الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«مليسه-1» في «بينونة» يتميز بمسارات طويلة لقطيع من الأفيال

«مليسه-1» في «بينونة» يتميز بمسارات طويلة لقطيع من الأفيال
23 فبراير 2012
أبوظبي (الاتحاد)- أكدت دراسة علمية حديثة نشرت أمس في مجلة «بحوث علم الأحياء الدولية» المتخصصة، أن وجود طبعات أقدام في الصحراء العربية تعود إلى سبعة ملايين سنة تقدم أقدم دليل عرف حتى الآن يوضح كيف أن أسلاف الأفيال قد تفاعلت بيئياً. وتكشف الدراسة التي أعدها فريق من علماء الآثار في كل من دولة الإمارات والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وألمانيا أن موقع مليسه1 في المنطقة الغربية من إمارة أبوظبي يتميز بمسارات طويلة لقطيع من الأفيال ضم 13 فيلاً على الأقل. وتدل الدراسة التي أجريت على هذا الموقع أن القطيع قد سار على الطين مخلفاً وراءه طبعات أقدام متصلبة دفنت ثم ظهرت بسبب عوامل التعرية. وكشفت التحليلات لأطوال خطوات هذا القطيع أنه كان يضم أفيالاً ذات أحجام مختلفة من الكبار والصغار مما يجعل هذا أقرب دليل على الهيكل الاجتماعي في عصور ما قبل التاريخ يتم اكتشافه حتى الآن. وأكد فريق العلماء الذي استضافته هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة العام الماضي أنه ومع تاريخ يناهز 7 ملايين عام يوفر هذا الموقع أقدم الأدلة المكتشفة حتى الآن حول وجود قطيع من «الفيلة» علما أن الأدلة المباشرة حول وجود سلوك اجتماعي النزعة للفيلة تعتبر شديدة الندرة وهذا هو السبب الذي يجعل من مليسه1 موقعا بالغ الأهمية بما فيه من الممرات التي حافظت على تكوينها بشكل لافت للنظر حين كان أحد القطعان يشق طريقه في هذه المنطقة القديمة. واعتبر علماء الآثار من مختلف دول العالم في دراستهم المشتركة بالمجلة، التي تصدر كل شهرين عن الجمعية الملكية لعلوم الأحياء في لندن بمشاركة خبراء من كافة أنحاء العالم، أن موقع الممر المتحجر هذا مليسه -1 وهو أحد المواقع الأحفورية التي شكلت منطقة بينونة، هو على الأغلب الأكبر من نوعه في العالم، إذ يغطي ما مساحته خمسة هكتارات. وقد يعد هذا الممر المنعزل الذي يمتد على مسافة 260 متراً أطول ممر متحجر متصل تم اكتشافه حتى الآن. وضم الفريق الذي أجرى الدراسة بشكل رئيس فيصل بيبي وهو باحث في معهد البليونتولوجي الدولي في فرنسا وشارك معه باحثون آخرون هم برايان كرلتز أستاذ مساعد في علم التشريح في الجامعة الغربية للعلوم الصحية وناثان كريج أستاذ مساعد في علم الإنسان في جامعة ولاية بنسلفانيا ومارك بيتش مدير المناطق الثقافية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وفريق من الآثاريين من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وماتيو شوستر باحث مشارك من جامعة ستراسبورغ في فرنسا وأندرو هيل أستاذ الأنثروبولوجيا جامعة ييل. وذكر فيصل بيبي أن هذا مظهر لمسار متحجر وأن هذا الموقع فريد في نوعه على الإطلاق وهذه فرصة نادرة حقاً في سجل الأحافير التي تمكنك من رؤية سلوك الحيوان بطريقة لا تستطيع أن تحصل عليها من خلال العظام أو الأسنان. من جانبه، قال وليم ساندرز عالم الحفريات في جامعة ميتشجان «إن المسارات المتحجرة في موقع مليسه-1 هي الأكثر والأوسع نطاقاً على الإطلاق والتي تم تسجيلها بالنسبة للثدييات. وأضاف ان موقع مليسه -1 هو واحد من أكبر مواقع المسارات في العالم والذي يغطي مساحة قدرها 5 هيكتارات ورغم أن الموقع كان معروفاً لبعض الوقت فقد أصبح واضحاً بعد قيام العلماء بتصويره من الجو. ومليسه -1 هو واحد من العديد من المواقع الأحفورية التي شكلت منطقة بينونة وهي سلسلة من الرمال النهرية المترسبة والتي ظهرت على نطاق واسع في المنطقة الغربية من إمارة أبوظبي. وقد نتج عن معظم مواقع بينونة عظام متحجرة تدل على تنوع في الحيوانات التي كانت تعيش في شبه الجزيرة العربية في وقت متأخر من عصر الميوسين ما بين 6 و 8 ملايين سنة مضت. كما أن صخور ومتحجرات بينونة تشير إلى أنه وفي هذا الوقت كان نهر يمر عبر شبه الجزيرة العربية وعبر دولة الإمارات العربية المتحدة. ووفقاً للدراسة فإن النظام الإيكولوجي للمياه العذبة في تلك الحقبة المزدهرة قد ساعد حيوانات كانت شبيهة بالحيوانات الأفريقية خلال تلك الفترة. وبعد ذلك جف النهر واختفت تلك الحيوانات مع جفاف ذلك النهر والتي تتضمن أسلاف الأفيال التي ما زالت بصماتها موجودة في موقع مليسه-1. وتعتبر مواقع بينونة في إمارة أبوظبي هي المواقع الأحفورية الوحيدة المعروفة من تلك الفترة الزمنية من بين كافة مواقع شبه الجزيرة العربية بأسرها. ويوضح المؤلف المشارك مارك بيتش مدير المناطق الثقافية بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة أن موقع مليسه -1 يقع في أرض صحراوية لا يمكن الوصول إليها نسبيا». «والموقع محميّ بسياج ويقع تحت إدارة ورعاية إدارة البيئة التاريخية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. كما أن الهيئة حرصت على حماية هذه المواقع من أي توسعات عمرانية وبالتالي فإن الوصول إلى هذه المنطقة يتطلب الحصول على إذن خاص من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وهيئة البيئة في أبوظبي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©