إسرائيل ترفض عرض حماس هدنة 6 أشهر

رفضت إسرائيل أمس، اقتراح حركة ''حماس'' إعلان هدنة مشروطة مدتها ستة أشهر في قطاع غزة، واصفة هذا العرض بأنه خدعة تهدف إلى تمكين الحركة من التعافي من معارك الآونة الأخيرة، بينما أعلنت فصائل فلسطينية أن ممثليها سيتوجهون يوم الأربعاء المقبل إلى القاهرة، للاجتماع بمدير المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان، وبحث الهدنة المقترحة· وكان محمود الزهار القيادي في ''حماس'' قد أعلن مساء الخميس، أن الحركة توافق على التهدئة لمدة ستة أشهر في القطاع، ويمكن أن تمتد لاحقاً إلى الضفة الغربية· وذكرت ''حماس'' أن عرض التهدئة مشروط برفع الحصار الذي فرضته إسرائيل على القطاع، بعد الهجوم الذي شنه مسلحون فلسطينيون عبر الحدود في يونيو 2006 واسروا خلاله الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي مازال محتجزاً في مكان مجهول في القطاع حتى الآن· وتطالب ''حماس'' كذلك، بإعادة فتح معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر، ولكن إسرائيل تقول إنها تخشى من أن تستغل ''حماس'' المعبر لتهريب الأسلحة والأموال والمسلحين إلى داخل القطاع· وطبقاً لـ ''حماس'' فإنه في حالة سريان التهدئة في قطاع غزة، ستعمل مصر على مدها إلى الضفة الغربية حيث تتواصل أعمال العنف الفلسطينية -الإسرائيلية، وإن كانت أقل شدة من غزة· وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية دافيد بيكر ''حماس'' تشتري الوقت من أجل إعادة التسلح وتجميع قواها· ولن تكون هناك حاجة إلى الأعمال الدفاعية من جانب إسرائيل، لو كفت ''حماس'' وامتنعت عن ارتكاب هجمات إرهابية على الإسرائيليين''· وقال بيكر: ''نشعر أن ''حماس'' ليست جادة وتحاول إعادة التسلح وتنظيم صفوفها من أجل شراء الوقت للاستعداد للهجوم الإرهابي القادم ضد إسرائيل''· وفي اشارة واضحة إلى الغارات الجوية الاسرائيلية وهجمات الكوماندوس على غزة، قال بيكر: ''ستستمر إسرائيل في التصرف لحماية مواطنيها''· ومن جهة أخرى، قال وليد العوض عضو المكتب السياسي لـ ''حزب الشعب'' الفلسطيني، إن الحزب تلقى دعوة رسمية للقاء الوزير عمر سليمان في القاهرة· وأشار العوض إلى أن وفداً من قيادة الحزب سيتوجه إلى القاهرة يوم الأربعاء المقبـــــل لهذا الغرض، مشيراً إلى أن الفصائل الفلسطينية الأخرى، تلقت دعوات مماثلة ''لبحث عدد من المسائل المهمة التي تخص الشأن الفلسطيني، ومن ضمنها التهدئة، والرد الـــــــذي سلمته حركة ''حماس'' بهذا الشأن، وسبل رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني والجهود المبذولة لاستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية''· ومن المقرر أن يغادر قطاع غزة إلى القاهرة عدد من ممثلي الفصائل يوم الأربعاء، إضافة إلى آخرين سيصلون من الضفة الغربية والخارج·وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسؤول فرعها في قطاع غزة ربــــــاح مهنا أمــــس، إن حركــــته ما زالت تدرس موضوع التهدئة مع إسرائيل، مشيراً إلى أن التقارير التي تحدثت عن عدم موافقة الجبهة على التهدئة ''غير دقيقة''· وأكد مهنا، تعقيباً على البيان الذي وزع في وقت سابق بخصوص موقف الجبهة من التهدئة، أن ''المكتب السياسي للجبهة ما زال يناقش موضوع التهدئة المطروح حالياً لاتخاذ موقف بصددها'' مشيراً إلى أنه مهما كان موقف الجبهة من التهدئة، فإنها تؤكد أن المقاومة منهجاً يجب ألا نتنازل عنه في مواجهة الاحتلال· وكان بيان صادر عن عضو اللجنة المركزية للجبهة كايد الغول قد ذكر ''إن نقاش التهدئة بالطريقة التي تجري في القاهرة أمر ضار وغير مفيد'' مشيراً إلى ''عدم جواز عقد تهدئة في ظل استمرار الاحتلال''· وأضاف أن ''التهدئة يمكن أن تعقد في ضوء اتفاق سياسي على انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية، أو في إطار قرار تكتيكي لفصائل المقاومة من دون أي شروط من أجل ضمان استئناف المقاومة·