الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استراحة «جنرال موتورز»

3 يونيو 2009 04:59
كنا من العائلات الوفية لـ«جنرال موتورز» حين كنتُ صغيراً، حيث كان من الممكن في تلك الفترة تقسيم الأميركيين تقريباً إلى عائلات وعشائر وفقاً لأي شركة من شركات صناعة السيارات «الثلاث الكبرى» هم أوفياء. كان والدي مقتنعاً بأن السيارات التي تصنعها «جنرال موتورز» أفضل من تلك التي تصنعها «فورد» أو «كرايسلر»، ولكنه لم يكن يشرح أبداً لماذا. اليوم ومع إعلان الشركة إفلاسها، بتنا- نحن الشعب الأميركي- نملك الأغلبية في شركة تشكل جزءاً من تاريخ الصناعة الأميركية. ففي وقت من الأوقات كانت «جنرال موتورز» تهيمن على أكثر من نصف السوق الداخلي؛ أما اليوم، فقط في ديترويت (مدينة صناعة السيارات) أو في محيط أحد مصانع التجميع التابعة للشركة يستطيع المرء إيجاد العشق والوفاء القويين لماركة من السيارات من مثل ذاك الذي جعل سيطرة «جنرال موتورز» أمراً ممكناً. والواقع أن أوباما كان على حق حين فعل كل ما هو ممكن من أجل تخفيف انزلاق «جنرال موتورز» إلى الإفلاس -وتسهيل بيع ما تبقى من «كرايسلر» لشركة «فيات» الإيطالية- تلافياً على الأقل للاضطرابات والمشاكل التي كانت ستنتج عن إفلاس مفاجئ. إذ من غير المعقول، في فترة ركود عميق، أن يفقد مئات الآلاف وظائفهم. غير أنه رغم الـ30 مليار دولار الإضافية من التمويل العام التي وافق أوباما على ضخها في «جنرال موتورز»، أعلنت الشركة عن مخططات لإغلاق تسعة مصانع أخرى. «فريتز هندرسون»، المدير التنفيذي للشركة، كاد يتوسل إلى المستهلكين لمنح «جنرال موتورز» فرصة أخرى، واعداً بأنه في هذه المرة سيفهم والمدراء الآخرون فعلاً الحاجة إلى صنع سيارات من النوع الذي قد يرغب الناس في شرائه. وفي هذا الإطار يذكر أنه من بين الخطوات المعقولة التي تعتزم الشركة اتخاذها إلغاء أربعة من الماركات الكثيرة التي تنتجها «جنرال موتورز»، والتي لم يعد من المنطقي منذ فترة طويلة تصنيعها كنوع من السلالم التي يرغب المشترون في صعودها. غير أن القليلين فقط سيتأسفون ربما لوفاة ماركات مثل «هامر» «وساب» و«ساترن». ورغم احتفاظها بـ«شيفروليه»، و«جي إم سي»، و«بويك»، و«كاديلاك» فقط، إلا أن ذلك يترك «جنرال موتورز» مع كثير من الماركات. وشخصياً، لو كان الأمر بيدي، لأزحت «بويك»، على أن رأيي ينبغي أن يؤخذ في عين الاعتبار مادام أنني بت اليوم واحداً من مالكي الشركة. غير أن المشكلة الأكبر ربما تكمن في ما إن كانت «جنرال موتورز» باتت تفهم سوق السيارات الأميركي جيداً على غرار «تويوتا» و«هوندا» و«بي.إم. دبليو» وغيرها من شركات صناعة السيارات الأجنبية. ذلك أنه متى بدأ مسؤولو «جنرال موتروز» يتحدثون عن «شيفروليه فولت» التي طال انتظارها، السيارة الهجينة التي من المتوقع أن تُطرح في الأسواق العام المقبل، ينتابني القلق حيث يقال إن سيارة «فولت» ستباع بنحو 40000 دولار، في حين أن سيارة «تويوتا بريوس»- التي تستعمل نوعاً مختلفاً من نظام هجين يزاوج الوقود والكهرباء ويستهلك قدراً أكبر من الوقود مقارنة مع «فولت»- يمكن شراؤها بأقل من 25000 دولار. كما أنني غير مبهور باستطلاعات الرأي تلك التي تصنف «شيفروليه ماليبو» في مرتبة متقدمة مقارنة مع «تويوتا» و«هوندا» من حيث «الجودة الأولية». ولعل السؤال الأنسب هنا هو كيف تظل السيارة في حالة جيدة بعد سنوات من الاستعمال، ذلك أن بقاء السيارة في حالة جيدة لفترة طويلة أصبح اليوم أكثر أهمية بالنظر إلى حالة الاقتصاد التي يعرفها الجميع. والحقيقة أنني أرى أن الأمر ليس أكثر من استراحة مؤقتة لـ«جنرال موتورز» وهبوطاً سلساً نوعاً ما بالنسبة لعمال «جنرال موتورز». وإذا كان أوباما قد أعلن أن إدارته تخطط لترك إدارة الشركة للمهنيين، فإنني في هذه المرحلة أتساءل لماذا؟ يوجين روبنسون محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©