الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«ساحرة فلورنسا» إلى الألمانية

4 يونيو 2009 01:10
صدرت حديثاً باللغة الألمانية رواية «ساحرة فلورنسا» للكاتب البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي، الذي قام في هذه الرواية بالمقارنة بين امبراطورية المغول الهندية زمن جلال الدين محمد أكبر بعصر الرومانسية في إيطاليا، وبذلك شكك في تميز الثقافة الغربية وقيمها على غيرها من الثقافات. وكان جلال الدين محمد أكبر، الذي حكم الهند من 1556 حتى 1605، يعادل فريدريك الأكبر الملقب بـ «ملك الجنود» والذي كان في الوقت نفسه فيلسوفا ومفكّرا، وفوق ذلك كان فاتحا ذكيا وذا سياسة حكيمة. ويوضح الكاتب في روايته أن الحاضر يعكس الماضي، وأن المرء يستطيع أن يتعلم الكثير من القرنين الخامس والسادس عشر إذا أراد بحث ظاهرة الطغيان أو مواضيع مثل النبوغ أو الابتكار. ويرى سلمان رشدي أن أوروبا في عصر الرومانسية والهند الإسلامية في عصر الإمبراطورية المغولية عاشتا تجديدات وابتكارات هائلة، منها التطور الفني والثقافي والتفوق البشري. ويقول الكاتب، في إشارة إلى اكتشاف العالم الجديد في القرن الخامس عشر: «إنني أسرد كل ذلك لأننا أيضا نعيش في زمن مليء بتغيرات وتقلبات هائلة، وأريد أيضاً أن أوعز للمرء بتصور الحياة في ذلك الزمان. آنذاك تبين للمرء أن كل ما عرفه على وجه التقريب عن العالم كان خطأً وأنه في الواقع عالم مختلف تماما». وتدور أحداث الرواية في فلورنسا في القرن الخامس عشر والسادس عشر، وفي مدينة متحبور سيكري عاصمة إمبراطورية المغول الهندية، وينتهج فيها طريقة معتدلة تكون أقل إخلاصا للحكايات الخرافية وحكايات الجان وألف ليلة وليلة كما حكتها شهرزاد في النموذج الأصلي. وتبدأ أحداث الرواية بوصول إيطالي أشقر الشعر وسيم الملامح أطلق على نفسه اسم «مغول الحب» إلى بلاط الامبراطور المغولي جلال الدين محمد أكبر في مدينة ميتحبور سيكري الهندية، ويدعي الغريب أنه يحمل إلى الامبراطور رسالة من الملكة إليزابيث الأولى ليسمح له برؤيت. وحين يظفر بلقاء الامبراطور يبدأ الغريب بسرد قصته فيقول إن صلة قرابة تربطه بالإمبراطور من جهة والدته المغولية كاراكوز التي ذاع صيتها بسبب جمالها الشرقي الأخاذ، وكاراكوز هي الأخت الصغرى لجد محمد أكبر، أما والد الشاب فيدعى نينو أرغاليا وهو فلورنسي غادر أهله ليلتحق بالحملات التبشيرية غير أنه يتعرض للأسر على يد الأتراك الذين يجبرونه على اعتناق الإسلام، وتشفع مهارات أرغاليا القتالية له فيحرره الأتراك ليصبح انكشارياً في بلاط السلطان. ويبهر الفلورنسي أرغاليا الملك أكبر بحكاياته عن جمال كاراكوز التي تفتن الرجال الأقوياء بمن فيهم شاه الفرس المغرور الذي لا يفطن إلى «استقلال جمالها الكبير الذي لا يسـتطيع رجل امتلاكه، والذي امتلك نفسه، ومال حيث أحب مثل الريح». ويعتبر سر اختيار رشدي لجلال الدين أكبر لأنه، وكما يجيء في الرواية، اشتهر بما يسميه رشدي بالتسامح الديني، إذ أقام حلقات لنقاش المسائل الدينية واجتذب موسيقيين وفنانين هندوس إلى بلاطه. ورغبة الشاب أرغاليا في سرد حكايته تتجاوز الرغبة في التسلية والمتعة لتصبح، كما كان الحال بالنسبة لشهرزاد ألف ليلة وليلة، سبباً للحياة: حين يتم القبض عليه ويلقى في غياهب السجن بتهمة القتل نجد معاناته تتجاوز المعاناة الجسمية والحسية لتصبح معاناة وجودية بشكل أساسي، حيث يقول الراوي: « كل الرجال يرغبون أن يُصغى لقصصهم، كان رجلا، ولئن مات قبل أن يقص حكايته فإنه سيتقلص ليصبح صرصاراً أو قملة». ويقاس رد الفعل على رواية «ساحرة فلورنسا» بذائقة القارئ الفنية، ففي حين رأتها «ذا غارديان» لامعة مدهشة قالت «صنداي تايمز» إنها أسوأ كتب رشدي، وذكرت «ذا ديلي تلغراف» إنها رواية طفولية للكبار و «نثر مفرح للألوان الزاهية»، فيما عابت الكاتبة جويس كارول أوتس في نقدها لهذه الرواية بصحيفة «نيويورك تايمز ريفيو» على سلمان رشدي أن تصويره للنساء الحسناوات كان فيه شيء من الملامح الفتية والصراحة الجنسية غير المعتادة من سلمان رشدي.
المصدر: برلين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©