الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فوبيا الصفحة البيضاء

2 مارس 2014 00:29
أعترف: لست بالشخص الذي يبتكر الأفكار، أنا أسرقها من الآخرين وأضيف لها ما يجعلها مختلفة قليلاً، وهذا بالمناسبة نوع من الإبداع، وفي الحقيقة هو ما يحدث في كل حين، قصص المخترعين التي تخبرك أن المخترع فكر بفكرة لم يسبق لها مثيل، ولم يفكر بها أحد من قبل هي قصص نادرة أو غير دقيقة، والأمثلة “الكلاسيكية” التي تستخدم هنا كثيرة منها قصة نيوتن والتفاحة التي سقطت على رأسه - لم يحدث هذا - وكيف أنه “أكتشف الجاذبية” بسبب هذه اللحظة، لكن الحقيقة أن الجاذبية فكرة معروفة منذ وقت طويل لكن لم يكن هناك قوانين رياضية تحكمها حتى وضعها نيوتن. ما أراه مشكلة في حالتي هو التالي: عندما تعطيني ورقة وقلماً وتطلب مني أن أرسم أي شيء، سيأكلني الهم من كلمة “أي شيء”، لأنني أستطيع أن أحاول الرسم حتى لو أخبرتني أن أحاكي ليوناردو دافنشي، لكن عندما تقول “أي شيء” فأنت تعطيني عدداً لا نهائياً من الاحتمالات التي لا أستطيع أن أتعامل معها فيتوقف عقلي عن التفكير. نفس الأمر يتكرر مع أشياء أخرى، لعبة ماينكرافت مثلاً، هي لعبة حرة يمكنك أن تفعل فيها ما تشاء لكنني لم أستطع فعل شيء حتى عرفت ما يفعله الآخرون ثم بدأت في محاكاتهم - أو سرقتهم إن شئت - ثم عدلت أفكارهم لتناسبني. أذكر كذلك أنني كنت أرسم في طفولتي، ووجدت من الاستهزاء ما يكفيني لأتوقف، وعندما جربت مرة أخرى بعد سنوات وكنت أخفي أوراقي في ذلك الوقت، شخص ما وجدها وصب من السخرية ما جعلني أتوقف كلياً عن الرسم، بالطبع شخصيتي في ذلك الوقت مختلفة عن اليوم، الفرق اليوم أن من يسخر يمكنني تجاهله كأنه غير موجود ولا أهتم بما يقول. لكن آثار الماضي السلبية ما زالت موجودة، ما زلت أتردد في فعل شيء إبداعي وأخفيه عن الآخرين عندما أجرب، الإبداع يحتاج للفوضى، يحتاج لمساحة يتحرك فيها بحرية ودون أي نقد أو رقابة مسبقة أو إصدار أحكام، الإبداع يحتاج لكثير من التجارب والأخطاء وللفشل كذلك، لا يمكن أن تنبت الأفكار في تربة خالية من كل هذا، لا يمكن للشخص أن يبدع ومحيطه يطلب منه أن يصبح الأفضل في أول تجربة. هل لديكم خوف مماثل من المساحات الخالية؟ من الصفحات البيضاء؟ هل تغلبت على هذا الخوف؟ أخبرني الآن في تعليق. من مدونة: عبدالله المهيري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©