الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

70 مليون مسافر عبر مطارات الدولة خلال العام الماضي

70 مليون مسافر عبر مطارات الدولة خلال العام الماضي
24 فبراير 2012
(دبي) - استخدم مطارات الدولة العام الماضي قرابة 70 مليون مسافر في الوقت الذي ترتبط فيه الإمارات مع 200 وجهة حول العام، بحسب بيانات استعرضها المشاركون في ختام فعاليات مؤتمر الطيران الأخضر بدبي أمس. وأشاد المشاركون في المؤتمر بالخطوات والمبادرات التي تتخذها الإمارات، لتقليل استهلاك الوقود التقليدي، والحد من التلوث الناجم عن انبعاثات الكربون، وهو ما أسهم في أن تصبح الدولة نموذجاً في هذا المجال. ودعا المؤتمر إلى بناء شراكات عالمية تؤدي الى برامج ومبادرات واقعية تسهم في خفض انبعاثات الكربون في قطاع الطيران والخدمات اللوجستية. وبين مشاركون في المؤتمر أن النمو في أساطيل الطائرات عالمياً وفي منطقة الشرق الاوسط على وجه الخصوص يستدعي جهوداً على أعلى المستويات سواء الحكومية او الخاصة لتخفيف بصمة الكربون التي تنتج عن الطائرات التجارية ومن ضمنها البحث عن بدائل جديدة للوقود واستخدام برامج وممارسات تسهم في تقليل استهلاك الوقود وتخفيف الازدحام وبالتالي تقليل انبعاثات الكربون. وقالت مريم البلوشي مدير ادارة الدراسات البيئية في الهيئة العامة للطيران المدني إن الإمارات ومن خلال الهيئة العامة للطيران المدني تعمل على تعزيز قطاع الطيران المدني من خلال الدعم الذي تقدمه لمختلف شركات الطيران العاملة في الدولة أو التي تسير رحلات من وإلى الإمارات. وأفادت بأن مطارات الدولة تعاملت مع أكثر من 70 مليون مسافر خلال العام الماضي في الوقت الذي ترتبط فيه الدولة مع أكثر من 200 محطة عالمية. واكدت مريم أن الطيران يلعب دوراً بارزاً في عملية التنويع الاقتصادي بمشاركة من القطاع الخاص بهدف التقليل من الاعتماد على الاقتصاد القائم على البتروكيماويات، ما رفع مساهمة القطاع والقطاعات الخدمية المتعلقة به إلى نحو 20% من ناتج الدولة الاجمالي. وبينت أن الإمارات وضعت أهدافاً محددة لخفض الاعتماد على الوقود التقليدي واعتماد بدائل الطاقة النظيفة ومنها سعي العاصمة أبوظبي لإنتاج 7% من استهلاكها للطاقة من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2020، و5% في دبي. وأشارت البلوشي إلى إطلاق مبادرة الاقتصاد الاخضر والتنمية المستدامة التي اطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي لبناء اقتصاد يقوم على تبني معايير المحافظة على البيئة، إضافة إلى إطلاق مبادرة البصمة البيئية في العام 2007 الهادفة الى وضع معايير لتخفيف انبعاثات الكربون واستخدام بدائل نظيفة للطاقة، خصوصاً أن غاز ثاني اكسيد الكربون يشكل نحو 80% من انبعاثات الغازات الضارة في الدولة. وقالت “رغم نمو قطاع الطيران إلا ان هناك حاجة أكبر لتصبح شركات الطيران والمطارات أكثر فاعلية واكثر استدامة”، مشيرة الى ان افتتاح مركز الشيخ زايد للملاحة الجوية جاء بهدف استيعاب معدلات النمو الكبيرة لهذا القطاع وادارة اكثر فاعلية لحركة الملاحة الجوية من حيث تقليل وقت الرحلات وعمليات الاقلاع والهبوط وبالتالي خفض نسبة انبعاثات الكربون. وأوضحت مريم البلوشي أن من بين البرامج التي نفذتها الإمارات في هذا المجال برنامج لتنظيم عمليات الهبوط، وهو “أمان”، وآخر للإقلاع، وأسهما في تقليل زمن اقلاع الطائرة من 15 دقيقة إلى 3 دقائق فقط، وهذا يعني خفضاً في كمية الوقود المستهلك وانبعاثات الكربون. وأشارت إلى أن الهيئة العامة للطيران المدني شاركت في اجتماعات مجموعة عمل البيئة لقطاع الطيران والتي تأسست عام 2009 ووضعت الاطر العامة لخفض انبعاثات الكربون والتي يتم مناقشتها حاليا على مستوى عالمي في منظمة الطيران المدني “ايكاو”، وتعمل هذه المجموعة على وضع مسودة قانون للسياسة البيئية في قطاع الطيران على مستوى الدولة. وقال “شاركت الهيئة على المستوى الاقليمي بفاعلية في مختلف الاجتماعات في المنطقة حول هذه القضية وتعد الامارات دولة عضوا في مختلف اللجان العاملة في قضايا البيئة على مستوى الاتحاد العربي للنقل الجوي بما فيها تلك المتعلقة بالضجيج وانبعاثات الكربون واجراءات وعمليات المطارات اضافة الى مشاركة الدولة في مختلف اعمال الايكاو حول البيئة”. وافادت مريم بأن من بين الجهود التي قامت بها الامارات في مجال الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، تشغيل اول رحلة بالوقود الحيوي لشركة الاتحاد للطيران في يناير الماضي، وهي تشكل خطوة اولى نحو مزيد من الرحلات المماثلة، وتعد الناقلة الوطنية اليوم شريكاً رئيساً في برنامج لتمويل الابحاث حول هذا النوع من الوقود. وأشارت الى أن طيران الامارات هي الأخرى استخدمت مسار “انسباير” في رحلاتها الى جنوب افريقيا واستراليا وهو مسار اسهم في خفض كبير في استهلاك الوقود وتقليل زمن الرحلات. ووفرت رحلة الناقلة الى جنوب افريقيا اكثر من 5 أطنان من ثاني اكسيد الكربون. إلى ذلك، قال خرام خالصا المدير التنفيذي لمجلس الطيران الاخضر إن المجلس يتبنى اليوم ما يعرف بشهادة “فلاي 360” الخضراء والتي تمنح لشركات الطيران والمطارات التي تعتمد المعايير الخضراء في عملياتها، موضحاً أن هذه الشهادة تخضع لتقييم واجراءات قياسية تنظر في سلوك وممارسات كل شركة او مطار حيث تمنح الشهادة على اساس هذه المعايير. وقال إن كل مسافر اليوم يسهم بنحو 4 كيلوجرامات من النفايات لكل رحلة طيران، وهذا يعني وجود ملايين الاطنان من النفايات على متن رحلات الطيران كل عام. وأشار الى ان علب الصفيح والالمنيوم في الولايات المتحدة يمكنها ان تبني 58 طائرة من طراز بوينج 747، في الوقت الذي يمكن ان تملأ فيه نفايات الاوراق حفرة بطول 100 متر وعمق 70 متراً لتصل الى 72 الف طن من مخلفات الاوراق. ودعا خرام شركات الطيران والمطارات إلى تبني ممارسات عملية على الارض وفي الاجواء يمكنها ان تسهم في تقليل استهلاك الوقود وبالتالي انبعاثات الكربون، مشيراً إلى أن برنامج ادارة الوقود الذي طبقته احدى شركات الطيران في كندا مكنها من توفير اكثر من 5 آلاف طن من انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون. وذكر بأن تلك الشركة نجحت ومنذ عام 2004 في توفير اكثر من 400 الف طن من الانبعاثات. وهذه الانبعاثات تعني ازالة اكثر من 60 الف سيارة من الطرق في عام واحد. ومن جانبه، بين جورج حنوش الرئيس التنفيذي لشركة بيانات المتخصصة في حلول وانظمة المطارات أن قرار الاتحاد الاوروبي بفرض ضريبة الكربون على شركات الطيران، له تأثيرات سلبية على صناعة الطيران من حيث ارتفاع التكلفة التي سيتحملها المسافر وبالتالي تأثير على حركة النقل الجوي التي تواجه تحديات اقتصادية عديدة خلال العام الجاري حيث ستتسبب تلك الضريبة في زيادة تكاليف التشغيل. وقال حنوش إن مطارات الدولة تعد اليوم من اهم مطارات العالم في مجال الخدمات، ومهيأة اكثر من غيرها لتطبيق معايير صارمة تساعد في الحفاظ على البيئة بفضل بنيتها التحتية المتطورة وحداثة الاساطيل التي تعمل فيها. ودعا الى التعاطي مع قضية البيئة في صناعة المطارات باهتمام لمواكبة تحديات المستقبل والنمو القياسي بأعداد المسافرين المتوقع عبر مطارات المنطقة مشيرا الى ان المؤسسات والشركات المحلية لديها القدرة وتمتلك الخبرات على الارتقاء بأداء المطارات على هذا الصعيد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©