السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحرب على «طالبان» ومساعدة باكستان

3 ابريل 2010 23:27
في اليوم الذي أعلن فيه جنرالات باكستان تحقيق النصر على مقاتلي "طالبان" في المنطقة المضطربة الواقعة على امتداد الحدود مع أفغانستان، كانت هناك فتاة باكستانية صغيرة تنحني على شاطئ بحيرة مالحة لتملأ أوعية معدنية كبيرة بالمياه لتشرب منه عائلتها. وعلى مسافة أبعد على الطريق الترابي المملوء بالحفر، والمؤدي إلى دامادولا، كان بالإمكان رؤية خطوط الكهرباء المقطوعة، وهي تمتد في مسار ملتوٍ عبر الحقول الزراعية المغطاة بالأعشاب الضارة. وفي "دامادولا" ذاتها، حيث كانت تقوم مجموعة من الأكواخ الطينية التي كانت حتى وقت قريب معقلاً لمقاتلي "طالبان" و"القاعدة"، بل يقال إن الرجل الثاني في التنظيم" أيمن الظواهري"، كان له منزل فيها في يوم من الأيام، وقف قروي يدعى"عبد الستار" كي يعدد احتياجات قريته وهي: طرق وجسور جديدة، وصيدلية، ومدرسة لتعليم الفتيات، وقبل كل شيء توفير الوظائف لأبنائها. وأكد"عبد الستار على الاحتياج الأخير تحديداً بقوله:"السبب الرئيسي لاتجاه مواطني المنطقة لحمل السلاح هو عدم توافر وظائف لهم". وفي الوقت الذي يقوم فيه العسكريون بالحملات ضد التمرد "الطالباني" في المنطقة الحدودية الخارجة عن القانون والمعروفة باسم"المناطق المدارة فيدرالياً"، يقول المسؤولون هناك إن الحكومة يجب أن تتحرك بسرعة لتدشين مشروعات الخدمة الاجتماعية، لتحول دون تمكين التطرف من تثبيت جذوره مرة أخرى في المنطقة. ولكن الهموم المتعلقة بالفساد، يمكن أن تؤخر وصول المليارات من دولارات المساعدات الأميركية المخصصة لإعادة الإعمار، وهو احتمال يغضب المسؤولين الباكستانيين الذين يقولون إنهم قد أثبتوا أنفسهم في القتال الدائر ضد "طالبان". ويقول المسؤولون الباكستانيون أيضاً إنهم يشعرون بخيبة أمل كبيرة نظراً لأن ما تم تسليمه من مساعدات مالية حتى الآن لم يتجاوز 250 مليون دولار، من أصل 5.7 مليار دولار يمثل إجمالي المبلغ الذي خصصته الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية كمساعدات لباكستان في مؤتمر دولي للمانحين عقد في طوكيو في شهر أبريل 2009. ومن المتوقع أن يمثل موضوع التنمية الاقتصادية للمناطق القبلية حجر الزاوية في حزمة المساعدات الأميركية المقررة لباكستان والبالغة 7.5 مليار دولار يتم إنفاقها على مدى خمسة أعوام، وهي الحزمة التي صادق عليها أوباما في شهر أكتوبر الماضي وتحولت لقانون. وهذه الحزمة تمثل الركيزة الأساسية لاستراتيجية جديدة دشنها أوباما، وتقوم على تحويل محور تركيز المساعدات من الجيش الباكستاني، إلى معالجة مشكلات البنية الاقتصادية الحيوية للبلاد وعلى وجه الخصوص الطاقة والماء. مع ذلك، وفي إطار سعيها لإدخال تجديد على أسلوب تقديم مساعدات التنمية لباكستان، ترغب إدارة أوباما في التأكد أولًا من أن أموال دافعي الضرائب الأميركيين، لن تضيع وسط طبقات الفساد المتراكمة في جسم نظام الحكم الباكستاني. لذا، تنوي الإدارة إرسال فرق من مدققي الحسابات الأميركيين إلى باكستان لتدقيق ما إذا كانت أموال المساعدات ستنفق على الأغراض المخصصة لها أم سيتم امتصاصها من قبل البيروقراطيين الفاسدين. كما تنوي أيضاً الاستعانة بالمدققين الماليين الباكستانيين، الذين تم تدريبهم على تطبيق المعايير المحاسبية الأميركية، للتدقيق على مستلمي تلك الأموال ومنهم مثلًا المنظمات الباكستانية غير الحكومية. ويُشار إلى أن باكستان قد أصبحت أكثر توجساً من آليات الإشراف الجديدة التي يقول المسؤولون في إسلام أباد، إنها يمكن أن تبطئ وصول المساعدات المقدمة من واشنطن. وفي حالة المدفوعات المقدمة مما يعرف بـ"صناديق دعم التحالف"، التي تدفعها الولايات المتحدة لباكستان لتغطية نفقات مقاومتها للإرهاب رفضت إسلام آباد القبول بتلك الآليات، وامتنعت عن إصدار عشرات من التأشيرات التي طلبتها الولايات المتحدة لفرق المدققين الماليين الأميركيين. ويقول المسؤولون الأميركيون إن السجال الدائر حول إصدار التأشيرات قد أدى إلى حجز التعويضات التي تقدمها تلك الصناديق، في حين يؤكد المسؤولون الباكستانيون على أنه ليست هناك حاجة لإشراف إضافي. في هذا السياق تقول"فوزية وهاب" النائبة البرلمانية الباكستانية والمتحدثة باسم الحزب الحاكم، الذي يقوده آصف زرداري: (على الحكومة الأميركية أن تقرر ما هو الشيء المهم بالنسبة لها، فإذا كان هدفها هزيمة المسلحين واستئصال جذور "القاعدة" فعليها أن تثق بشريكها، خصوصا أننا في باكستان نؤدي المطلوب". وتلك التأخيرات محسوسة بشدة هنا في "باجور"، وهي منطقة قبلية مزقتها المعارك التي استمرت لمدة 18 شهراً بين القوات الباكستانية ومقاتلي "طالبان". ويُشار إلى أن ثلث مدارس "باجور" البالغ عددها 600 مدرسة قد فُجرت من قبل "طالبان" كما يقول "طارق حياة خان" أمين لجنة النظام والقانون في أمانة "المناطق المدارة فيدرالياً"، وهي الجهاز الإداري للمناطق القبائلية. ونظرا لقيام "طالبان" بتدمير 14 وحدة صحية في المنطقة فإنه ليس من المناظر غير المألوفة هنا أن نرى القرويين وهم يحملون على ظهورهم مريضاً إلى مستشفي يقع على مبعدة عدة أميال لتلقي العلاج. يعلق "خان" على ذلك بقوله: "لم يصلنا شيء من بلايين الدولارات التي وعدونا بها، والحقيقة أننا قد خُذلنا تماماً". وهذا الكلام يؤكده أيضاً الجنرال "طارق خان"، الذي قاد القتال ضد مقاتلي "طالبان"، هنا في باجور الذي يقول "لقد تلقينا قدراً كبيراً من الكلام المعسول والوعود، ونأمل أن نرى ذلك وقد تبلور إلى حقائق". أليكس رودريجز باكستان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©