الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

معرض نيويورك للكتاب.. نافذة حضارية للتواصل مع الآخر

معرض نيويورك للكتاب.. نافذة حضارية للتواصل مع الآخر
2 يونيو 2009 02:52
اختتم معرض نيويورك الدولي للكتاب (إكسبو أميركا 2009) أعماله أمس، وثمن الوفد المشارك في الجناح الإماراتي هذه المشاركة التي أقيمت بتنظيم ورعاية وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وشاركت فيه نخبة من المؤسسات الثقافية ومراكز البحوث والدراسات في الدولة. وكانت الثقافة العربية ضيف شرف المعرض هذا العام، وتميزت الإمارات بجناح متميز لاقى إعجاب الجميع وإشادتهم. وكان من أبرز زوار الجناح في اليوم الأخير للمعرض، الأديب المصري المعروف جمال الغيطاني الفائز بجائزة زايد للكتاب فرع الآداب عن كتابه «رن» لعام 2009. وقد التقى الغيطاني بالدكتور حبيب غلوم رئيس الوفد مدير إدارة الأنشطة الثقافية والمجتمعية في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، والمهندس وليد الزعابي والأديبة باسمة يونس أعضاء الوفد المشارك بالمعرض، واطلع على الإصدارات التي حفل بها الجناح ولفتت الانتباه بتنوعها ومضامينها. وأشار الغيطاني إلى أن حجم المشاركة الإماراتية هذا العام كان طاغياً ومتميزاً، بحيث تردد صداه عبر المعرض، وأن مثل هذه المشاركة مثار إعجاب الجميع ومطمح العالم العربي في تميز فعالياته ومشاركاته وأسلوب حضوره أمام الآخر. وأظهر استطلاع لآراء الزوار أن حجم المشاركة الإماراتية في المعرض، قد انعكس بصورة ايجابية على واقع العلاقة التي يرتبط بها الطرفان، وأن الجمهور اطلع بشكل واقعي على الحركة الثقافية المتميزة التي أنتجت العديد من الإصدارات، إضافة إلى المعروضات واللوحات الفنية. حضور وتواصل وأكد حبيب غلوم رئيس الوفد المشارك في المعرض أن المشاركة الإماراتية «حققت أهم ما يمكن تحقيقه وهو الحضور الإماراتي وإقامة الحوار مع الآخر عبر ملتقيات ثقافية مهمة، يمكنها أن تعبر عن وجهات النظر المختلفة بكل صراحة ووضوح». وعزا غلوم هذا النجاح إلى «ابتعاد المشاركة الإماراتية عن الهاجس التجاري الذي يصاحب دور النشر في العادة، واهتمامها بإبراز الإبداع الإماراتي، وإيصال الصوت المبدع إلى العالم. كما أن المشاركة الإماراتية الجامعة للمؤسسات الثقافية الإماراتية، قد عكست صورة ايجابية عن التنسيق والتواصل بين هذه المؤسسات في الإمارات، وهو ما يعزز قيمة المشاركة والتعاون بين جميع الأطراف أمام الجمهور الغربي، علاوة على أنها عوضت غياب الكثير من الدول العربية وهو ما ظهر بشكل ايجابي أمام الجميع». واعتبر المهندس وليد الزعابي عضو الوفد المشارك في المعرض أن «حضور الإمارات في معرض نيويورك للكتاب هو بمثابة رافد للحركة الثقافية العربية، خصوصاً مع تنوع المشاركين من المؤسسات المحلية وتنوع مضامين المشاركة الثقافية»، مؤكداً أن اهتمام المشاركة الإماراتية بإيصال الصوت العربي للآخر، «عزز من أهمية تواجدنا في المعرض وأسهم في تسليط الضوء على الوحدة بين كافة المؤسسات الثقافية العربية، وأبرز أهمية الثقافة في أن تكون الرابط الأساسي بين الشعوب، وقد لاحظت خلال المعرض اهتمام بعض المشاريع الإماراتية بعقد اتفاقيات وصفقات ثقافية مهمة وهو ما سيكون إسهاما كبيراً في دعم الثقافة المحلية واستقطاب المؤلفات العالمية لتنمية المجتمع الاماراتي والعربي المثقف وتلاقح الحضارات». وأكدت الأديبة باسمة يونس عضو الوفد المشارك في المعرض، أن «كل مشاركة محلية أو عالمية تقوم بها الوزارة، هي بمثابة تطور حضاري وثقافي للفكر، من خلال نقل الإبداع الإماراتي إلى الخارج واستقطاب آخر مستجدات هذا المجال للداخل». وقالت: «لا شك في أن الثقة التي تحققها المشاركات الثقافية، لا يمكن زرعها في النفوس إلا من خلال مثل هذا الحضور والتوجه الى الآخر، عبر المعارض والمشاركات المتنوعة والدائمة. وقد حققت هذه الزيارة أكثر من نتيجة سوف يظهر مردودها واضحاً في المستقبل من خلال عرض الواقع الثقافي أمام جمهور مثقف يحضر الى المعارض الثقافية والنوعية للتعرف على حقيقة الإبداع ولاستكشافه بأنفسهم بعيداً عن الإعلام، وعن التواصل السلبي الذي يمكن أن يعكسه أي إعلام غير مدروس». تألق الخط العربي وشهدت الزاوية التي تمارس فيها فنانة الخط العربي ماجدة المازم عملها إقبالاً هائلاً من قبل زوار المعرض والعارضين، فهي تخط أسماءهم الغربية بخط عربي مميز وحرفية واضحة، تثير دهشتهم وإعجابهم ولا يتوانون عن التعبير عن فرحهم بالتحفة الفنية التي يحصلون عليها والتي تجسد الإبداع العربي في فن الخط. وماجدة المازم، فنانة شابة، تميزت بين أقرانها بخط جميل تكتب به محاولة تقليد بقية الخطوط العربية، قبل أن تتعرف على أدوات فن الخط العربي وأساسيات وقواعد كل خط، ثم درست فن الخط العربي في اسطنبول بتركيا عام 2005، بدعم من وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وبالتعاون مع منظمة الثقافة والفنون الإسلامية «أرسيكا». وحول مشاركتها في معرض نيويورك للكتاب قالت: «جاءت مشاركتي من خلال دعوة وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع. شعرت بالغبطة حينما وصلتني هذه الدعوة، وبأن اهتمام الوزارة لم يتوقف عند حدود الدعم العلمي لي لتعلم الفن، بل هو دعم مستمر ومتواصل حيث تتيح لي الوزارة الفرص الملائمة عبر انتدابي للمشاركات الخارجية مما يسهم في تعريفي على الآخرين، وإبراز الإبداع الإماراتي والفن العربي الذي يلقى كل إعجاب حيثما حل». لا تكتفي المازم، كما تقول، بتعريف الجمهور الغربي على الأنواع المختلفة لفنون الخط العربي، بل تعرفهم أيضاً بأدوات الخط العربي من قصب وأحبار وأوراق خاصة بالخط. وهي تؤكد أن الغربيين يقبلون على خط أسمائهم بالحرف العربي، بل ويعربون عن دهشتهم بجمالياته. وترى المازم أن «المشاركات المختلفة والنوعية تبرز الإبداع العربي والإماراتي بشكل خاص، وتعطينا نحن الشباب الدافع لمواجهة العالم بدون تخوف، وتمنحنا الجرأة لتعريفهم بنا وبما لدينا من فنون، وكيفية التعاطي مع الآخر ثقافياً، وهذا ما تسعى وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع مشكورة لتعزيزه ودعمه عبر هذه المشاركات النوعية». وسبق أن فازت ماجدة المازم بجائزة العويس لسنتين متتاليتين، وبجائزة نادي سيدات الشارقة، كما شاركت في «الأيام الثقافية الإماراتية» التي أقامتها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في سوريا ضمن فعاليات دمشق عاصمة الثقافة العربية، وشاركت في ورشة مهمة في متحف اللوفر في باريس ضمن برنامج التبادل الثقافي والاقتصادي بين الإمارات وفرنسا.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©