الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

باسل يتنفس «حب الحياة»

باسل يتنفس «حب الحياة»
7 مايو 2016 23:05
لكبيرة التونسي (أبوظبي) يعاني الشاب باسل محمد علي «22 عاماً» إعاقة نتجت عن انقطاع الأوكسجين عنه أثناء الولادة، فتعطلت حركته ونموه، ومع ذلك يعيش حياته بحب، وسطر لنفسه أحلاماً يعمل على تحقيقها بمساعدة الأهل والأصدقاء، ولم يترك لليأس سبيلاً إليه، بل أصبح ملهماً لكثير من الناس، حين بادر بتسجيل مقاطع فيديو يحكي قصته مع المرض، وكيف استطاع التغلب عليه وطور نفسه، ويقدمها عبر «فيس بوك» ليجد تجاوباً عالمياً، وأصبح لديه آلاف المتابعين، بل خرجت تجربته من العالم الافتراضي إلى الواقع، إلى ما يشبه دورات لتطوير الذات والتغلب على الإعاقة ورفض نظرة الشفقة من الآخرين، وشارك في ماراثون خيري دخل على أثره موسوعة جنيس للأرقام القياسية. حياة أسرية وقبل أن يتجاوز عمره أربعين يوماً توجه والداه للبحث عن العلاج في أكثر من دولة منها بريطانيا وأميركا، فنصحهما الأطباء هناك بالتريث في الحكم على حالته، وبعد سنة تأكدا الأمر، وإصابته في القدرة على الحركة والكلام والمشي، ورغم أن الأطباء أخبروا الأم أن طفلها يعاني إعاقة يصعب علاجها، كرست حياتها للعناية بطفلها، والبحث عن العلاج وتطوير مهاراته، ووفرت له إلى جانب أسرتها المكونة من والده وأخوه وأخته جواً من الراحة والحب. حالة باسل الصعبة، لم تقضِ على حياة الأسرة ومزاجها، ولا يتململ أبداً أفرادها من وجوده بينهم، بل اعتبروه إنساناً طبيعياً جداً، ذكياً، محباً للحياة ومقبلاً عليها، والأهم من ذلك لم يخفوه عن الأنظار ولم يخجلوا من وجوده بينهم، يسافرون لجميع أنحاء العالم، لا يقضون العطل والإجازات من دونه، بل يجدولون حياتهم بناء على رغبات باسل. يكتب بعينيه ويستمتع باسل بقضاء أوقاته برفقة أسرته التي تتكفل بنفسها بالعناية به، وأصدقائه في أبوظبي، حتى أنه تعلم القيادة ويتجول برفقة أصدقائه وإخوته في الطرقات والأسواق عبر نموذج لسيارة معدلة تناسب حالته، كما يخرج مع أصحابه إلى السينما، ورغم أن باسل يفقد النطق، ويصعب عليه تحريك يديه أو العمل بهما، فإنه تعلم التعامل مع الكمبيوتر من خلال تحريك لوحة المفاتيح بعينيه، بعد أن توصل إلى هذه الآلية عبر الإنترنت، وبمساعدة والديه تم تدريب باسل عن طريق معلمة إلى أن أتقن وتمكن منها، فأنشأ صفحة على فيس بوك، مما سمح له بالتفاعل مع العديد من الناس حول العالم ويتشارك معهم تجاربهم وقصصهم الملهمة. لا يأس مع الحياة سلمى والدة باسل تقول إن الإنسان يعيش الحياة مرة واحدة، فإما أن يترك اليأس يقضي عليه، أو يترك الآلام والمشاكل إلى جانب ويستمتع بالعيش، وهي اتخذت القرار إلى جانب أسرتها أن تعيش الحياة على أكمل وجه، وقبل ذلك يعملون على تطوير مهارات باسل ويوفرون له جميع الإمكانيات ليتميز ويثبت ذاته رغم معاناته. وتضيف: «نحن جميعاً نسعى لتذليل كل الصعاب أمام باسل، ونضع أنفسنا في خدمته، وجهزنا البيت بجميع ما يلزمه من آلات تسهل ولوجه للحياة الشخصية العادية، كما أنه يعيش ضمن نظام سطره لنفسه، بحيث خصص ساعات للقراءة وأخرى للاستماع للموسيقى وساعات للخروج ووقتاً للاستمتاع بمشاهدة الأفلام وخاصة البوليسية منها». رسالة إلى المجتمع سالي محمد علي أخت باسل، كرست نفسها هي أيضاً للعناية بأخيها باسل رغم حصولها على شهادة الدكتوراه التي تتناول كيفية الولوج للمرافق العامة والعمارات والأبراج للمعاقين وربطتها بازدهار الاقتصاد، تقول إنها تعلمت من أخيها أشياء كثيرة منها الصبر والمحبة والتحدي، وأن هذه الفئة يجب أن تحظى بعناية من طرف الأهل خاصة من الناحية المعنوية، موضحة أن بعض الأسر تخفي هذه الحالات ولا تظهرها مخافة من نظرة المجتمع، كما أن البعض منهم يكلف الخدم للاهتمام بهؤلاء، بينما تحاول هي مساعدة أخيها. وتضيف: نحاول أن نقدم رسالة للمجتمع، وهي أن المعاق إنسان طبيعي، وإنساني ولا يختلف عن الباقين في شيء، إلا في بعض الحركات، وباسل استطاع أن يخرج من حالته بسبب شجاعته، بحيث قرر إلهام الناس بقصته، ويؤكد لهم أنهم أناس أسوياء ويمكن الاستمتاع بالحياة وتجنب اليأس، وبالفعل استطاع، وأصبح لديه أصدقاء قرروا مشاركته تصوير بعض مقاطع الفيديو ووضعها على اليوتيوب لإلهام الناس، وبالفعل أصبح هناك الآلاف ممن يرغبون في البوح والتنفيس عن معاناتهم، وستكون الخطوة المقبلة تقديم محاضرات للناس بشكل مباشر على غرار ما يقوم به أبطال هذه القصص الملهمة. أحلام باسل يقول باسل عن طريق الكتابة بعينيه، إن الأحلام مهما كبرت بإمكاننا تحقيقها ما دامت لدينا العزيمة، ورغم كل العراقيل والصعوبات، فعلى الأقل أنني لا أتألم، وما أحلم به وأرغب فيه بشدة هو التبرع بالدم لمصلحة جنودنا البواسل في اليمن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©