المحادثات، من لهجتها مستخدمة عبارة ''جانب'' الدالاي بدلاً من عبارة ''عصبة'' الدالاي وبدلاً من المطالبة بأن ''يكف عن الأنشطة المثيرة للفرقة'' كشرط مسبق قالت إنه يتعين عليه أن يتخذ خطوات تحظى بمصداقية في هذا الصدد· لكن وسائل إعلام صينية أخرى واصلت تنديدها بالدالاي لاما، وقالت صحيفة الشعب اليومية الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم إن الدالاي لاما غير كفء لأن يكون زعيماً بوذياً، واضافت إن ''سلوك عصبة الدالاي انتهاك خطير للتعاليم والوصايا الأساسية للبوذية وتقويض لنظامها الطبيعي في التيبت وتدمير لسمعتها''· وقال محللون إن فرض إجراءات متشددة وعرض تنازلات في الوقت نفسه جزء من استراتيجية الصين· وذكروا أنه نظراً لفشل ست جولات سابقة من الحوار منذ عام 2002 بين الصين ومبعوثين للدالاي لاما، تكون بكين قد استفدت قدراً كبيراً من رأسمالها السياسي في القضية· وفي السياق رحبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في تصريحات نشرت أمس بعرض بكين لقاء ممثلين عن الدالاي لاما، معربة عن أملها أن يؤدي ذلك إلى نجاح دورة الألعاب الأولمبية في بكين· كما أعربت الحكومة الإسبانية عن ترحيبها بالعرض الصيني أيضا وقال بيان صادر عن وزارة خارجيتها إن الحوار هو أفضل وسيلة للتوصل إلى ''حل دائم ومقبول من الطرفين''· من جهتها حذرت الحكومة الأميركية أمس الأول من السفر الى الصين مشيرة الى تزايد خطر وقوع هجمات داخلها في المستقبل القريب· وقالت وزارة الخارجية الأميركية في التحذير: ''اي حدث عام ضخم مثل الالعاب الاولمبية المقبلة قد يمثل هدفاً جاذباً للإرهابيين· وأضافت ''هناك خطر متزايد أن تقوم جماعات متطرفة بأعمال إرهابية داخل الصين في المستقبل القريب''·