الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الود.. لغة مشتركة

4 ابريل 2010 21:13
وصلني كثير من رسائل القراء عبر زاوية «عيِّن خير» الأسبوعية تتضمن تساؤلات وإستفسارات عديدة حول «ديناميكية» العلاقة بين الزوجين، وصيغ التواصل والحوار، والبعض منها تضمن شكاوى حقائق موجعة ومؤلمة، لم أجد تفسيراً موضوعياً لها سوى جهل الكثيرين بحقيقة العلاقة «الإنسانية» بين الزوج والزوجة، وإغفال كثيرين بعض التصرفات أو ردود الأفعال الايجابية البسيطة في تعاملاتهم اليومية، وفي تصوري إن تمت وألفها طرفا العلاقة الزوجية لإضفاء الكثير من السعادة والبهجة والتآلف والود فيما بينهما، وأسهما بشكل مباشر في تجنب وتقليل كثير من الفتور والمشاكل وسوء الفهم المتبادل. في بعض الأحيان مثلاً قد تتضايق الزوجة أو تتبرم عندما تبادر وتحكي لزوجها عمّا حدث لها أثناء العمل، أو أن تسأله عن واقعة معينة في مسلسل درامي أو سينمائي شاهدته وهي جالسة في البيت وقت فراغها، وتفاجأ بأن الزوج لا يعبأ بما تقول، أويظل منهمكاً في تصفحه المواقع الإلكترونية، أو في مشاهدة مباراة في كرة القدم، أو يتعلل بأنه مرهق وسيخلد إلى النوم، وتشعر بداخلها أنها أهينت، فالزوج منهك ومتعب من العمل ومتطلبات الحياة اليومية ومطالب الأبناء وأعباء المعيشة وضغوطها، ويحتاج إلى أن يخلد إلى الراحة أو الاسترخاء، ليتخلص ولو قليلاً من الضغوط أو الهموم حتى يعود إلى حالته الطبيعية، فالتوتر والتركيز الذهني أمران لا يتفقان، ومن ثمّ فإن صبر الزوجة مطلوب حتى يهدأ زوجها ويعود إلى هدوئه ونشاطه المعتاد. في المقابل نجد كثيرين يتمنون أن تتخلص زوجاتهم من شكوكهن وغيرتهن المرضية وتساؤلاتهن التي لا تنتهي، والإبتعاد عن لهجة التحقيق والتحكم والسيطرة، فإن وجدت الزوجة زوجها يهتم بمظهره، تنسى أن تثني عليه أو أن تمتدحه دون شك وريبة. البعض يشكو أيضاً من غياب الكلمة الحلوة، والمزاح، والطرفة، والكلمات المعسولة، ويحل محلها لغة التجهم والغضب والقسوة والكلمات الجافة، فإذا كانت طبيعة الرجل حب المزاح مع أصدقائه وأصحابه خارج المنزل، ما الذي يمنعه من أن ينقل هذه الروح، وهذا المزاح إلى بيته؟ البيت ليس مكاناً للتجهم والغضب، فليس هناك ما يمنع من إضفاء روح الفكاهة والمزاح والألفة والود بين أفراد الأسرة، إن الضحكة والبسمة والكلمات الهادئة الناعمة المفعمة بالحب والحرارة والمودة من شأنها أن تحل مشاكل عديدة، وتنهي توترات جمة، لكن المشكلة تتمثل في أن كثيرا من الرجال غير قادرين على اعتياد لغة «الود»، وأن الكثير من الزوجات يجهلن حقيقة الرجل، أو أن الطرفين يجهلان معاً لغتهما المشتركة. وللحديث بقية. المحرر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©