الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«اليونسكو» تدرج «قلب الشارقة» ضمن القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي

«اليونسكو» تدرج «قلب الشارقة» ضمن القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي
2 مارس 2014 00:34
الشارقة (وام) ـ كشفت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» ودائرة الثقافة والإعلام بالشارقة عن إدراج منطقة قلب الشارقة ضمن القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي التي تشرف عليها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» في إنجاز جديد، يعكس ثراء التراث الأثري والتاريخي في دولة الإمارات وتزامنا مع احتفالات الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2014. وبناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، شكلت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، لجنة مؤقتة لترشيح موقع قلب الشارقة في قائمة مواقع التراث العالمي، تمهيدا للإدراج النهائي ضمن القائمة العالمية والتي تتطلب قرابة العامين يتخللها مجموعة من الزيارات والتقييمات من قبل اللجان المختصة في اليونسكو بالتنسيق مع الجهات المشرفة على المنطقة. ويتم ترشيح مواقع التراث العالمي من قبل منظمة اليونسكو، ليتم إدراجها ضمن برنامج مواقع التراث الدولية الذي تديره المنظمة وهذه المعالم قد تكون طبيعية مثل الغابات وسلاسل الجبال وقد تكون من صنع الإنسان مثل المباني والمدن. وتحظى المواقع التي يتم إدراجها ضمن القائمة برعاية المنظمة الدولية فتقوم بالمساهمة في صيانتها إذا تطلب الأمر ذلك إضافة الى الصفة والمكانة الدولية التي تتمتع بها هذه المواقع حيث تتبناها المنظمة لترميمها وعدم المساس بها. وأعربت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي عن سعادتها بهذا الإنجاز الذي تحقق قبيل انطلاق الاحتفالات الرسمية باختيار الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2014 وتوجهت بالشكر إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على دعمه ملف الترشح لإدراج منطقة قلب الشارقة على قائمة المواقع المرشحة للتراث العالمي وتوجيهاته بإبراز التراث الإنساني والموروث الحضاري الغني الذي تحفل به إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة. ونوهت إلى أن الاعتراف الدولي بالقيمة الاستثنائية العالمية التي تتميز بها منطقة قلب الشارقة يشكل تأكيدا على غنى الموروث الحضاري الإماراتي، حيث يسهم ذلك في الحفاظ على هذه المنطقة وصونها وترميمها ضمن المعايير الدولية التي حددتها منظمة اليونسكو والتعريف بها وتسويقها على المستوى العالمي مما يعزز مكانة إمارة الشارقة ودولة الإمارات على الخريطة السياحية العالمية. وأشارت الشيخة بدور القاسمي إلى أن منطقة قلب الشارقة تحتوي على عدد كبير من المواقع التاريخية والأثرية التي يعكس كل واحد منها قيمة تاريخية عظيمة، نظرا لكونها شاهدة على التقاء الحضارات الإنسانية في هذه المنطقة التي لم تشكل نقطة عبور للقوافل التجارية والبحرية والبرية فحسب بل مثلت أيضا نقطة تواصل بين شعوب وقبائل مختلفة وسنواصل العمل على إضافة هذه المنطقة التراثية الغنية إلى قائمة مواقع التراث العالمي كي نعرف العالم على القيم الاستثنائية العظيمة الكامنة في المخزون التاريخي لدولة الإمارات. من جانبه أكد عبدالله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة عضو مجلس إدارة المجلس الوطني للسياحة والآثار أن وضع منطقة قلب الشارقة على قائمة مواقع التراث العالمي تكريس للنجاحات التي حققتها الشارقة بما يعكس القيمة التاريخية لدولة الإمارات بأكملها ويسهم في تعزيز الحركة السياحية خاصة في مجالات السياحة الثقافية والتراثية ويدل على أن الإمارات تستند في تميز حاضرها المشرف على عراقة تاريخها وارثها التراثي. وأشاد العويس بدور المؤسسات الحكومية والجهات المعنية بالشأن الثقافي والتراثي في الدولة وتقدم بالشكر للمجلس الوطني للسياحة والآثار على الجهود والدور من خلال تبنيه للترشيح، مما شكل دعما معنويا له إضافة إلى دعم المشاريع الناهضة بحفظ التراث والترميم والتنقيب على مستوى الدولة وأنها ستواصل تعاونها مع منظمة اليونسكو لإدراج المزيد من المواقع إلى قائمة التراث العالمي. وتقع منطقة قلب الشارقة في الجزء القديم من إمارة الشارقة ووفقا لمصادر تاريخية فقد لعبت هذه المنطقة دورا بارزا في تطوير التجارة حيث أكد الإدريسي عالم الجغرافيا العربي في القرن الحادي عشر وجود ميناء في المكان الذي تقع فيه منطقة قلب الشارقة حاليا كما تميزت الشارقة تاريخيا بوجود عنصرين أسهما في وجود المستوطنات البشرية في الخليج العربي الأول أنها تقع في مدخل محمي من البحر يدعى محليا الخور وثانيا وجود المياه العذبة في أعماق ضئيلة نسبيا. ووفق المصادر التاريخية التي ترجع إلى عام 1756 ميلادية كان يوجد ثلاثة مواقع على الساحل بين القطيف «في المملكة العربية السعودية» وصير «رأس الخيمة» هي العجير وقطر والشارقة وتحتوي هذه الأماكن على نسبة ضئيلة من السكان ومنها كان يتم نقل بلح البصرة والأرز إلى عرب الصحراء من قبل غواصي اللؤلؤ وحتى زمن التجارة القديمة مع الشرق وقدوم عائلة القواسم بأسطولها البحري القوي للإقامة في المنطقة وحتى النصف الأول من القرن التاسع عشر كانت الشارقة الميناء الأهم في الخليج العربي الأدنى. وتم تدمير موقع الشارقة القديمة وميناءها بالكامل من قبل البريطانيين في عام 1820 قبل أن يتعافى بوتيرة أسرع من باقي الموانئ في منطقة الإمارات حيث أصبحت المنطقة نقطة تواصل حضاري بين التجار القادمين عبر البحر وبين سكان المنطقة وبقية مدن الإمارات وهو ما أوجد نشاط تجاريا كبيرا في المنطقة ساعد السكان على إقامة العديد من البيوت السكنية والأسواق والمساجد التي ظلت شاهدة على نمو المدينة وتطورها عبر الزمن. وتعكف هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» حاليا على تطوير منطقة قلب الشارقة في مشروع هو الأول من نوعه للمناطق التراثية في الشارقة والأكبر والأبرز في المنطقة حتى يومنا هذا ويعكس الازدهار الذي عاشته الإمارة منذ أكثر من نصف قرن. ويستهدف المشروع تحديدا إعادة ترميم وتجديد المناطق التراثية، لتشكيل وجهة سياحية وتجارية متفردة ذات لمسة فنية معاصرة تتناغم مع طابع خمسينيات القرن العشرين. ومن المقرر استكمال إنجاز مشروع قلب الشارقة بالكامل في عام 2025، ويجري حاليا العمل بالمرحلة الأولى منه والذي يتألف من خمس مراحل وقد قامت شروق بتشكيل لجنة مشتركة - تضم ممثلين من هيئات حكومية لتولي الإشراف على تنفيذ المرحلة الأولى، وسيتم تنفيذ المشروع بالتوافق مع المعايير الدولية للتنمية المستدامة والمبادئ البيئية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©