الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إدارة ترامب والعلاقة مع الصين

30 مارس 2017 01:03
من السابق لأوانه تماماً عقد قمة أميركية مع الصين في مطلع الشهر القادم. فمن الواضح أن إدارة ترامب ليست لديها سياسة خاصة بالصين، ولذا فإن الاجتماع بالزعيم الصيني «شي جين بينج» في هذه المرحلة ليس له هدف. وفي الواقع، فقد يضر هذا الاجتماع علاقات أميركا بالصين بدلاً من أن ينفعها. دعونا نستعرض الطريق الوعر لسياسة الرئيس دونالد ترامب إزاء الصين حتى الآن. فأثناء الحملة الانتخابية، وعد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 45% على البضائع الصينية، وفي اليوم الأول، أعلن أن الصين تتلاعب بالعملة! وقبل أن يتولى منصبه، تلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس تايوان «تساي إنج- وان»، ليحدث بذلك سابقة لم تسجل منذ عقود. وقد ألقى بعلاقات الولايات المتحدة مع الصين في حالة اضطراب محتمل من خلال التشكيك في سياسة «الصين الواحدة»، والتي كانت هي الأساس للعلاقة بين البلدين لأكثر من 40 عاماً. وبمجرد أن أصبح ترامب في البيت الأبيض، تغير موقفه بعض الشيء. فقد تبخر التهديد بفرض رسوم جمركية، وكذلك الحال مع وعده بإعلان الصين كمتلاعب بالعملة، الذي أخفاه وزير الخزانة «ستيفين منوشين». وبدلاً من ذلك، وفي اليوم الأول، فعل ترامب الكثير لتعزيز نفوذ الصين في آسيا أكثر مما فعله أي رئيس أميركي سابق في سنوات: لقد سحب الولايات المتحدة من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي، وهو تجمع تجاري يضم أصدقاء وحلفاء أميركا في آسيا. وبغض النظر عن رأيك في التأثير المحتمل لاتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي على عمال أميركا، فإن انهيار المعاهدة يكون بمثابة تنازل للصين عن الحق في وضع القواعد التجارية في آسيا لسنوات قادمة. وبعد ذلك، وفي مكالمة هاتفية مع الرئيس «تشي»، قبل ترامب سياسة «الصين الواحدة» التي شكك فيها قبل بضعة أسابيع. وأوفد وزير دفاعه جيمس ماتيس إلى آسيا لطمأنة حلفاء أميركا، كاليابان وكوريا الجنوبية، بأن ترامب لن يتسبب لهم في أي ضرر. كما طمأن ماتيس أيضاً الصين بأن الولايات المتحدة ليست لديها خطط للقيام بعمل عسكري سريع ضد ما تقوم به الصين من بناء جزيرة في بحر الصين الجنوبي، وتراجع عن التهديد الذي أطلقه وزير خارجيته ريك تيلرسون خلال جلسة الاستماع الخاصة بتثبيت تعيينه. ثم جاءت رحلة تيلرسون إلى آسيا في شهر مارس. وبدأها بزيارة اليابان، حيث هدد بشن ضربة عسكرية استباقية على كوريا الشمالية، وخلال توقفه لفترة وجيزة في كوريا الجنوبية، أعلن أن سياسة «الصبر الاستراتيجي» التي تتبعها الولايات المتحدة مع كوريا الشمالية قد انتهت. وبعد ذلك، توجه إلى بكين حيث أكد على نفس السياسة ذاتها التي كان قد أعلن لتوه أنها قد انتهت. ويتمثل جوهر هذه السياسة في الاعتماد على الصين لإقناع كوريا الشمالية بإنهاء برنامجها النووي. وفي بكين بالذات، فعل تيلرسون ذلك. وأكثر من هذا، أن تيلرسون أعلن، عندما كان في بكين، أن أميركا تسعى لأن تكون علاقتها مع الصين مبنية على «عدم الصراع وعدم المواجهة وعلى الاحترام المتبادل والتعاون الذي يعود بالنفع على الجانبين». ولا يستطيع أحد تخمين كيف جعلت الصين تيلرسون يردد أهدافها بالنسبة لعلاقتها مع الولايات المتحدة، ولكن هذا يؤكد أنه بينما كانت الصين ربما تعرف ما تريد من أميركا -احترام الولايات المتحدة لقائمة متزايدة من «المصالح الجوهرية» للصين، فإن إدارة ترامب ليست لديها أي فكرة عما تريده من الصين. وخلال رحلته، أجرى تيلرسون مقابلة مع المراسل الوحيد المدعو لمرافقته. ولتفسير السبب الذي يجعل من الضروري عقد لقاء بين ترامب و«شي»، قال تيلرسون إن الزعيمين بحاجة إلى التوصل معاً «إلى إطار لهذه العلاقة الشاملة ووضع إطار للحوار نفسه». وأوضح أن الزعيمين بحاجة إلى وقت للاجتماع معاً حتى «يكون هناك فهم واضح لأولويات كل طرف». والسؤال: ألا نحتاج إلى معرفة أولوياتنا أولًا؟ لا شيء في التذبذب الذي شاب الأسابيع القليلة الماضية يعطي أي إشارة إلى أن إدارة ترامب لديها بالفعل هذه الأولويات، وهذا أقل بكثير من إطار استراتيجي يمكن من خلاله تحقيق أهدافها. وخلال المقابلة، على سبيل المثال، أصر تيلرسون على أن الولايات المتحدة تهتم بحقوق الإنسان. وقال «إنها متضمنة في كل ما نفعله». ومن ناحية أخرى، فإننا لا نعرف من هو المسؤول عن علاقات الولايات المتحدة مع الصين، هل هو صهر ترامب «جاريد كوشنر»؟ الذي يبدو أنه الرجل الذي يعتمد عليه سفير الصين «كوي تيانكاي»؟ أم أنه تيلرسون، الذي عاد من الصين وعلى ما يبدو أنه طلب من البيت الأبيض أن يجعله هو المسؤول عن ملف الصين؟ *مدير مكتب «واشنطن بوست» السابق في بكين ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©