الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

السيارات الصينية تمتطي حصان الأسعار لغزو العالم

السيارات الصينية تمتطي حصان الأسعار لغزو العالم
26 ابريل 2008 23:13
تعمل ايرما كورتيز مندوبة مبيعات لمنتجات التنظيف وتحتاج إلى سيارة لكي يمكنها الوصول إلى العملاء وقد كانت على وشك شراء أول سيارة صينية لها على الاطلاق من معرض بالعاصمة الاكوادورية·· سيارة شانجي صغيرة يقل ثمنها 25% عن الطرز المنافسة· وقالت كورتيز وهي امرأة في منتصف العمر: ''ابنتي طالبة اقتصاد وأخبرتني ألا أشتري سيارة صينية بسبب الاسم التجاري·· أنا شخصيا لدي بعض التحفظات بشأن الجودة لكن نظرا لوضعي الاقتصادي يبدو الأمر معقولاً''· وتسير السيارات الصينية في طرق كيتو منذ عام تقريبا لكنها تتحول بسرعة إلى قوة يعتد بها في طوابير المرور الافعوانية التي تخنق عاصمة الاكوادور ذات التلال· ويتطلع صناع السيارات الصينيون إلى أن يكونوا قوة التصدير التالية في طرق العالم وقد جعلوا الأسواق الصاعدة من أميركا اللاتينية إلى روسيا دليل استحقاقهم، ولديهم ما يدعو إلى الشعور بالرضا حتى الآن·· فبحسب وزارة التجارة باعت الصين 612 ألفا و700 سيارة في الخارج العام الماضي بزيادة نحو 80% والجانب الأكبر من المبيعات في العالم النامي· ولكن الشركات الصينية تجد -مثل شركات السيارات اليابانية والكورية التي سبقتها- أن عليها الفوز بالزبائن عن طريق خفض الأسعار قبل أن تستطيع ترسيخ أسمائها، وقال رفاييل بادر المدير التجاري لدى سيناسكار أكبر مستورد للسيارات الصينية في الاكوادور وكولومبيا وفنزويلا: ''الناس لا يعرفون هذه السيارات، يرونها صينية فحسب ويعتقدون أن هذا يعني أنها سيئة·· إنه واقع علينا مواجهته''· وتحاول سيناسكار تغيير التصور السائد عن طريق حملة علاقات عامة وعرض فترات ضمان ممددة وأسعار تقل من 20 إلى 25% عن المنافسين، وتعمل الشركة في الاكوادور منذ عشرة أشهر فقط وتظهر أرقامها أنها قفزت بالفعل إلى المركز الحادي عشر من حيث الوحدات المبيعة من أصل 43 موزع سيارات في البلاد· غير أنه يصعب تبديد الشكوك حيال الجودة، فالسيارة شانجي ايديال التي كانت كورتيز تفكر في شرائها بها عيوب واضحة حتى للعين غير الخبيرة، فقد لصقت علامة السيارة على عجل فيما يبدو واتخذت زاوية مائلة وقد سقط بعض الطلاء عن جسمها والفجوات بين الألواح الجانبية غير متساوية، وحتى نكون منصفين فقد كانت شانجي من أرخص السيارات المعروضة، بل إنه يصعب العثور على سيارة رخيصة هكذا في الصين إذ يستبقي المنتجون الصينيون عموما أفضل سياراتهم للسوق المحلية مستهدفين عن عمد الشريحة الدنيا من الأسواق الأجنبية· وتلازم مخاوف السلامة السيارات الصينية في محاولاتها دخول الولايات المتحدة وأوروبا، وجاءت الحلقة الأحدث ضمن سلسلة فشل اختبارات التصادم في العام الماضي مع السيارة بريليانس بي·ا التي يروج لها باعتبارها سيارة سيدان فاخرة بسعر اقتصادي· وقالت مجلة كار اند درايفر (السيارة والسائق) لدى مراجعة نتائج الاختبار: ''يملك مكعب ثلج فرصة أفضل للبقاء في الصحراء الكبرى من سائق سيارة بي·ا في تصادم أمامي أو جانبي قوي''، وقد عادت بريليانس أوتو شريكة بي·ام·دبليو في الصين إلى لوح التصميم بعد الاحراج واقتنصت السيارة بي·ا ثلاث نجوم من خمس في أحدث اختبار ممهدة الطريق أمام اطلاقها في أوروبا خلال بضعة أشهر؛ ليست مفاجأة إذن أن يجد منتجو السيارات الصينيون سهولة أكبر في طرح إنتاجهم بالبلدان النامية حيث معايير السلامة والانبعاثات أقل عادة· لكن الدول الفقيرة تقدم ما هو أكثر من مجرد مسار أقل مقاومة إذ يقول محللون إنها توفر أيضا سوقا ضخمة غير مستغلة وفرص نمو مغرية، ومن مكتب سيناسكار في كيتو يفتح بادر المهذب ذراعيه ليظهر ما ينتظر منتجي السيارات الذين يمكنهم تقديم أسعار رخيصة، وهو يقول إنه حتى الآن لا يستطيع 80% من الاكوادوريين شراء السيارات نظراً لتدني مستويات الدخل·
المصدر: كيتو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©