الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

آثار أبوظبي شواهد حية على المراحل الحاسمة في تاريخ الإمارة

آثار أبوظبي شواهد حية على المراحل الحاسمة في تاريخ الإمارة
23 فبراير 2013 10:09
أحمد السعداوي (أبوظبي) - تمثل الشواهد والمكتشفات الأثرية ذاكرة حية للشعوب والأوطان، يطالعها الجميع فيعرف مسيرة هذا الشعب أو ذاك، ومن ثم اهتمت إمارة أبوظبي ممثلة في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، بالبحوث والاستكشافات الأثرية داخل الإمارة العريقة حتى يستشرف أهل الحاضر والمستقبل أهم المحطات التاريخية والمراحل الحاسمة في تاريخ الإمارة، وكيف كانت مسيرة الحياة فيها قديماً وصولاً إلى العصر الحالي، الذي صارت فيه أبوظبي واحدة من أبرز مدن العالم على الصعيدين الحضاري والثقافي. وفي حديثه إلى «الاتحاد» تطرق مدير إدارة البيئة التاريخية بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة محمد النيادي إلى اهم الكشوفات الأثرية في أبوظبي، وكيفية تقييم المواقع الأثرية المختلفة، وتاريخ بدء عمليات البحث عن الأحافير الأثرية في العاصمة، وغيرها من القضايا المتعلقة بالآثار الظبيانية عبر التاريخ. أهم الاكتشافات عن أهم الاكتشافات الأثرية في أبوظبي، قال النيادي «بالمضافة إلى ما هو معروف من اكتشافات أثرية ترجع إلى عصور زمنية مختلفة، تشكل الهيكل الرئيس للتسلسل الزمني للتاريخ القديم لإمارة أبوظبي، فقد تم في السنين القليلة الماضية اكتشاف آثار ترجع إلى العصر الحجري القديم يقدر عمرها بـ 150 ألف سنة أو أكثر».?وعن المعايير التي من خلالها يتم الحكم وتحديد هل هذه مواقع أثرية أم لا، أوضح النيادي أنه يتم تحديد المواقع من خلال عمليات المسح التي تعتمد على التجول، وفحص اللقى السطحية التي يكتشفها فنيو الآثار لاسيما الفخار الذي يسمى بمفتاح الآثار، مشيرا إلى أن عملية البحث عن الآثار واكتشافها تتضمن عدة صعوبات وتتطلب طريقة خاصة للتعامل معها، ومن ذلك أن الآثار المطمورة تحت سطح الأرض والتي ليس لها دلائل على السطح غالباً ما يصعب الكشف عنها، وفي هذه الحالة إما أن تلعب الصدفة دوراً في اكتشافها أو أن تستعمل طرقاً بديلة مثل المسح الجيوفيزيائي (تصوير ما تحت الأرض). وحول دلالات الاكتشافات الأثرية، أضاف النيادي أن الاكتشافات الأثرية في أبوظبي لها دلالتها العالية القيمة، وتعتبر شواهد حية على تاريخ أبناء الإمارات في أبوظبي، ولولا هذه الاكتشافات لما تم التعرف على تاريخ هذه الإمارة. وعن وسائل الحفاظ على هذه المواقع وحمايتها من الأخطار المختلفة، أورد أنه تتم المحافظة عليها من خلال تسجيل المواقع باسم هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وكذلك عن طريق مراقبين، ومن خلال وضع سياجات حولها إن اقتضى الأمر. كما يتم تثبيتها في دوائر البلديات على كونها مواقع أثرية. عمليات التنقيب بالحديث عن بداية الاكتشافات الأثرية في أبوظبي، ذكر النيادي أن عمليات التنقيب بدأت في جزيرة أم النار في إمارة أبوظبي عام 1959 على يد فريق دنماركي كان يعمل في دولة البحرين. أما في مدينة العين فقد بدأت الاكتشافات الأثرية منذ بداية ستينيات القرن الماضي بطلب ورغبة من المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، الذي أمر بتأسيس أول متحف في الدولة وهو متحف العين. ?ونوه إلى أن أقدم كشف أثري في أبوظبي هو آثار العصر الحجري القديم الأوسط. وأن أحدثها هو مواقع أثرية من العصور الإسلامية الحديثة، مع العلم بأن هنالك آثارا لأحافير كثيرة من التراث الطبيعي ترجع إلى ما يقدر بسبعة ملايين عام. وأوضح النيادي أن بيئة أبوظبي كانت مناخاً خصباً لحياة الكثير من الكائنات والحيوانات عبر آلاف وملايين السنين، ومن أبرز الكائنات والحيوانات التي عاشت في أبوظبي فيلة وفرس النهر وزراف ووحيد القرن وأحصنة، إضافة إلى تماسيح وسلاحف من أنواع مختلفة. وعن الخطط المستقبلية لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة فيما يتعلق بمجال الاكتشافات الأثرية، أكد النيادي أن الهيئة تسعى إلى المحافظة على المواقع الأثرية والمناطق الثقافية من خلال عمليات التنقيب الاثري والمسوحات المبرمجة لمختلف المناطق بالإمارة وكذلك عن طريق القيام بعمليات المعاينة الثقافية الأولية «PCR Process» وهي مجموعة من الإجراءات تستهدف بالأساس عمل مسح ميداني للمناطق التي تخضع لعمليات التطوير العمراني تجنباً لوجود أي شواهد حضارية فيها، ومن المهام الكبيرة التي تتطلع بها الهيئة وتضعها في أولويات خططها المستقبلية عمليات الترميم التي تقوم بها للمباني التاريخية لتكون شاهداً على المراحل التاريخية المتعاقبة على إمارة أبوظبي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©