أبوظبي تستحوذ على 30% من سوق تكنولوجيا المعلومات الخليجية

تستحوذ إمارة أبوظبي على 30 %من حجم سوق تكنولوجيا المعلومات في منطقة الخليج البالغة قيمتها 12 مليار دولار، بحسب إبراهيم محمد لاري الرئيس التنفيذي لشركة «إنجازات لنظم البيانات»، الذي أفاد بأن حجم سوق تكنولوجيا المعلومات في الشرق الأوسط بلغ في 2008 أكثر من 51 مليار دولار وسيصل في 2012 إلى أكثر من 90 مليار دولار. وكشف لاري في تصريحات لـ»الاتحاد» أمس على هامش منتدي «استراتيجيات مراكز البيانات في الشرق الأوسط 2009» بأبوظبي أن شركة «إنجازات لنظم البيانات» أبرمت عقوداً تصل قيمتها إلى نحو 2، 2 مليار درهم خلال النصف الأول من الجاري. وأضاف أن الشركة، العاملة في مجال إدارة خدمات تكنولوجيا المعلومات ونظم سير العمل في المنطقة، أبرمت خلال العام الحالي العديد من العقود أبرزها عقد مع «الاتحاد للطيران» و«دو» و«كي بي ار» وهيئة الصحة ووزارة الصحة. وقال لـ «الاتحاد»: إن أبرز أعمال «إنجازات» في 2009 هو البدء في تشييد مركز للبيانات في العين، والذي سينتهي العمل منه في نهاية 2010. ويتم بناء مركز بيانات العين على مساحة تتجاوز 2000 متر مربع ليكون الأكبر ضمن مراكز بيانات «إنجازات»، وسيضم المنشآت الحيوية والخوادم والحواسيب اللازمة لتشغيله وتقديم الخدمات المتكاملة. وكانت الشركة قد وقعت خلال العام الجاري عقوداً مع «الاتحاد للطيران» الناقل الوطني لدولة الإمارات لإدارة كافة أجهزة الكمبيوتر في «الاتحاد» وتوفير خدمات البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات في الشركة، كما وقعت «إنجازات» مع «دو» عقداً لتوفير خدمات الاستضافة المارة لأنظمة المهام الأساسية للشركة من خلال مركز بيانات الفئة الرابعة في ابوظبي لمدة ثلاث سنوات، وكان أبرز العقود مع «كي بي ار» العالمية في مجال الهندسة، الخدمات لتوفير حلول التعهيد المتكاملة في السوق الإقليمية. وبلغ إجمالي قيمة عقود «إنجازات» في 2006 و2007 نحو 1.3 مليار درهم، وكان أبرز عقودها مع الهيئات الحكومية في أبوظبي خاصة هيئة الكهرباء والماء وهيئة الثقافة والتراث، وبلدية أبوظبي. و»إنجازات لنظم البيانات» مشروع مشترك بين «مبادلة للتنمية» و»إي. دي. أس» التابعة لشركة «إتش . بي»، التي تمتلك خبرة عالمية تصل إلى 46 عاماً في مجال إدارة خدمات تكنولوجيا المعلومات. وتستحوذ «إنجازات» على 50 بالمائة من قطاع تعهيد خدمات تكنولوجيا المعلومات في الإمارات. كما أنها صاحبة أول مركز بيانات من الفئة الرابعة حائز على شهادة التصميم من معهد «أبتايم»، والذي يعد الأول من نوعه خارج أميركا الشمالية. وأُسست الشركة في الربع الأول من 2005 وتركز على توفير خدمات التعهيد لتكنولوجيا المعلومات في مؤسسات النفط والغاز والطاقة والخدمات المالية والدوائر الحكومية والنقل والاتصالات والخدمات الصحية. وقال إبراهيم محمد لاري إن مركز بيانات الفئة الرابعة في أبوظبي هو الأول من نوعه في العالم خارج الولايات المتحدة، وهو يضع الإمارة في مركز متقدم للغاية في تعهيد تكنولوجيا المعلومات. وتتميز مراكز البيانات من الفئة الرابعة بأدائها العالي مقارنة مع مراكز البيانات الأخرى، وذلك بسبب عاملين رئيسيين يعود الأول منهما إلى الأنظمة ذات السعة الكبيرة وشبكة توزيع المعلومات المتعدّدة القنوات التي توفر خدماتها لتجهيزات المواقع التي يخدمها المركز بشكل مستمر. ويرجع السبب الثاني إلى أن جميع التجهيزات التكنولوجية يتم تشغيلها بنظام طاقة مزدوج ويجري تركيبها بشكل يتوافق مع طوبوغرافية الموقع. ويتميز المركز بإمكانية الاستفادة من خدماته من خلال بنية تحتية هيكلية معلوماتية متطورة توفر حماية ودعماً تقنياً على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع، إلى جانب مجموعة واسعة من خدمات القيمة المضافة المخصصة للعمليات المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات الرئيسية والأنشطة المستمرة. ويشغل المركز مساحة تفوق 2000 متر مربع، كما أنه يقدم خدمات الدعم إلى ما يقارب 5000 نظام خادم والبنى التحتية المرتبطة به. وتتم إدارة المرافق الرئيسية على مدار الساعة من خلال أحدث التقنيات من خلال فريق عمل على درجة عالية من المهنية والاحتراف في هذا المجال. نسبة التوطين وقال لاري إن نسبة التوطين في «إنجازات» بلغت 35 %خلال 2009، لافتاً إلى أن عدد العاملين ارتفع من 600 إلى 700 شخص، مما يعني زيادة عدد المواطنين العاملين بنحو 35 شخصاً، مشيراً إلى أن عملية تأهيل العناصر الجديدة في مجال تعهيد التكنولوجيا تستغرق ما بين عام وعامين، وإلى أن الشركة تسعى للحفاظ على سياسة التوطين وفي الوقت نفسه الحفاظ على نوعية الخدمة المقدمة والأسعار. وقامت «إنجازات» في يونيو 2008 بتخريج الدفعة الأولى من الطلاب الذين حضروا برنامج المديرين المعتمدين في مجال خدمات مكتبة البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات (ITIL). وبلغ معدل النجاح 70 %ليتم اعتماد طلابها بالكامل ضمن شهادة المستوى الثاني لمديري خدمات مكتبة البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات (ITIL Service Managers v2). وتخطى معدل النجاح هذا متوسط النجاح العالمي، الذي يبلغ حالياً بين 41 و45 %. وبشأن تلميح البعض إلى أن «إنجازات» اصبحت تحتكر سوق تعهيد تكنولوجيا المعلومات بسبب الدعم القوي من حكومة أبوظبي، قال لاري لـ «الاتحاد» إن «إنجازات» موجودة في سوق تنافسية وتدخل المنافسة بقدراتها على تقديم الخدمات والأسعار الأفضل، وإنها الأفضل في الإمارات والشرق الأوسط. وأكد الرئيس التنفيذي لشركة «إنجازات» أن الأزمة المالية العالمية لم تؤثر على الإطلاق على خطط وأعمال الشركة، بل إن الأزمة فرضت على الشركات السعي لخفض التكاليف وتقليص العمالة، مما أدى إلى زيادة الطلب على تكنولوجيا المعلومات. التطوير الرقمي ويسلط منتدى «استراتيجيات مراكز البيانات» الضوء على تحديد استراتيجيات مراكز البيانات التي تدعم تطوير القطاعات الرقمية في منطقة الخليج والشرق الأوسط، كما يناقش الجوانب التجارية لعمليات مركز البيانات والتركيز على الطرق التشغيلية الآمنة بيئياً. ويشارك في المنتدي، الذي يعد الأول من نوعه في الشرق الأوسط، أكثر من 35 متحدثاً و200 مشارك من 13 شركة إقليمية ودولية. وتركزت أعمال اليوم الأول على كيفية تخفيض تكلفة مراكز البيانات واستراتيجيات النمو والاستثمار في هذا القطاع في ظل الأزمة المالية العالمية. وتتضمن مواضيع النقاش الرئيسية الأخرى استراتيجيات طاقة المستقبل والطلب على التعهيد والخدمات واستراتيجيات النمو والخدمات المدارة ومستقبل الاستثمار في مراكز البيانات. ويبحث المنتدى أيضاً القضايا والاتجاهات المهمة في مجال تكنولوجيا المعلومات، بما فيها الحوسبة السحابية «cloud computing» واستراتيجيات التبريد والوسائط الافتراضية «virtualization» والتصاميم الجديدة لمراكز البيانات ونماذج الأعمال الفعالة واستراتيجيات التسعير. كما استضاف الحدث، الذي ينظم برعاية شركة «إنجازات»، اجتماع الطاولة المستديرة الأول للرؤساء التنفيذيين لمراكز البيانات في الشرق الأوسط والذي قدم تحليلاً مقارناً لأسواق مراكز البيانات العالمية. وقال جورج باوليزن المدير التنفيذي لقسم الاستراتيجية وتطوير الأعمال في «إنجازات» لنظم البيانات إن الشركة تقود الجهود الرامية إلى تطوير معايير الخدمة وإدارة البنية التحتية في قطاع تكنولوجيا المعلومات على مستوى المنطقة وتعكس استضافتها لهذا المنتدى التزامها بالتعاون مع بعض من أبرز الخبراء في هذا القطاع، وذلك بهدف تبادل الموارد وجعل أبوظبي ودولة الإمارات ككل وجهة عالمية المستوى في مجال تكنولوجيا المعلومات.