أبوظبي (وام) - أكد معالي الدكتور هاني عابدين وزير الصحة الفلسطيني، أهمية الجهود الإنسانية التي تضطلع بها دولة الإمارات على الساحة الفلسطينية التي تواجه ظروفاً إنسانية صعبة.
وقال معاليه خلال زيارة قام بها مؤخراً لمقر هيئة الهلال الأحمر في أبوظبي، إن مبادرات دولة الإمارات تسهم بقوة في تخفيف المعاناة وصون الكرامة الإنسانية وتحسين حياة الفلسطينيين، مشدداً على أن الإمارات قيادة وشعباً كانت ولا تزال سنداً قوياً وداعماً أساسياً للشعب الفلسطيني.
وكان في استقبال الوزير الفلسطيني والوفد المرافق خلال زيارته للهلال الأحمر، أحمد حميد المزروعي رئيس مجلس الإدارة، ونعيمة عيد المهيري نائب الأمين العام لشؤون الإغاثة والمشاريع بالإنابة، والدكتور صالح موسى الطائي مستشار الأمين العام، ومحمد مصبح الشامسي مدير المشاريع في الهلال الأحمر.
وأعرب معالي الوزير الفلسطيني عن تقديره للدور الذي تقوم به هيئة الهلال الأحمر في توفير الخدمات الضرورية للفلسطينيين، خاصة في المجال الصحي، مشيراً إلى أن الهيئة قدمت نموذجاً فريداً في البذل والعطاء من خلال وقفتها المشرفة مع جميع قطاعات الشعب الفلسطيني.
واستعرض معالي الدكتور هاني عابدين الأوضاع الإنسانية على الساحة الفلسطينية، خاصة في المجال الصحي، مؤكداً أنها لا تزال تواجه الكثير من المصاعب بسبب العراقيل التي يضعها الاحتلال أمام جهود تأهيل القطاعات الحيوية في فلسطين.
وأوضح أن تأهيل القطاع الصحي يعتبر من أكبر التحديات التي تواجه بلاده حالياً، مشيراً إلى النقص الحاد الذي تعانيه المؤسسات الصحية الفلسطينية في الأدوية والمواد والمعدات الطبية.
وأشار إلى أن وزارته تصرف سنوياً 70 مليون دولار لتوفير الأدوية، ورغم ذلك تعاني نقصاً حاداً في 160 صنفاً من الأدوية الضرورية، لافتاً إلى أن 40 في المائة من المخزون الاستراتيجي للأدوية والمواد الطبية يستهلك في قطاع غزة.
ونوه بأن 45 في المائة من الأدوية المتوافرة في المؤسسات الصحية في رام الله تأتي من المنظمات الإنسانية والصحية الدولية، لافتاً إلى وجود 500 مركز صحي في فلسطين تقع ضمن اختصاصات الوزارة، معظمها في منطقة الأغوار التي تبعد كثيراً عن المدن الرئيسية، ويحتاج الوصول إليها إلى جهد كبير نسبة لوعورة الطرق وكثرة الحواجز التي يضعها الاحتلال.
وذكر معالي الوزير الفلسطيني أن الأحداث الجارية على الساحة الفلسطينية خلفت أوضاعاً إنسانية لا تزال تداعياتها ماثلة أمام البسطاء والفقراء الذين يحتاجون للكثير من سبل الرعاية والعناية، هذا إلى جانب تردي أوضاع المؤسسات الخدمية وشح إمكاناتها، مؤكداً أن السلطة الفلسطينية تبذل جهداً كبيراً لتحسين ظروف الحياة في فلسطين، ما يتطلب دعم وعون الأشقاء.
ونقل معاليه رغبة بلاده في مساندة هيئة الهلال الأحمر لتأهيل القطاع الصحي ومده بالمستلزمات الطبية والأدوية المنقذة للحياة، مؤكداً أن الهيئة قدمت عبر برامجها الإنسانية وعملياتها الإغاثية السابقة للشعب الفلسطيني دعماً مقدراً، ما كان له أكبر الأثر في ترقية الخدمات الطبية، وقال “إنه يتطلع للمزيد من الدعم والمساندة من الهيئة للقطاع الصحي”.
من جانبه، أكد أحمد حميد المزروعي أن الأوضاع الإنسانية في فلسطين تأتي في مقدمة أولويات القيادة الرشيدة التي توجه دائماً بتقديم أفضل الخدمات للشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أنها تجد اهتماماً كبيراً من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر، الذي يتابع عن كثب مجريات الأحداث هناك وتداعياتها الإنسانية على حياة الأشقاء الفلسطينيين.
وأوضح أن الهيئة تتطلع لبذل المزيد من الجهود وتحقيق مكتسبات إضافية للمستهدفين من خدماتها في فلسطين، خاصة في المجال الصحي، مشيراً إلى أن الهيئة ستنظر بعين الاعتبار للاحتياجات التي تقدم بها معالي وزير الصحة الفلسطيني في الجانب الصحي، ولن تتوانى في تلبيتها ضمن برامجها الموجهة للساحة الفلسطينية، انطلاقاً من مسؤوليتها الإنسانية تجاه الفئات التي ترعاها وتعمل على تحسين واقعها.
مشاريع صحية
نفذت هيئة الهلال الأحمر العديد من المستشفيات والمشاريع الصحية في فلسطين، تأكيداً على أهمية هذا القطاع وحيويته بالنسبة للفلسطينيين، ومنها على سبيل المثال مستشفى الشيخ زايد الجراحي في رام الله ومستشفى الشيخة سلامة للعيون في نابلس والمستشفى الإماراتي الأردني في رام الله ومستشفى رفح الخيري ومركز الندى الطبي ومستشفى طوباس في الضفة الغربية، بالإضافة إلى تقديم العشرات من سيارات الإسعاف لجمعية الهلال الأحمر الفلسطينية وعدد من المستشفيات والمؤسسات الصحية الفلسطينية، هذا إلى جانب المشاريع الصحية المقترح تنفيذها خلال المرحلة القادمة، منها إعادة بناء مركز شعفاط الطبي داخل مخيم اللاجئين في مدينة القدس.
عدد اليوم
