الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«عدن تتحدث».. جرائم مليشيات الحوثي والمخلوع لا تتوقف

«عدن تتحدث».. جرائم مليشيات الحوثي والمخلوع لا تتوقف
7 مايو 2016 20:30
ماجد عبد الله (عدن) ارتكبت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح منذ اندلاع الحرب الظالمة على المدن اليمنية انتهاكات وجرائم وحشية، طالت الإنسان قبل الأرض، فلم تفرق مليشيات الشيطان، كما يصفها اليمنيون، بين النساء والأطفال في عدوانهم الغاشم الذي دمر الأخضر واليابس وقتل وشرد الآلاف من الأبرياء. ما ترتكبه مليشيات الانقلابيين في اليمن منذ 21 سبتمبر 2014م وحتى اليوم، دفع بالحكومة الشرعية والمنظمات المدنية إلى سرعة تقديم ملف متكامل عن كل الجرائم المرتكبة في مختلف المدن وإيصالها إلى المنظمات الدولية المعنية بالفصل في مثل هكذا جرائم، فالمخلوع صالح وزعيم المتمردين عبد الملك الحوثي، يعدان من أبرز زعماء الحرب الذين يتطلب تقديمهم إلى محكمة الجنايات الدولية لإيقاف جرائمهم المتواصلة. خلال الحرب على مدينة عدن ارتكبت مليشيات الحوثي والمخلوع صالح أبشع الجرائم الإنسانية، والتي قوبلت بتعتيم دولي أو ذكر عابر دون الوقوف وقفه جادة تنصف بها الضحايا وذويهم، الاستهتار بلغ أشده بسبب منظومة النظام السابق الذي كان المخلوع صالح يتزعمه، التي تعمل على نشر حقائق مغلوطة عن الانقلاب والحرب التي تشن على المدن في اليمن، بل أنهم برروا حربهم بأنها حرب على متطرفين تحت مسمى «الدواعش» وأخرى تكفيريين. دمرت تلك المليشيات الانقلابية كل شيء في عدن، وهجرت الأهالي، وقتلت النساء والأطفال وكبار السن، وهجرت مئات الآلاف من الأسر، هذه الجرائم دفعت بمجموعة من الشباب إلى توثيق هذه الانتهاكات والجرائم، والعمل على إيصالها للعالم بصورة حقيقة، أن هذه الحرب هي حرب ظالمة ضد المدنيين العزل، وأن الضحايا لن يتنازلوا عن حقهم ويوجهون نداء استغاثة للعالم لمساندتهم في محاسبة ومحاكمة الانقلابيين وزعمائهم، خطوة جبارة لكسر التعتيم الإعلامي، ونشر الحقيقة عن فظاعة ما ترتكبه تلك العناصر الإجرامية على مستوى اليمن وعدن بشكل خاص. «عدن تتحدث» .. «Aden’s Talking» تعد مدينة عدن من أولى تلك المدن التي تعرضت للعدوان الغاشم، وخلفت فيها الميليشيات المتمردة أحزاناً ومآسى كثيرة، فالمجازر التي طالت المدينة وأهلها خلال فترة الحرب، التي امتدت من أواخر مارس حتى نهاية يوليو من عام 2015، كانت كفيلة إعلان عدن مدينة منكوبة حينها، الجرائم المرتكبة دفعت ممثلي المنظمات المدنية إلى تشكيل فريق حقوقي يسعى لتسليط الضوء على جرائم المليشيات الانقلابية ضد المدنيين باليمن، وتوثيقها بالوسائل الإعلامية كافة، المصورة والمسجلة، إضافة إلى الإحصاءات الحقوقية لتلك الانتهاكات. وحدد الفريق الحقوقي هذا المشروع تحت مسمى مشروع «عدن تتحدث» «Aden’sTalking » للعمل على إظهار الحقيقة الغائبة عن العالم العربي, نتيجة للتعتيم الإعلامي الكبير خلال الحرب المفروض على المدينة من قبل المليشيات الانقلابية، كما يسعى إلى تسليط الضوء على تلك الانتهاكات سواء تلك الواقعة على المدنيين بشرائحهم وفئاتهم كافة، وتلك التي استهدفت البنية التحتية, ناهيك عن التدمير الممنهج للمدينة خلال تلك المدة. وقال أعضاء الفريق: «إن مشروعهم يكمن أهميته في نقل الصورة الحقيقة للحرب، ولكل الجرائم والانتهاكات التي وقعت على المدنيين في مدينة عدن بشكل خاص واليمن بشكل عام، والذي من خلاله يُسلط الضوء على حجم المعاناة التي تسببت بها تلك المليشيات، ونقل أصوات الضحايا ومعاناتهم ومأساتهم، وحجم الدمار الذي حل بمدينة عدن أرضاً وإنساناً، وتوضيح الحقائق لكسب الرأي العام وتعاطفه، ومحاسبة الجناة، وفقاً للقوانين والمعاهدات والاتفاقات الدولية». يهدف الفريق إلى إيضاح حقيقة الأحداث الدائرة في اليمن، وحجم الدمار والجرائم المرتكبة على المدنيين من قبل المليشيات الانقلابية، وكسب وتأييد الرأي العام لمناصرة حقوق الشعب اليمني، ومحاسبة مرتكبي الجرائم والانتهاكات، وفقاً للقوانين والمعاهدات الدولية، وتعويض الضحايا تعويضاً عادلاً. وقالت المنسقة في الفريق، وحدة عبد الرحمن، لـ»الاتحاد»: «إن فريق «Aden’s Talking» هم أفراد جمعهم البحث عن سبيل للحقيقة، من خلال رصدها وصولاً للحق، أفراد متفرقون، ويكفي فخراً كونهم أبناء مدينة عدن المكلومة، فهم محامين ومصورين ومخرجين وأكاديميين وناشطين حقوقيين وطلاب جامعين وطلاب ثانوية حملوا على عاتقهم رصد الحقيقة وتسجيلها صورة وبيان، 30 عضواً من أعضاء عدن تتحدث لهم فكر واحد وهدف واحد، كما كان لهم عمل يد بيد كفرد واحد متحدين، ومصرين على السير إلى نهاية المشوار حتى تحكي عدن كل ما حدث لها وأبنائها. وأضافت الفريق ينقسم إلى فني، إعلامي، رصد وتوثيق، مصورين، فريق القانوني، وكل هؤلاء يعملون لتوجيه رسالة للعالم عن فضاعت وبشاعة ما تقوم به ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح من جرائم لخلق تأييد عالمي نحو محاسبة المجرمين الذين يسعون لتدمير كل شيء جميل إنسانا وأرضاً. القاهرة أولى المحطات بعد تحضير لأشهر دشن فريق «عدن تتحدث» أولى فعالياته على مستوى الوطن العربي في العاصمة المصرية القاهرة، ونظم مؤتمراً حقوقياً ومعرضاً للصور التي عكست مدى بشاعة الجرائم المتركبة في المدينة خلال فترة الحرب التي شنتها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، وكذا الأوضاع الصعبة التي عاشتها المدينة خلال صيف 2015 تحت وطأة العدوان. وأولى المحطات، عرض الفريق عدداً من المجسمات والصور للمجازر الوحشية الحوثية ضد المدنيين العزل في عدن، وحوى المعرض 30 صورة من الحجم الكبير بحجم 100 سم في 70 سم، بالإضافة إلى مجسمين ثري دي تعرض لفظاعة وجسامة انتهاكات حقوق الإنسان وجريمة الحرب التي وقعت بالمدينة. جرائم لن تسقط بالتقادم الناشطة الحقوقية أقدار مختار، رئيس فريق «عدن تتحدث» أشارت إلى أن أهالي عدن عاشوا مأساة كبيرة تحت وطأة العدوان الهمجي الحوثي خلال العام الماضي، لم يسلم المدنيين خصوصا الأطفال والنساء وكبار السن من القتل العمد أو القصف المباشر بالقذائف المختلفة، ناهيك عن الوضع المعيشي والصحي للمواطنين، وهو الأكثر صعوبة والأشد قسوة في المدينة التي يتجاوز عدد سكانها أكثر من نصف مليون نسمة، بداية من انقطاع المياه والكهرباء بشكل متكرر، بمعدل 12 ساعة يومياً، مروراً بانتشار الأوبئة الفتاكة، التي طالت آلاف المواطنين. وأوضحت رئيس فريق «عدن تتحدث» أن الفريق قام بعملية إحصاءات لعدد القتلى والجرحى والانتهاكات خلال عدوان صيف 2015، حيث تخطى عدد الشهداء 1500 شهيدًا، وما يقارب 7000 جريح ، فيما تجاوز عدد النازحين 800000 نازح، كما يعاني ما يقرب من 200 ألف طفل من أمراض سوء التغذية، وتفتقر 50 ألف أم للرعاية الصحية، و200 ألف مواطن يحتاجون الأدوية والعلاج، و1300 جريح يحتاجون للسفر إلى الخارج. وأشارت إلى أن الفريق قام بإنتاج مادة فيلمية عن ما تعرض له أهالي عدن من مأساة خلال فترة الحرب وتضمن الفيلم أيضاً إفادات حية رواها أشخاص طالت أسرهم وذويهم رصاصات وقنابل ميليشيات الحوثي، وهناك أيضاً عدد من الانتهاكات الإنسانية والعمرانية طالتها قنابل ورصاص وقذائف المليشيات، وعدد من حالات القنص اللاإنسانية تعرض لها المدنيون العزل أثناء ذهابهم لقضاء حوائجهم اليومية. وقالت رئيسة الفريق أقدر مختار: «إن الفريق واجه الكثير من المخاطر فقد رافق بعض أعضاء الفريق حالات إنسانية تعرضت للقصف، وهي في منازلها، وقد شهد الفريق تلك الأشلاء التي حدثت في مديرية المنصورة في إحدى أسواقها، ومن الحوادث المؤلمة التصوير والرصد في مستشفى عدن العام، وبالأخص قسم الغسيل للفشل الكلوي الذي صار شبة مدمر، وقطعت الطريق حتى لوصول المرضى بالفشل للغسيل في مديرات أخرى، أنها لحالات لن تمحى من الأذهان فقد أصبحت صوراً ووثقت بيانات وصورت صوت وصورة فقد يخف المها باستحقاق حق أهلها». لابد من الملاحقة الدولية قال مسؤول التواصل الإعلامي بالفريق، أحمد الدماني، لابد من ملاحقة مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان في المدينة، بعد المآسي الإنسانية والبنيوية التي رافقت الأعمال الحربية، بسبب القنص والقتل للمواطنين والتدمير للأبنية والمنازل السكنية والمساجد والمستشفيات والمنشآت الخاصة والعامة، وغيرها، بالقصف العشوائي اليومي للمناطق المأهولة بالسكان المدنيين، ما أدّى إلى استشهاد وجرح وتشريد الآلاف، وتدمير البنية الأساسية للمدينة، في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية، بالإضافة إلى الممارسات اللاإنسانية للميليشيات، والتي شملت التعذيب والإعدام والاعتقال التعسفي وحالات الاختفاء القسري وأعمال التخريب والسلب والتهجير، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين. وقال الدماني: «من خلال مؤتمر القاهرة الذي عقد استطعنا إن نكشف أغلب الانتهاكات ونفضح المليشيات الانقلابية في مؤتمرنا الأول، حققنا نجاحاً بفضل الله، وتكاتف الفريق، ووصلت الحقيقة إلى جميع وسائل الإعلام المصرية والمنظمات الحقوقية أيضاً، التجربة الأولى في مصر بمثابة انطلاقه نحو مؤتمرات أخرى في دول العالم التي تحتاج إلى أن تعرف الحقيقة الكاملة حول هوية القتلة والمجرمين الحوثيين والمخلوع صالح». وأشار حصلنا على نسبة اهتمام كبير في القاهرة جعل كثير من الحقوقيين والإعلاميين وكبار مسئولين في مصر من فتح قنوات تواصل وتفاعل دفعت بوسائل الإعلام والحقوقيين لتصنيف ما شاهدوه ولمسوه عن ما جرى في عدن بأنها جرائم حرب ضد الإنسانية، كما أن المركز المصري للبحوث و الدراسات الأمنية نظم ورشة عمل واستضاف فريق (عدن تتحدث)، وركزت محاور النقاش على الانتهاكات الإنسانية والجرائم التي مارستها قوات المخلوع صالح ومليشيات الحوثي المسلحة، وكيف عاشت المدينة ما يقارب خمسة أشهر من حرب وتشريد لأهالي المدنية. حرب ضد الإنسانية كشف رئيس الفريق أقدار مختار، لـ»الاتحاد» أنه يتم الأعداد للمرحلة الثانية من المشروع خلال الفترة المقبلة، وسيكون هناك تعدد للرسالة التي نطمح إلى إيصالها للعالم، من أهمها إن كل ما حدث من قبل المليشيات الانقلابية ممنهج ومنظم من دون احترام للقوانين والمواثيق الدولية وحماية المدنيين في الصراعات، إلى جانب تجنيد الأطفال التي تعد جريمة حرب بحق المتمردين الذي أشركوا المئات من الأطفال الأبرياء في جبهات القتال والنزاع المسلح لتحقيق أطماعهم وأهدافهم، فالجرائم المرتكبة لهذه الميليشيات ترتقي لجرائم الحرب، ولا بد من محاسبتهم على هذا العدوان الهمجي. وأضافت أن الضمير العالمي مطالب اليوم بالوقوف بوجه الجرائم الإنسانية التي قامت ومازالت تقوم بها مليشيات الحوثي وصالح، مشيرة إلى «رسالتنا إلى العالم يجب أن تكون هناك أذان صاغية وقلوب واعية، وتتسع الأحداق لمشاهدة كل ما سيحكى من عدن عبر صور أشلاء ودماء والألم، وقصص ستروى على لسان ساكنيها ممن غدرت بهم رصاصات القهر، ومزقت أجساد أفراد من أسرهم، وحطمت أمنهم واستقرارهم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©