الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طالبات كلية التقنية يقدمن 100 عمل فني بأنامل الاحتراف

طالبات كلية التقنية يقدمن 100 عمل فني بأنامل الاحتراف
3 يونيو 2009 00:49
عرس فني شهدته أبوظبي ليلة أمس الأول، جمع بين طالبات كلية التقنية، اللواتي عرضن بواكير أعمالهن الفنية، في معرض «زهرة الصحراء»، الذي أُقيم للعام الثامن على التوالي في«الغاف جاليري» وسط حشد من كبار الفنانين التشكيليين، والجمهور، وكذا عائلاتهن، فيما بدا وكأنه لحظة ميلاد فنية لهن، خرجن بها من نطاق التعليم والهواية، إلى آفاق الفن الرحبة، ليضعن أقدامهن في بداية طريق الاحتراف، من خلال طرح الأعمال الفنية التي أنجزنها خلال سني دراستهن الثلاث في التعليم الجامعي، مباشرة على الجمهور والنقاد، ومن ثم يصبح لهن ظهور ملموس في الحراك الثقافي والفني داخل المجتمع الإماراتي. التقت «دنيا» بعض الطالبات، وحاورتهن عن تلك التجربة الفريدة في حياتهن، وكذلك الأعمال الموجودة في المعرض. صاحبة الفضل حيث بدأت شيماء المسيري الحديث بقولها، إن المعرض بما فيه من أعمال مختلفة تجمع بين التصميم الجرافيكي والأعمال متعددة الوسائط، والتصوير الفوتوغرافي والفيديو، يعد فرصة لا تتكرر كثيراً لمن هم في مثل أعمارهن، حيث أتاحت لهن إظهار مهاراتهن أمام المجتمع ووسائل الإعلام، وهذه أولى خطوات الحياة العملية بالنسبة لهن. وعن بداية اهتمامها بالفن، لفتت المسيري، إلى أن ذلك كان منذ وقت مبكر في حياتها، وقت أن كانت في السابعة، حينها بدأت في تلقي دروس في فن الرسم داخل مركز المواهب الملحق بالمجمع الثقافي، وأخذت بعد ذلك في متابعة كل ما يتعلق بالفن التشكيلي، خاصة اللوحات الفنية، والتصميمات المختلفة لها والتي تتخذ أشكالاً حداثية، إلى أن التحقت بكلية التقنية، حيث بدأت في دراسة الفن دراسة علمية، وتطورت نظرتها كثيراً إليه خاصة في ظل الدعم والتشجيع الكبيرين من قبل القائمين على الأمر في كلية التقنية، خاصة الأستاذة «كورديلا بيترز» صاحبة الفضل الأكبر في تعلقها بالفن وتشجيعها على الإبداع. وبعد ذلك، وقع الاختيار عليها لتذهب في «رحلة جلال لقمان» الفنية التي أتاحت لها الاختلاط بعدد كبير من الفنانين المبتدئين، وتبادل الأفكار معهم، فكانت أشبه بورشة عمل مفيدة، انعكست إيجاباً على طريقتها في التعبير الفني، وقد تمت الرحلة في فبراير الماضي، وبعد انتهائها، ظهرت إلى الوجود أول أعمالها الفنية. أما عن معرض «زهرة الصحراء»، فقد شاركت فيه بأعمال عديدة منها، بوسترات عن الفن في الإمارات، وكذلك موقع على شبكة الإنترنت، موجه للأطفال بغرض توعيتهم بأهمية المياه في حياتنا، وضرورة الحفاظ عليها. موهبة مدفونة أما شقرة الهاملي، فذكرت، أنها لم تتوقع يوماً أن تهتم بالفن ولم يكن يستهويها أي من المجالات المختلفة للفن التشكيلي، إلى أن التحقت بكلية التقنية، وتتلمذت على يد الأستاذة كورديلا، التي ساعدتها على إخراج موهبتها المدفونة، وتمكنت من تطويرها في سنوات قلائل، بحيث أصبحت قادرة على إنتاج العديد من تصميمات الجرافيك، وبالفعل تم عرض أول أعمالها في مارس الماضي في معرض الغاف، وكان عبارة عن ثلاث لوحات عبّرت عن الأشخاص الذين مثلوا أهمية خاصة في حياتها الفنية القصيرة، وساعدوها على تكوين الحس الجمالي الإبداعي، وعن مشاركتها الحالية في معرض «زهرة الصحراء»، أوضحت أنها شاركت، بمجموعة من اللوحات التي صممتها بنفسها، أو أعمال أخرى شاركت فيها زميلاتها في كلية التقنية على مدار سنوات الدراسة الثلاث الماضية. وأضافت الهاملي، أن التغيير الأكبر في حياتها حدث يوم أن عرضت أعمالها لأول مرة في شهر مارس، حينها تحولت من مجرد طالبة مهتمة بالفن، إلى الشعور بأنها صار لها كيان فني ولو صغير نسبياً مقارنة بباقي الفنانين المحترفين، وهو ما مثل حافزاً هائلاً لها للتطوير نحو الأفضل، والسعي لتنمية موهبتها بما يحقق لها طموحها في أن تصبح فنانة ذات اسم مرموق في عالم الفنون التشكيلية في الأعوام القادمة. عمل احترافي وبالنسبة لمريم المزروعي، فقد أشارت إلى أنها كانت تهوى مشاهدة الأفلام السينمائية، وكانت تتساءل عن الكيفية التي يتم تنفيذها بها، إلى أن التحقت بكلية التقنية، التي وفرت لها المعرفة العلمية عن كل ما يتعلق التلفزيون والسينما وكل مراحل العمل فيها، حينها تطور الاهتمام لديها إلى طموح في العمل الاحترافي في مجال السينما سواء بالتصوير أو الإخراج والمونتاج، وغيرها من أساليب العمل السينمائي، خاصة أن هذه الأيام يوجد تشجيع ودعم كبيران لجهود الشباب في أي مجال، وعلى رأسها التلفزيون والسينما؛ لأن الصوت والصورة أفضل ما يمثل المجتمعات في عصرنا الحالي، ولنأخذ من السينما والتلفزيون الأميركيين العبرة في هذا المجال. وعن الأعمال المشاركة في المعرض، أوضحت المزروعي، أنها قدمت فيلماً دعائياً، قامت بتنفيذ كافة مراحله، وكذلك قدمت فيلماً وثائقياً، عن أهمية اللغة العربية في مواجهة زحف اللغة الإنجليزية الذي صار يهاجمنا حتى في منازلنا، حيث صارت الألفاظ الإنجليزية نستعيض بها في كثير من الأحيان عن لغتنا العربية، وقدمت أيضاً مجموعة أفلام قصيرة عن الأطفال وعن بعض الظواهر الاجتماعية الموجودة في الإمارات. خيانة وإخلاص من ناحيتها، قالت هدى عباس، إن مشاركتها في المعرض هي الأولى لها، وقدمت لوحة فنية تحمل عنوان «الخيانة والإخلاص» وتتناول هذين المفهومين بين البشر، وكذلك قدمت فيلماً وثائقياً عن التكنولوجيا وتأثيرها على الشباب الإماراتي، وسيتم عرض هذا الفيلم قريباً في دار العرض في قصر الإمارات. وجهاً لوجه ومن بين حضور المعرض كان الفنان التشكيلي الإماراتي الشهير محمد كانو، الذي أعرب عن سعادته عن مستوى الأعمال التي قدمتها الطالبات، وكذا وجودهن مع عائلاتهن والمدرسين في مكان واحد، وهذا أمر له دلالته على مدى ازدياد الوعي بأهمية الفن بين كافة شرائح المجتمع الإماراتي. كما أن وجود هؤلاء الطالبات وأعمالهن داخل قاعة الغاف يختلف عن وجودهن في الجامعة، لأنهن بذلك يخرجن من نطاق الصف الدراسي، ويوجدن مع الجمهور وجهاً لوجه، وهذا أمر له أهميته من عدة نواحٍ، أهمها، اكتساب الخبرة وشجاعة مواجهة المجتمع بأعمالهن، وحتى إذا كان هناك تناقض بين هذه الأعمال والمجتمع، فبإمكانهن التجاوب مع هذا التناقض بشكل مباشر، كما أن عرض هذه الأعمال في قاعة خاصة بعرض الفنون التشكيلية فقط، أفضل بكثير من عرضها في المراكز التجارية، وهو بالطبع ليس مكاناً ملائماً لعرض الفنون، على الرغم من وجود الاحتكاك المباشر بالجمهور. ولكن من يريد فناً خالصاً، عليه أن يعرض أعماله داخل معرض، ومن يريد أن يستمتع بالأنواع المختلفة للفن التشكيلي، يتوجب عليه الذهاب إلى المكان الأمثل، وهو صالات عرض الأعمال الفنية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©