أميركا تتهم سوريا ببناء مفاعل نووي بمساعدة كوريا الشمالية

اتهمت الولايات المتحدة سوريا ببناء مفاعل نووي سري بمساعدة كوريا الشمالية، موضحة ان المنشأة كانت لأغراض عسكرية الى ان دمرتها اسرائيل في غارة جوية خلال سبتمبر الماضي· ورفضت دمشق على الفور الاتهامات، متهمة الولايات المتحدة بتزوير الحقائق والعمل على تضليل الكونجرس والرأي العام العالمي لتبرير الغارة الاسرائيلية على سوريا· وقال مسؤولون اميركيون ان الخطوة التالية يجب ان تكون توجه مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى سوريا للتحقيق في هذه المسألة· وقالت الناطقة باسم البيت الابيض دانا بيرينو ان النظام السوري يجب ان يعترف بذلك امام العالم· واضافت ان بناء هذا المفاعل كان تطورا خطيرا ويمكن ان يزعزع الاستقرار في المنطقة والعالم· وفي مواجهة المخاوف من ان يؤثر كشف هذه المعلومات على المفاوضات السداسية التي تهدف الى تفكيك البرنامج النووي الكوري الشمالي، اكدت بيرينو ان واشنطن ما زالت ملتزمة بهذه المبادرة الدبلوماسية· وتابعت ان الولايات المتحدة ستواصل العمل مع الصين واليابان وروسيا والكوريتين لاقامة ''آلية تحقق صارمة لضمان توقف اي نشاطات نووية من هذا النوع''· واصدرت الناطقة باسم البيت الابيض بيانا بعد ان اطلع مستشار الرئيس الاميركي للامن القومي ستيفن هادلي البرلمانيين الاميركيين على المسألة· الا ان البيان لا يتضمن اي اشارة الى عواقب محتملة لهذه المعلومات على سوريا· وقال البيان إن تكتم سوريا اثار مخاوف من ان للمنشأة اهدافا عسكرية· واضافت بيرينو انه ''لدينا ما يدعو الى الاعتقاد بان هذا المفاعل الذي اصيب باضرار لا يمكن اصلاحها في السادس من سبتمبر من العام الماضي، لم يكن يبنى لاغراض سلمية''· وصرح مسؤول اميركي كبير في الاستخبارات ان المفاعل دمر في الغارة الجوية الاسرائيلية بينما كان بناؤه على وشك الانتهاء، لكنه لم يكن مزودا بوقود اليورانيوم· واضاف ان اسرائيل شعرت ان هذا المفاعل يشكل تهديدا على وجودها ويتطلب معالجة مختلفة· وقال مسؤولون اميركيون كبار ان اسرائيل والولايات المتحدة ناقشتا وسائل معالجة هذه المسألة لكن اسرائيل تحركت بمفردها وبدون ضوء اخضر من واشنطن· وصرح مسؤول كبير في الادارة الاميركية طلب عدم كشف هويته ''بحثنا في مقاربات عدة تشمل المزج بين الدبلوماسية والتهديد باستخدام القوة العسكرية بهدف محاولة الدفع باتجاه تفكيك او تعطيل هذا المفاعل الى الابد قبل تشغيله''· وصدر البيان بعد ان تحدث البيت الابيض ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) امام كبار البرلمانيين الاميركيين عن الشراكة بين سوريا وكوريا الشمالية· وتحدث مسؤولو الاستخبارات والادارة الاميركية للصحفيين ايضا عن التعاون بين هذين البلدين· وقالوا ان هذا التعاون بدأ في نهاية التسعينات وبدأ انشاء المفاعل النووي مطلع 2001 على ما يبدو· وتحدثوا عن ثلاث مسائل لديهم قناعات بدرجات متفاوتة بشأنها· وقالوا ان الاستخبارات الاميركية على درجة كبيرة من الثقة بان المنشأة التي قصفها الاسرائيليون كانت مفاعلا نوويا و''تعتقد بدرجة متوسطة من الثقة'' ان الكوريين الشماليين ساهموا في بنائها· كما اكدوا انهم ''اقل ثقة'' بان بلوتونيوم جاء من كوريا الشمالية من اجل المفاعل هو مخصص لاسلحة نووية، موضحين ان عدم العثور على عناصر اخرى من برنامج عسكري مثل مصنع لاعادة معالجة البلوتونيوم يجعلهم اقل ثقة بان البلوتونيوم مخصص لاسلحة نووية· وبين الادلة التي عرضت صور التقطت داخل المفاعل تكشف بناء درع لقلب المفاعل وقضبان اجهزة التحكم وقنوات التزويد بالوقود في الجزء الاعلى من المفاعل· وتابع المسؤولون ان المفاعل والمبنى الذي كان يفترض ان يضمه شبيهان بالمفاعل النووي الكوري الشمالي في يونجبيون الذي ينتح البلوتونيوم· وقالت بيرينو ان واشنطن ابلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالامر· وصرح مسؤول اميركي طلب عدم كشف هويته ان واشنطن تأمل ان يقوم مفتشو الوكالة ''بالتحقيق في هذه المسألة''· ورفضت سوريا هذه الاتهامات، واتهمت بدورها واشنطن ''بتزوير الحقائق'' في اطار حملة تهدف الى ''تضليل الكونجرس الاميركي والرأي العام العالمي''· وعبرت عن املها في ان ''يكون المجتمع الدولي والشعب الاميركي بشكل خاص اكثر معرفة وحذرا هذه المرة في مواجهة هذه الادعاءات الباطلة''· وفي بيان وزعته السفارة السورية في واشنطن اكدت سوريا انها تنفي بشدة الاتهامات التي وجهتها واشنطن بأنها بنت مفاعلا نوويا بمساعدة كوريا الشمالية· واضاف البيان ان ''الحكومة السورية تعبر عن اسفها واستنكارها لحملة الافتراءات وتزوير الحقائق التي تشنها الادارة الاميركية ضد سوريا بزعم وجود انشطة نووية فيها''· وقال البيان ايضا ان ''سوريا التي تطالب الولايات المتحدة بالتصرف بمسؤولية والتوقف عن اختلاق مزيد من الازمات في الشرق الاوسط الذي ما فتئ يعاني من تداعيات السياسات الاميركية الفاشلة فيه، تأمل ان يكون المجتمع الدولي والشعب الاميركي بشكل خاص اكثر معرفة هذه المرة في مواجهة هذه الادعاءات الباطلة''· وكان السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى نفى اتهامات البيت الابيض، معتبرا ان المعلومات الاميركية ''قصة سخيفة''· وقال لشبكة ''سي ان ان'' الاميركية انه تم استدعاؤه الى وزارة الخارجية الاميركية حيث عمد مسؤولون الى ''اخباري قصة سخيفة حول مشروع نووي سوري مزعوم''· واضاف ''اطلعوني على صور سخيفة ملتقطة بواسطة قمر اصطناعي لمبنى في الصحراء السورية قالوا انه مفاعل نووي· قلت لهم ان هذا مضحك وسخيف· ليس هناك اي عنصر حراسة·