«جلف كابيتال» تتوقع نمو الاقتصاد الإماراتي 5% العام المقبل

توقعت شركة «جلف كابيتال» أن يتجه الاقتصاد الإماراتي نحو انتعاش سريع خلال الأشهر القليلة المقبلة وأن يتراوح معدل نموه بين 4% إلى 5% خلال العام المقبل، فيما يتوقع ارتفاع أسعار النفط إلى نحو 90 دولارا للبرميل قبل نهاية العام الحالي، بحسب الرئيس التنفيذي للشركة الدكتور كريم الصلح. وقال الصلح لـ «الاتحاد» أمس إن الشركة تتوقع موجة من الانتعاش للاقتصاد الاماراتي والاقتصادات الخليجية عامة خلال الاشهر الستة المقبلة، وأن التوقعات مبنية على أساس الارتفاع المهم في أسعار النفط التي تقترب من حاجز الـ 70 دولارا للبرميل حاليا بينما تشير المؤشرات الاقتصادية الى أنها ستواصل ارتفاعها لتصل الى ما بين 80 الى 90 دولارا قبل نهاية العام. وأكد الصلح، على هامش إطلاق الشركة صندوقا استثماريا ، أن رؤوس أموال أجنبية ضخمة بدأت تدخل أسواق المال المحلية خاصة صناديق الاستثمار والتحوط وصناديق التقاعد من أوروبا والولايات المتحدة وآسيا والتي قال إنه يمكنها تحقيق أرباح وعوائد خلال أسابيع تحتاج لسنوات لتحقيقها في الاسواق الاوروبية والاميركية. ولفت الى أن جزءا من هذه الأموال قد تكون أموالا ساخنة لكنه أشار الى أن الغالبية من الاموال والسيولة التي تظهر حاليا في أسواق المال المحلية هي سيولة ورؤوس أموال من داخل الدولة كانت خلال المرحلة الماضية مترددة أو مجمدة نسبيا بانتظار وضوح الرؤية وعودة الثقة للأسواق المحلية. وقال الصلح إن الاسعار في أسواق المال المحلية انخفضت بسرعة كبيرة ووصلت الى مستويات متدنية جدا وأصبحت مغرية للشراء وهي حاليا تعود للارتفاع بشكل سريع جدا أيضا. وفيما يتعلق بشركة جلف كابيتال أوضح الصلح أن الشركة تتبنى سياسة متحفظة في الاستثمار وإنها تركز على تملك الشركات العاملة في قطاع النفط والغاز والكهرباء والمياه والتعليم والصحة وغيرها، وإنها لا تستثمر في أسواق المال. وأعلنت الشركة أمس أنها جمعت أموالاً تقدر بـ 1.75 مليار درهم (476 مليون دولار) لأحدث صناديق الاستثمار في الملكية الخاصة التي أطلقتها الشركة، وهو صندوق GC Equity Partners II. وقال الصلح إن هذا هو الصندوق الإقليمي الأول للاستثمار في الملكية الخاصة الذي يستقي معظم المستثمرين فيه (أكثر من الثلثين) من الأسواق العالمية، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وآسيا ودول مجلس التعاون الخليجي. ويلقى الصندوق الاستثماري الأحدث الذي أطلقته «جلف كابيتال» أيضاً، دعماً كبيراً من المساهمين الحاليين ومن مستثمرين عالميين منذ إطلاقه خلال النصف الثاني من عام 2008. ويهدف الصندوق إلى جمع ملياري درهم إماراتي (500 مليون دولار) علماً بأن «جلف كابيتال» قد خصصت أكثر من 550 مليون درهم (150 مليون دولار) للاستثمار في الصندوق. وقد تم تسجيل معدل اكتتاب عالٍ في الصندوق قبل ثلاثة أشهر من الموعد المرتقب لإغلاقه في نهاية يوليو المقبل حيث تم حتى هذا التاريخ تلقي التزامات مالية بلغت 85 في المائة من رأس مال الصندوق، بحسب بيان صادر عن الشركة. وقال الدكتور الصلح: «نحن سعداء جداً بحجم الأموال التي جمعناها لصندوقنا الأخير وبمستوى وطبيعة المستثمرين الذين استقطبهم من حول العالم ومن المنطقة. وهذا الإقبال القوي ومستوى الالتزام الرائع هما خير دليل على الثقة التي تتمتع بها «جلف كابيتال» وعلى خبراتها وأدائها المشهود له خاصة في وقت يصعب فيه جمع الأموال لأي نوع من الاستثمارات.» وأضاف: سيواصل الصندوق، الذي تم طرحه بالتعاون مع «كريديه سويس للاستثمارات البديلة،» (Credit Suisse Alternative Investments) استراتيجية «جلف كابيتال» التي أثبتت نجاحا باهرا في شراء حصة الأغلبية في الشركات الرائدة العاملة في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي. وسيتوجه الصندوق نحو الاستثمار في قطاعات محددة، مثل النفط والغاز والطاقة والمياه والرعاية الصحية والتعليم والخدمات اللوجسستية إضافة إلى خدمات أخرى. وقال: «إن استراتيجيتنا الهادفة لحيازة حصة أغلبية في الشركات التي تشكل جزءاً من محفظتنا الاستثمارية وتعزيز قيمة هذه الشركات من خلال التركيز المكثف على القدرات التشغيلية وزيادة الربحية، تضمن حماية ونمو استثماراتنا بصرف النظر عن أحوال السوق. وقد بات المستثمرون حالياً يقبلون أكثر على أسلوب الاستثمار هذا.» وأضاف الصلح: «ما زالت منطقة الخليج تحقق نمواً كبيراً إذ إننا نتوقع أنها ستقود الانتعاش العالمي جنباً إلى جنب مع الصين والهند. وهذا الوقت هو مناسب جداً للاستثمار في منطقة الخليج خاصة بالنظر إلى التقييم المتدني الحالي للشركات وارتفاع أسعار البترول وتحسن المؤشرات الاقتصادية الكبرى الأساسية ومرونة وقوة الاقتصادات الإقليمية.» من جهته قال مهند قُبج رئيس تطوير الأعمال في «جلف كابيتال»: «أكثر من 60 في المائة من المستثمرين في الصندوق الجديد GC Equity Partners II هم من خارج منطقة دول مجلس التعاون الخليجي. وهذا أمر مُرضٍ جداً لأنه يبرهن على قدرة «جلف كابيتال» في جذب الاستثمارات العالمية إلى المنطقة. ومن بين هؤلاء المستثمرين بعض أهم صناديق الثروات السيادية وصناديق المعاشات وشركات التأمين والمؤسسات المالية في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية ومنطقة دول مجلس التعاون الخليجي. وقد درس العديد من هؤلاء المستثمرين المنطقة وأجروا أبحاثاً مستفيضة عنها وقرروا الاستثمار فيها للمرة الأولى عبر صندوق «جلف كابيتال» الاستثماري.»