ريم البريكي (أبوظبي)
بسمة المشجري فتاة عشرينية اقتحمت عالم الاستثمار مطورة هواية تصميم العباءات إلى مشروع منطلقة من فهمها التام للموروث الإماراتي الشعبي والمتعلق بزي النساء.
وضعت المشجري حلمها في دخول عالم الاستثمار هدفاً أمام عينيها، وأزاحت من حوله جميع أنواع العراقيل والإحباطات التي تحيط بأي عمل.
بدأت حياتها بمشروعها الأول وهي على مقاعد الدراسة عبر تطبيق التواصل في هواتف البلاك بيري، لتستفيد من هذا التطبيق في تعريف الجمهور بالمنتجات التي تبيعها، لتتحول بعدها لهواياتها في تصميم العباءات متحدية بذلك احتكار العمالة الآسيوية لهذا النشاط المرتبط بالموروث الإماراتي الشعبي والمتعلق بزي النساء.
قالت بسمة عن بداية مشوارها مع تصميم العباءات: «بداية كانت هواية..
نمّت فيّ حب التصميم والابتكار خاصة في مجال العباءات، وكان عندي عشق في إمكانية تنفيذ موديلات خاصة بالعباءات». وأوضحت المشجري أن الشيء الذي جذبها لعالم تصميم العباءات كان حاجتها وحاجة بنات جيلها الماسة للتصاميم التي تحمل اللمسة الخليجية والعصرية.
ورأت المشجري أن التصاميم بالمحال التي تقوم عليها العمالة الآسيوية لا تلبي ذوق المرأة الخليجية، قائلة: «للأسف العمالة الآسيوية غير ناجحة بإمكانية ابتكار الموديلات العصرية والراقية للمجتمع الخليجي». وعن ما يميز مشروعها عن غيره، أشارت المشجري إلى أنها أحبت أن تميز تصاميمها بالمواسم، حيث استوحت من فصل الشتاء وبرودة الجو وجمال المطر.. و أضافت: «ذهبتُ بتصاميمي إلى الألوان الداكنة مثل الرصاصي والزيتي لتخيُل ساعة هطول المطر وغسل أغصان الشجر وظهور أوراق الشجر باللون الزيتي الطافي الصافي..
واستوحيتُ من موسم الصيف الألوان الزاهية الفرِحة وأنقاهم اللون الأبيض.. وميزتها بأفضل الدانتيلات والحراير والتطريزات، حيث إني تركت بصمات الفصول والمواسم على تصاميمي المستوحاة من الطبيعة». ورأت المشجري أن أقرب الرجال المصممين نجاحاً هو المصمم الخليجي من غيره، مضيفة أن مجال التصميم جذب الرجال من جميع الجنسيات لتصميم الأزياء والموديلات للسيدات الخليجيات، ولكنني أُحدد من الرجال (الرجل الخليجي) تحديداً نستطيع أن نقول بأنه نجح، وذلك لعشقه للعباءة وحشمة المرأة الخليجية وتخيله للأنثى الخليجية بأجمل صورة في العباءة..
من وجهة نظري لهم نجاحات.. وتبقى الكفة مرجحة للمرأة الخليجية ونجاحها في هذا المجال أيضاً من وجهة نظري الشخصية، وقالت المشجري: «أي عمل وراءه نجاح ابتدأ كهواية، ولكن يجب أن يُصقَل بالخبرات والدراسة لتنمية هذه الهواية لكونه أهم مفتاح للنجاح..
حيث قُمْت بدراسة التصميم والخياطة وأخذ كورسات مكثفه في هذا المجال على يد المصممة سحر التميمي وحصلت على شهادة تميُز في هذا المجال». وحول مشاركاتها في المعارض المحلية والعربية، قالت المشجري: «لي مشاركات على مستوى الخليج العربي، فقد شاركت بعدة معارض في قطر والإمارات ولاقت ترحيباً كبيراً وأطمح للمشاركه في باقي الدول». وعن الصعوبات، بينت المشجري أن أصعب مرحلة مرت عليها هي احتياجها إلى مركز تصقل فيه كل مواهبها وتتدرب فيه، مضيفة للأسف الأغلبية من جيلي يعانين من نفس المشكلة بالأخص في أبوظبي، ولله الحمد قد وقع اختياري أن أتدرب تحت يد مصممة لها خبرة وإلمام كامل في هذا المجال، مع امتلاكها مؤسسة وفريق عمل، وهي اختصاص مدرب لكل ما يتعلق بالتصميم والخياطة وتدربت عندها لمدة 6 أشهر وتوصلت إلى مرحلة أن بإمكاني أن أنفذ القطعة من البداية إلى النهاية بكل تفاصيلها، وهذا الأمر أسعدني من داخلي..
أستطيع أن أُمسِكُ قطعة العباءة وأعمل على وضع فكرة التصميم والقص وتركيبها على المانيكان لوضع اللمسات الأخيرة من التصميم، ومن ثم أقوم بقصها وخياطتها وكيها ومراعاة كل التفاصيل الدقيقة لإظهارها بأجمل صورة، وهذا العمل واللمسات التي يتم تنفيذها لا يمكن أن تُلقى عند الأجير الآسيوي مثل أنامل الأنثى وهي تحاكي تصاميمها.
وعن الإيجابيات التي وجدتها في طريقها، أكدت المشجري أن الإيجابيات كثيرة وتتمثل الإيجابيات بالنسبة لها في نجاحها ودعم الأهل، وقالت: لولا تشجيعهم لي لم أكُن أستطيع أن أخطو خطوة واحدة إلى الأمام، وما أنسى فضل صديقتي أم سعيد لدعمي وفضل المصممة سحر التميمي الكبير في نجاحي». ورأت المشجري أن المرأة الإماراتية أثبتت وبجداره نجاحها في سوق العمل، واستطاعت أن تجعل لها بصمة مختلفة ومهمة على الصعيدين المحلي والعالمي.
وتنوي المشجري وضع خطة جديدة للمرحلة القادمة من مشروعها، مبينة أنه من المؤكد أن عالم التصميم طريق ممدود إلى ما لا نهاية، وما دام هناك قدرة على الإبداع والإنجاز هناك نجاحات منتظرة بعد الإنجاز.. خططي المستقبلية أني أقدم تصاميم وتكون لي مشاركات عالمية وليس على مستوى العباءات فقط، بل دخولي إلى عالم الهوت كوتيور وتنفيذي لفساتين الزفاف وفساتين السهرة.. ولكنني أحب أن تكون خطواتي مدروسة ومتأنية بقراراتي من ناحية تصاميمي ومشاريعي المستقبلية.
عدد اليوم
