الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أبوظبي لإدارة النفايات» يضع حلولاً صديقة للبيئة لمكافحة الحشرات والآفات

«أبوظبي لإدارة النفايات» يضع حلولاً صديقة للبيئة لمكافحة الحشرات والآفات
2 مارس 2014 22:36
موزة خميس (دبي) - من اهتمامات العالم المعاصر، توحيد الجهود في كافة الدول لوضع سياسات تشريعية وتنظيمية، تضمن تحقيق هدف سام، يتمثل في زيادة الوعي بالصحة العامة للإنسان والحفاظ على البيئة المحيطة به.. وقد كانت ومازالت دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول الرائدة في هذا المجال، في ظل الازدهار والتطور المتنامي الذي تحظى به، في ظل القيادة الرشيدة للدولة، والتي تسعى لتوفير أفضل الظروف المناسبة لسكان الدولة، مما ينعكس بالضرورة على الإسهام العالمي في الحفاظ على البيئة، وكان من ثمار هذه السياسة الحكيمة أن تم تأسيس مركز أبوظبي لإدارة النفايات، للحفاظ على الصحة العامة لسكان الدولة. المهندس محمد محمود المرزوقي، مدير إدارة مشاريع مكافحة آفات الصحة العامة في تدوير مركز إدارة النفايات أبوظبي، حدثنا عن البرامج والمشاريع التي تعمل الإدارة على تنفيذها، وبدأ حديثه قائلا: كان لابد من صنع وعي عالمي بضرورة الحفاظ على كوكب الأرض، وذلك للرقي بمستوى الحياة الصحية مع الاستدامة في جودة البيئة المحيطة للأجيال القادمة، التي ستزدهر لتكمل مسيرة الحياة، وفي ظل الثورة التكنولوجية والتوجه العالمي لزيادة الإنتاج في المجالات كافة، ازداد الضغط على المصادر البيئية، كما ازداد إفراز المنتجات الثانوية الصناعية، مما كان له الأثر السلبي على المناخ العالمي، وعلى التغيرات المتباينة في درجات الحرارة والظروف الجوية المفاجئة، ولأجل ذلك تم تأسيس المركز الذي له دور قوي وفعّال. حلول صديقة للبيئة ويضيف المرزوقي موضحاً: يتمحور هدف المركز حول إيجاد وتطبيق حلول آمنة وفعالة وصديقة للبيئة، خاصة في مجال التخلص من النفايات وإعادة تدويرها وفق المواصفات العالمية، ونظرا للارتباط الوثيق بين النفايات وتكاثر الآفات تم إلحاق عملية التنظيم والمراقبة لمكافحة الحشرات والآفات بالمركز، خاصة إذا علمنا بتواجد الحلول الكيماوية ضمن هذه الفئة، مما يعني بالضرورة المراقبة المستمرة على نوع المبيدات المستخدمة، ومدى تأثيرها على البيئة، مع السعي المستمر لإيجاد حلول بديلة ومتكاملة، تحد من تكاثر الآفات المضرة بصحة الإنسان والحيوان على حد سواء، ويتم هذا التوجيه من خلال استقدام الخبرات، وتسليمها إلى مؤسسات وشركات ريادية مختصة في هذا المجال. واليوم نحن ومن خلال ما سبق نتابع تلك المؤسسات والشركات، لأنها تعني في جوهرها باستخدام أكثر من وسيلة في المكافحة، ونحرص على التعرف على حجم التركيز على استخدام الوسائل الحيوية والميكانيكية، خاصة بعد أن يتم اللجوء إلى عملية الإصحاح البيئي والتوعية، أو بالتزامن معها، وهكذا فإن عملية المكافحة قد تنتهي بمجرد بدء استئصال أسباب تكاثر الآفة وانتشارها. المكافحة الفيزيائية ويكمل المرزوقي، قائلاً إن الأمثلة التي تندرج تحت مصطلح المكافحة المتكاملة عديدة، ومن الممكن أن نضرب حول ذلك أمثالاً بالحديث عن الإصحاح البيئي وهو أول خطوة، حيث يتم دراسة بيئة الآفة وسبب انتشارها في المكان، ومن ثم يتم عكس السبب وتصحيحه، كما أن هناك عملا دائما لتجفيف مستنقعات المياه حتى لا يتكاثر بها البعوض، ونعمل على إزالة المخلفات والمهملات، وخاصة بين البنايات والفيلات حتى لا تشكل مأوى للقوارض، كما نزيل مخلفات البناء وبواقي الأشجار والأعشاب المهملة، والهدف والغاية طرد الثعابين والعقارب والقوارض. أيضا توجد عملية الغسيل والتعقيم مع التجفيف المستمر لحاويات النفايات، حتى لا يؤدي لتراكم المواد العضوية في قاع الحاوية، مما يؤدي لتكون بيئة تكاثر ليرقات الذباب، وهناك عمليات دائمة لتنظيف فتحات الصرف الصحي، والذي بدوره يقلل من تراكم المواد العضوية على الجدران، وبالتالي تقليل فرص تكاثر الصراصير. وفيما يتعلق بالمكافحة الفيزيائية، حسبما يقول المرزوقي، فهي تعتمد على استخدام العوامل البيئية وعناصرها للسيطرة على الآفة، ومن ذلك عملية التجفيف للمواد العضوية في مزارع الحيوانات، وربما تغطيتها حتى لا يتكاثر الذباب، ويتم استخدام بخار الماء الحار أو المعاملة الحرارية، أو التبريد الشديد لقتل آفة بق الفراش وغيرها. المكافحة الميكانيكية أيضا لدينا المكافحة الميكانيكية، حسبما أكد المرزوقي، وتعتمد على استخدام المصائد والعوائق الميكانيكية في عملية المكافحة، وعلى سبيل المثال لا الحصر مصائد البعوض ومصائد الفئران ومصائد الذباب، وأيضا مصائد الصراصير والأغشية المطاطية عند حواف الأبواب لمنع دخول الآفات، وأيضا تغطية أحواض المياه بأغطية بلاستيكية أو معدنية لمنع تكاثر البعوض، أما المكافحة البيولوجية فتعتمد على استقدام الأعداء بالطرق الطبيعية للآفة، حيث يتم استدراج الآفة بطريقة آمنة وفعالة، ومن الأمثلة أن تستدرج أنواع من الأسماك المتخصصة بافتراس يرقات البعوض في الأحواض، وأيضا على المسطحات المائية المكشوفة والدائمة، ومثال ذلك أيضا استخدام بعض البكتيريا التي تؤثر على اليرقات وتقتلها، دون أن تؤثر على غيرها من الأحياء غير المستهدفة. ويضيف: لدينا أيضا منظمات النمو، وهنا يتم استخدام مواد معينة تؤثر على تطور الآفة، فتمنع وصولها للطور البالغ مثل موانع الانسلاخ، وهناك ما يعرف بالطوارد وهي مواد تعمل على طرد الآفة دون قتلها، وهذا يستخدم مع الثعابين وغيرها، كما توجد المكافحة الكيماوية وهي تعد الأشهر، وعبرها تستخدم مواد لقتل الآفة، وهي ذات أصناف وأنواع وتشكيلات عديدة، وفي ذات الوقت الذي تتم فيه المكافحة هناك طريق مواز لذلك، هو التوعية والتثقيف ويتم باستخدام كافة الوسائل المتاحة من إعلام وتصميم النشرات التوعوية، وكلها تعمل على التعريف بالآفات وأسباب انتشارها، وكيفية مكافحتها والتخلص منها، حيث إن تلك الوسائل تخاطب الجمهور مباشرة، لما للإنسان من دور حيوي في انتشار الآفة أو السيطرة عليها. كما أن مفهوم مكافحة الآفات يراعي بالضرورة الاستدامة البيئية والأثر غير السلبي لطرق المكافحة، ومن هذا المنظور تم وضع مفهوم المكافحة المتكاملة للآفة ضمن إطار جديد يراعي الهدف السابق، وهذا الإطار يسمى حلول المواد الخضراء. قتل الآفة وطردها أما المواد الخضراء، حسبما يقول المرزوقي، فتعني استخدام مواد ذات أصول طبيعية مشتقة من البيئة نفسها، وتؤدي لعملية المكافحة دون أن تترك أثراً طويل المدى، مع القابلية للتحلل والانخراط مرة أخرى ضمن البيئة التي اشتقت منها، وذلك يتمثل في استخدام مواد ذات منشأ طبيعي لقتل الآفة أو طردها، أو صيدها مثل العصارة المستخلصة من بعض النباتات، والتي تؤثر في الجهاز العصبي أو الهضمي للآفة، دون أن تؤثر بالأحياء الأخرى، كما يتم استخدام المواد المانعة لتنفس الآفة، من خلال التعامل مع آلية التنفس في تلك الآفة التي تختلف بدورها عن الإنسان، أو حتى استخدام مصائد ذات أصل نباتي، تكون قابلة للتدوير بعد الاستخدام، وهناك العديد من الأمثلة التي يصعب حصرها، ولكن بمعنى آخر يمكن أن يتم استخدام وسائل المكافحة المتكاملة، ضمن مواد ذات أصول طبيعية قابلة للتحلل والتدوير. مفتاح الحل يقول المهندس محمد محمود المرزوقي، إن مفتاح الحل دوما وأبداً يكمن في الإنسان، لأن الطبيعة الأم تميل لعمل التوازن بنفسها في ظل أطر زمنية معينة، ولكن الثورة الصناعية والتكنولوجية الحديثة تؤثران في عملية التوازن الذاتي للأرض، ومع عدم مراعاة قواعد النظافة العامة، والدور الحيوي للكائنات الأخرى، أدى لخلق مثل هذا الخلل والتأثير السلبي على البيئة، فكان لزاماً علينا إيجاد حلول أخرى لا تؤثر على هذا التوازن، ومن ضمنها تقليل استخدام المبيدات، والميل نحو مراعاة قواعد النظافة، ومنع أسباب انتشار الآفة من الأساس، حتى لا يتكون لنا جيل من الحشرات مقاوم للمبيدات المستخدمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©