«جافزا» تستثمر 5 مليارات درهم في مشاريع توسعية وتبحث عن فرص خارجية

تستثمر المنطقة الحرة بجبل علي «جافزا» ما قيتمه 5 مليارات درهم لتنفيذ عدد من المشاريع التوسعية الجديدة التي قارب معظمها على الإنجاز حيث سيتم تدشين 5 منشآت رئيسية قبل نهاية العام الحالي بحسب مسؤولين في جافزا، الذين أكدوا أمس استمرار المؤسسة في خططها التوسعية بالرغم من الأزمة المالية العالمية الراهنة دون إلغاء لأي من المشاريع وذلك لتلبية الطلب الحالي والمستقبلي على المنطقة. وأكد مسؤولو جافزا التابعة لعالم المناطق الاقتصادية ضمن مجموعة دبي العالمية خلال جولة إعلامية أمس أن المنطقة الحرة في جبل علي تعد اقل المناطق الحرة في العالم تأثرا بالأزمة المالية العالمية الراهنة لهذا فإنها تواصل خططها التوسعية محليا وخارجيا إذ لا تزال ترصد الفرص الاستثمارية في الأسواق الخارجية التي ترى فيها الامتداد المستقبلي لعملها بعد إنجاز جميع مراحل التوسعة في المساحة المخصصة لها في دبي من البحر وحتى مطار آل مكتوم الجديد في جبل علي. وكشف المسؤولون عن اعتزام المنطقة الحرة بجبل علي «جافزا» التحول مع إنجاز المشاريع الحالية إلى مجتمع معيشي متكامل يقدم جميع الخدمات اللازمة للعاملين في المنطقة بتنفيذ «المدينة الحرة للأعمال والمعيشة» حيث يجري إنشاء مجمعات سكنية داخل نطاق المنطقة تستوعب 25 ألف نسمة لترفع الطاقة السكنية في جافزا إلى 50 ألف شخص، إلى جانب إقامة مركز تجاري كبير لخدمة سكان المنطقة ومركز أخر للمؤتمرات والمعارض وفندق بتكلفة تصل إلى 2.5 مليار درهم يجري تنفيذه حاليا وينجز في الربع الأخير من العام 2011. وأوضح المسؤولون انه بالرغم من تأثير الأزمة على قرارات الشركات في التوسع في أعمالها خلال هذه المرحلة الحرجة بسبب نقص السيولة لديها وتراجع النشاط، فان نسبة التأجير في المشاريع الجديدة وصلت إلى 75% الأمر الذي يعني ثقة الشركات في مستقبل أعمالها بالمنطقة بشكل خاص والإمارات بشكل عام. ولفتوا إلى أن نسبة إغلاق الشركات لأعمالها في جافزا خلال الربع الأول من العام الحالي لم تتجاوز 2% وهي النسبة ذاتها الربع نفسه من العام الماضي، والتي دائما ما يعوضها الطلب من قبل الشركات الجديدة المسجلة على قائمة الانتظار. تنفيذ التوسعات وأكد طلال الهاشمي المدير العام في عالم المناطق الاقتصادية - منطقة الإمارات أن جافزا ماضية في تنفيذ خططها التوسعية دون إلغاء وذلك لتلبية الطلب القوي الحالي والمستقبلي. وأشار إلى انه لم يتم إلغاء أي مشروع بدأت جافزا في تنفيذه حيث شارف العديد من المشاريع على الإنجاز خلال العام الحالي، مستبعدا في الوقت ذاته وجود صعوبات تمويلية لتنفيذ هذه المشاريع الحيوية حيث وفرت دبي العالمية التمويلات عبر وسائل مختلفة. وأوضح أن جافزا تعمد من خلال تنفيذ هذه المشاريع «النوعية» إلى تقديم ميزات إضافية للشركات العاملة في المنطقة لمساعدتها في تقليل نفقاتها من جهة وتعزيز إنتاجية العاملين بها من خلال إتاحة الفرصة لهم للإقامة بالقرب من أعمالهم توفيرا للوقت الزمني المهدر في الانتقالات وتقليلا للازدحام والتلوث. وقال إن المنطقة بعد إنجاز جميع مراحل التوسعة وإشغال جميع الأراضي المتوفرة باتت تتجه إلى التوسع الرأسي من خلال إقامة المجمعات المرتفعة والتي تصل حاليا إلى ستة أدوار. وأشار إلى أن الخطط التوسعية المستقبلية ستتركز على الأسواق الخارجية التي تتاح فيها فرص جيدة للاستثمار على غرار ما هو حاصل حاليا في المناطق المتواجدين بها مثل جيبوتي ولندن والصين وغيرها من الدول، حيث تراقب المؤسسة هذه الفرص ومنها السوق العراقي الذي بات جاذبا في الوقت الراهن بعد تحسن الأوضاع إلى حد بعيد. الأزمة العالمية إلى ذلك أشار إبراهيم الجناحي المدير التنفيذي للشؤون التجارية في المنطقة الحرة لجبل علي إلى محدودية تأثير الأزمة المالية العالمية على جافزا التي اعتبرها اقل مناطق العالم تأثرا بها، لافتا إلى ان التأثير المباشر انصب على الشركات التي تعرضت لضغوط نقص السيولة والتمويل اللازمة لأعمالها التوسعية. وقال انه بالرغم من هذا التأثير فان نسبة التأجير في المشاريع الجديدة بالمنطقة الحرة وصلت إلى 75% الأمر الذي يعني ثقة الشركات في مستقبل أعمالها بالمنطقة بشكل خاص والإمارات بشكل عام، موضحا ان نسبة إغلاق الشركات لأعمالها في جافزا خلال الربع الأول من العام الحالي لم تتجاوز 2% وهي النسبة ذاتها الربع نفسه من العام الماضي، والتي دائما ما يعوضها الطلب من قبل الشركات الجديدة المسجلة على قائمة الانتظار. وأوضح أن جافزا مستمرة في استقطاب المزيد من الشركات من مختلف دول العالم خاصة من أميركا واوروبا ودول شرق أسيا التي -وهي الأسواق- زاد فريق التسويق بالمنطقة التركيز عليها خلال هذه المرحلة، مشيرا إلى أن المنطقة ما زالت تتمتع بفائض في الطلب من قبل الشركات مقابل العرض حيث لا يزال هناك أكثر من ألف شركة على قائمة الانتظار. وتشمل المنشآت التي شارفت على الاكتمال وحدة الصناعات الخفيفة ومستودعات متصلة بمعارض ومجمع سكني للعاملين و«جافزا مول» المكون من ردهة مطاعم ومركز تسوق بالإضافة إلى مبنى المكاتب الخاص بتكنوبارك. بالإضافة إلى ذلك فان العمل جار على إنجاز مركز المعارض، المعلم الرائد في جافزا بتكلفة 2.5 مليار درهم، والذي يعد نواة التوسعات الجديدة في المنطقة الحرة، فضلاً عن أعمال تطوير البنى التحتية، بما فيها الطرق والجسور والجسور العلوية الجديدة. وأعلنت جافزا انه بحلول أغسطس المقبل، ستكون مباني المكاتب الفائقة الحداثة المخصصة لتكنوبارك، مزود حلول الأبحاث والتطوير والتكنولوجيا التابع لعالم المناطق الاقتصادية، فضلاً عن المستودعات المتصلة بمعارض في المنطقة الجنوبية جاهزة للاستخدام والتي من المقرر فتحها أمام الجمهور العادي من خلال موقعها على الطريق الجديد الموازي لشارع الشيخ زايد، حيث ستكون هذه المعارض بمثابة نافذة مباشر لعرض منتجات الشركات العاملة في المنطقة للأفراد لأول مرة. وسيتم افتتاح «جافزا مول» في المنطقة الجنوبية خلال يوليو بتكلفة 100 مليون درهم. أما المجمع السكني للعاملين الواقع في المنطقة الجنوبية والبالغ تكلفته 550 مليون درهم فهو مكتمل ومتوفر للتأجير. ويحتوي المجمع على 17 مبنى ويستوعب ما يتراوح من 18 إلى 25 الف ساكن ليرتفع بذلك مجموع الطاقة السكانية للمنطقة إلى 55 ألف نسمة. وتخطط جافزا إلى افتتاح وحدة الصناعات الخفيفة والمستودعات والتي تقدر تكلفتها بنحو 130 مليون درهم في المنطقة الشمالية بحلول شهر سبتمبر 2009. وتعتبر وحدة الصناعات الخفيفة 15 المرفق الأول من نوعه في جافزا، حيث يوفر سعة تخزين قصوى يصل ارتفاعها إلى 10 أمتار. أما المستودعات الجديدة فتمثل مفاهيم مبتكرة بشكل ملحوظ في ما يتعلق بالمساحة والسهولة والحداثة. كما أن الموقع الاستراتيجي لوحدة الصناعات الخفيفة-15 الواقعة قرب الدوار رقم 7 في المنطقة الشمالية وعلى بعد 350 متراً من الميناء يلائم تماما المتطلبات اللوجستية للعملاء. وتضم المنشآة المؤلفة من ستة مبان 43 وحدة تخزين. ويوفر التصميم المتميز لوحدة الصناعات الخفيفة 15 عددا من المكاتب الأمامية تمتد على مساحة 126 متراً مربعاً في الطابق الأرضي والميزانين، في حين تشغل مرافق وحدة الصناعات الخفيفة والمستودعات مساحة تبلغ 513 متراً مربعاً. احتياجات العملاء وفي هذا الصدد علق طلال الهاشمي المدير العام في عالم المناطق الاقتصادية -منطقة الإمارات قائلاً: «لقد بذلنا الكثير من الوقت والجهد في تطوير هذه المنشآت التي صممت وفقاً لاحتياجات عملائنا المتعددة. ولم يكن هدفنا فقط إنشاء افضل المرافق بل خلق بيئة العمل الملائمة والمتكاملة لتسهيل أعمال زبائننا ودعم عملياتهم اللوجستية». وطورت جافزا في التصاميم الرئيسة لتلك المنشآت عناصر مبتكرة في تصميم وحدات المستودعات المتصلة بمعارض في المنطقة الجنوبية. فهذه الوحدات الـ68 توفر إمكانية العرض والتخزين والتوزيع في آن واحد، بحسب طلال الهاشمي الذي أشار إلى أن مباني المكاتب التابعة لتكنوبارك تعتبر مكملة لطبيعة عمل المجمع المخصص لتطبيقات البحث والتطوير والتكنولوجيا. فالمبنيان الواقعان على بعد 300 متر فقط من شارع الإمارات واللذان يسهل الوصول إليهما من شارع الشيخ زايد، هما مثالان على التميز في التصميم والكفاءة. كما أنّ كلاً من المبنيين يوفر مساحة جاهزة للاستعمال تصل إلى 14000 متر مربع. وتتمتع التصاميم الأرضية بالمرونة مما يجعلها مناسبة للتوسعات المستقبلية، في حين تشمل المرافق الإضافية ردهات للطعام، وأجهزة صراف آلي، ومصرفاً، وصيدلية، ومكتب صرافة، وخدمات توصيل، ومركز تسوق مصغر، ومنافذ بيع بالتجزئة، وأمن متوفر على مدى 24 ساعة، ومرفقاً لخدمة الإنترنت اللاسلكي «واي فاي». وتخدم ردهة الطعام الجديدة في «جافزا مول» في المنطقة الجنوبية في جافزا 20000 مستهلك في جميع أنحاء المنطقة الحرة، وتتمتع بموقع استراتيجي بالقرب من المجمع السكني للموظفين كما ستتاح امكانية الوصول إليها بسهولة من المنطقة الشمالية حال الانتهاء من تشييد تقاطع الطريق المجاور للبوابة رقم 4. أما مركز المؤتمرات في جافزا فانه يوفر حلولاً شاملة من صالات عرض، وقاعات اجتماعات، إلى فندق، ومكاتب وردهات طعام وكل ما يمكن للأعمال أن تحتاج إليه في موقع واحد. ويشار إلى أنّ المشروع يغطي مساحة تبلغ 72700 متر مربع وهي متاخمة لشارع الشيخ زايد، ويشمل هذا المجمع المكون من 34 طابقا موقفا للسيارات يتسع لـ4100 سيارة،وفندق 4 نجوم، وقاعة متعددة الاستخدامات تتسع لـ600 شخص، قاعة للاحتفالات، 22 غرفة اجتماعات، قاعات مؤتمرات، مركزا للأعمال وردهة للطعام مؤلفة من 22 منفذاً، ومطعمين مفتوحين، ومركز لياقة صحية، ومنطقة ترفيهية، ومنافذ بيع بالتجزئة، ومجلس لكبار الشخصيات. كما أنّ هذا المشروع يتقدم بسرعة ويتوقع اكتماله بحلول نهاية العام 2011 وفقا للجدول الزمني المقرر.