تحويل مطارات أبوظبي إلى مركز عالمي لخدمات الطيران المدني والخاص

تسعى شركة أبوظبي للمطارات «أداك» إلى تحويل مطارات أبوظبي التي تديرها الشركة إلى مركز عالمي لخدمات السفر والسياحة والشحن وجميع الخدمات اللوجستية للطيران المدني والخاص. وبدأت الشركة تنفيذ خطة شاملة لتوسعة وتطوير 5 مطارات في الإمارة، كما دشنت أعمال البنية التحتية في مبنى الركاب الرئيسي في مطار ، بحسب الرئيس التنفيذي للاتصال المؤسسي في شركة أبوظبي للمطارات «أداك» شيخة المسكري. وأكدت المسكري أن أبوظبي «لم تتأثر بالأزمة المالية العالمية»، مؤكدة أن الشركة «لا تزال مستعدة للاستثمار الخارجي في حال وجود فرص ذات جدوى اقتصادية مع التركيز حالياً على تطوير المطارات الموجودة بالإمارة». وأشارت إلى أن النصف الأول من العام 2010 سيشهد اكتمال 3 مشاريع رئيسية هي المدرج الثاني وبرج المراقبة ومبنى الركاب الرئيسي «المجمع» بقيمة 25 مليار درهم. ويقع مبنى برج المراقبة الجديد في المنطقة الفاصلة بين المدرجين، والذي تبلغ كلفته مليار درهم، ويصل ارتفاعه إلى 110 أمتار، ومزود بأحدث أجهزة المراقبة والرصد الجوي لتأمين سلامة الطائرات لدى وصولها إلى المطار وإقلاعها منه، كما سيتيح البرج الجديد إنجاز 70 حركة إقلاع وهبوط في الساعة. وأشارت المسكري في تصريحات صحفية على هامش افتتاح معرض أبوظبي للعطلات والسفر «سياحة 2009» إلى أن خطة «أداك» تتضمن توسعة وتطوير 5 مطارات هي العين والبطين وصير بنى ياس ودلما، وتوسعة مطار أبوظبي الدولي. كما تعمل الشركة على تحويل مطار البطين إلى مطار خاص، وتحويل منطقة ومطار دلما إلى وجهة سياحية، وتشغيل مطار صير بني ياس بالشراكة مع شركة التطوير والاستثمار السياحي ليصبح مطار صير بني ياس وجهة سياحية جاذبة. وشددت المسكري على سعي الشركة إلى زيادة التوطين في مختلف مطارات الإمارة، والوصول بمطار العين الخاص إلى المستويات العالمية، حيث إنه المطار الخاص الوحيد بالشرق الأوسط، فضلاً عن إقامة منطقة خدمات شحن ودعم لوجستي بمطار العين. ويخدم مطار العين الدولي المنطقة الجنوبية من إمارة أبوظبي، حيث تعمل الشركة على توفير خدمات ومرافق جيدة في ظل قرب العين من الخطوط البحرية والجوية الرئيسية في العالم. وتشارك «أداك» في معرض أبوظبي للعطلات والسفر «سياحة 2009» بعرض مجسم المخطط الرئيسي للمشروع لإطلاع الزائرين على إنشاء مبنيين جديدين للركاب ومدرجاً ثانياً وبرجاً حديثاً للمراقبة الجوية ومرافق حديثة للبضائع ومنطقة حرة ومناطق تجارية ومرافق للصيانة. وأوضحت أن المجمع المركزي أو مبنى الركاب الجديد يشكل عنصراً جوهرياً في مجمل الخطة الاستراتيجية لشركة «أداك» التي تهدف إلى تشجيع استثمارات القطاع الخاص في إمارة أبوظبي وتحقيق المزيد من الإيرادات للقطاعات غير الملاحية. كما يوفر المشروع الجديد مجموعة واسعة من المنشآت التي تلبي جميع الاحتياجات المتعلقة بالمشاريع الاقتصادية للمستثمرين، حيث عملت هذه المنشآت بالفعل على جذب العديد من الشركات العاملة في قطاع الطيران والفضاء وشركات الشحن والخدمات اللوجستية والنقل وغيرها. وأشارت المسكري إلى أن «أداك» تلعب دوراً حيوياً في تنويع اقتصاد الإمارة وفقاً لخطة أبوظبي 2030. فخلال السنوات الأربع المقبلة، ستقوم دولة الإمارت بتطوير مشاريع جديدة بقيمة 255 مليار دولار، تتنوع بين مشاريع التطوير العقاري والتنمية السياحية وصناعات متنوعة أخرى، والتي من شأنها أن تزيد الطلب على الحركة من وإلى إمارة أبوظبي. وحول مشروع إعادة التطوير مطار أبوظبي الدولي، قالت المسكري إنه «تم وضع برنامج تنمية واسع النطاق لتحويل مطار أبوظبي الدولي إلى مرفق من الطراز العالمي» ليستوعب مطار أبوظبي الدولي حوالي 40 مليون مسافر و2.5 مليون طن من البضائع سنوياً». وبحلول العام 2012، سيكون المطار قادراً على استيعاب حوالي 20 مليون مسافر سنوياً، أي ستة أضعاف مقارنة مع القدرة الاستيعابية للتصميم الأصلي والذي يستوعب حوالي 3.5 مليون مسافر. وفي شهر فبراير من العام 2009، تم افتتاح مبنى المسافرين الثالث في مطار أبوظبي الدولي، بقدرة استيعابية تصل إلى 5 ملايين مسافر سنوياً. وسيتمكن هذا المبنى من دعم النمو الذي تشهده شركة الاتحاد للطيران، الناقل الوطني لدولة الإمارات، حتى يتم إنجاز أعمال التطوير في مجمع المطار الرئيسي بحلول العام 2012. ويعد مطار أبوظبي الدولي ثاني أكبر مطارات الدولة، حيث شهد ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد المسافرين وصل إلى حوالي 9 ملايين مسافر في العام 2008، أي بنحو 30.2% زيادة عما سجله في العام 2007. وتشمل الخطة الرئيسية لإعادة تطوير مرافق مطار أبوظبي الدولي التي يتم تنفيذها على مراحل، لتلبية احتياجات إمارة أبوظبي الوفاء باحتياجات قطاع الطيران خلال 50 عاماً مقبلة، تطوير مرافق حيوية وحديثة لتشغيل عمليات الطيران بكفاءة وخدمة المسافرين على المديين القريب والبعيد، ودعم نمو شركة الاتحاد للطيران، وشركات الطيران الإقليمية والعالمية التي تشغل عملياتها من المطار، والتي من شأنها أن تدعم نمو المسافرين والبضائع عبر المطار. وذكرت المسكري أن «أداك» تعمل على تنفيذ الرؤية الطموح لحكومة أبوظبي ودفع مفهوم البوابة الدولية نحو الأمام إلى جانب دعم الأنشطة الاقتصادية الرئيسية الأخرى مثل قطاعات السياحة والعقارات والاستثمار في الأعمال التجارية والتعليم والصناعة، حيث تلتزم «أداك» بإشراك الأطراف المعنية في مراحل مختلفة من أعمال تطوير المطارات . يشار إلى أن مطار أبوظبي الدولي نال في يناير الماضي الموافقة التنظيمية لتطبيق إجراءات مدعمة خلال ظروف تدني الرؤية، حيث تعد تلك الموافقة الأولى من نوعها في الشرق الأوسط لتوفر الدعم الضروري للطائرات لإكمال مسارها بأمان لدى تدني الرؤية، بينما كان في السابق يتم إيقاف العمليات تماماً. وأوضحت المسكري أن شركة أبوظبي للمطارات باشرت بالتعاون مع «الاتحاد للطيران» لنقل معظم رحلات الناقل الوطني من المبنى 1 إلى المبنى 3 والحرص على أن تتم هذه العملية بأقل قدر ممكن من المعاكسات بالنسبة إلى جميع المسافرين، وذلك وفقاً لأعلى مستويات تدابير الأمن والسلامة العالمية عقب افتتاح مبنى المسافرين الجديد في أوائل 2009.