الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العلماء: المناسبات الدينية تقوي الإيمان وتسهم في تماسك المجتمعات ووحدتها

العلماء: المناسبات الدينية تقوي الإيمان وتسهم في تماسك المجتمعات ووحدتها
24 فبراير 2011 19:58
لاتزال الأمة الإسلامية تعيش في رحاب المولد النبوي الشريف وهي مناسبة إسلامية جليلة وإطلالة للرحمة الإلهية للعالمين مليئة بالدروس والعبر، وتتعدد في تاريخنا المناسبات الإسلامية العظيمة التي تجعل الأمة متصلة بأحداثها وتجدد المعاني الإسلامية الأصيلة التي تفيد الأجيال الصاعدة في حاضرها ومستقبلها، وهو ما يفرض أن نعكف على فهم ودراسة واستخلاص ما فيها من قيم ومبادئ لمواجهة التحديات التي تعترض طريق التقدم. عمرو أبو الفضل (القاهرة) - يقول الدكتور عبدالله بركات- الأستاذ بجامعة الأزهر- إن الإسلام يعمل على إصلاح المجتمعات وتحقيق قيم التضامن والوحدة والألفة بين الناس ولهذا كرس مبادئه ورسالته لتحقيقها، مضيفاً أن مقاصد الإسلام جعلت الشعائر والمناسبات الإسلامية وسيلة لتقوية وتثبيت هذه القيم. تعارف ومحبة وقال بركات إن الإسلام يؤكد أهمية صلاة الجماعة لأنها تربط بين أفراد المجتمع وتزيد التعارف والمحبة والصداقة وكذلك الصيام يوحد المجتمع والزكاة توحد بين الأغنياء والفقراء حتى لا يحقد الفقير على الغني ويتحقق الود والحب والألفة بين الناس والحج نوع من التوحيد والتقريب فهو يجمع شعوب الأمة كلها على صعيد واحد، كما أن المناسبات الدينية مثل المولد النبوي الشريف وليلة القدر والإسراء والمعراج والهجرة فرصة كبيرة لجعل الأمة على قلب رجل واحد وتذكيرها برسالتها وقضاياها وأوجاعها وتجديد العهد أمام الله لنصرة الحق والعدل والخير والفضائل لكل الإنسانية. ويضيف أن الإسلام رغب في الاحتفال بالمناسبات الدينية لأن فوائدها عظيمة على الأمة فهي تعد باباً لشكر نعم الله تعالى على الناس ووسيلة لتربيتهم وتزكيتهم وتعليمهم وهدايتهم وتقدمهم على صعيد حياتهم المادية والمعنوية فالهجرة تذكر المسلمين بتحولهم من الضعف إلى القوة، والإسراء والمعراج تذكر المسلم بالمسجد الأقصى وارتباطه العميق بالمسجد الحرام، مؤكداً أن الشريعة الإسلامية أجازت الاحتفال بهذه المناسبات ووردت أدلة كثيرة تحض على ذلك وتعتبرها من أفضل الأعمال وأعظم القربات لأنها تذكير بأيام الله تعالى، الذي قال في محكم آياته:» وذكرهم بأيام الله « سورة إبراهيم - الآية 5. وأوضح أن السنة النبوية الشريفة أقرت ذلك ففي صحيح مسلم أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان يصوم يوم الاثنين من كل أسبوع ويقول:» ذاك يوم ولدت فيه «، وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود صائمين يوم عاشوراء فقال لهم رسول- صلى الله عليه وسلم:»ما هذا اليوم الذي تصومونه؟»، فقالوا: هذا يوم عظيم نجى الله عز وجل فيه موسى وقومه وأغرق فيه فرعون وقومه، فصامه موسى شكراً، فنحن نصومه، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم:» فنحن أحق وأولى بموسى منكم «، فصامه رسول الله- عليه الصلاة والسلام. مظاهر القوة ويقول الدكتور عبدالحليم عويس- أستاذ الحضارة بجامعة الأزهر- إن الإسلام وضع معالمه في كل مجالات الفكر والحياة وحدد الثوابت التي توجه المسيرة البشرية في كل العصور إلى الطريق القويم الذي يجب أن يتجهوا إليه، كما أنهم بعد ذلك مطالبون بالإبداع في مجال التطبيق معتمدين على عقولهم وطاقاتهم مستنيرين بالثوابت والأصول مستجيبين لتوجيه الرسول-عليه الصلاة والسلام:»أنتم أعلم بأمور دنياكم». وأضاف أن مناسبات الأمة الدينية تذكرنا بسيرة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وبشخصية هذا النبي العظيم وبرسالته العالمية الخالدة التي جعلها الله رحمة للعالمين. وقال إن الشعوب الإسلامية مطالبة بتبصر ودراسة الأحداث والانتصارات الكبرى في تاريخها للوقوف على مظاهر القوة والتأسي والتشبه بسلفنا الصالح والاقتداء بهم في سعيهم وكفاحهم وجهادهم في سبيل نصرة الإسلام، وأن يستوعبوا سنن الله، وأن يلتزموها وألا يحاولوا القفز من فوقها وأن يدركوا أن تمكينهم في الأرض مشروط بالتفقه بهذه السنن والتزامها في الحركة التاريخية والابتعاد عن التواكل والعفوية. وأكد أن الاعتماد على الله والتوكل عليه بمعناهما الحق يوجبان فقه المفاتيح والأساليب والوسائل التي خلقها الله سبحانه وجعلها قاسما مشتركا بين كل الناس ومعالم تدلهم على وسائل البقاء والتقدم والتعمير. وقال إن تجديد وعي الأمة أمر على جانب كبير من الأهمية لأن فيه اعتراف بفضل الله تعالى وكرمه علينا ورحمته بنا، والله تعالى يقول:»يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذا جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا»، فعندما نذكر غزوة الخندق أو غزوة الأحزاب ومحاولة قريش ومن معها القضاء على الإسلام وقتل الرسول- صلى الله عليه وسلم- ورعاية الله تعالى للرسول-عليه الصلاة والسلام- وتبديد وتفريق جمعهم وتأييد المؤمنين بنصره فهذه نعم كبرى يجب أن نشكر الله تعالى عليها وأن نجتمع لنتدارسها ونستخلص العبر منها. تماسك المجتمعات ووحدتها وقال الدكتور أحمد السايح - الأستاذ بجامعة الأزهر- إن الإسلام حريص كل الحرص على تحقيق المقاصد التي تنهض بالأمم وتكرس الحق والعدل والأمن والاستقرار والألفة بين الناس، مضيفاً أن القرآن الكريم والسنة مليئان بالمبادئ والأوامر التي تؤكد تماسك المجتمعات وتضامنها ووحدتها ويعتبرها جزءا من الإيمان، يقول الله تعالى:»إنما المؤمنون إخوة»، وهو ما يعني أن الإيمان لا يتحقق إلا بالأخوة، والاحتفال بهذه المناسبات فرصة للقاء المسلمين على الخير وسماع الكلمات والدروس المرققة للقلوب والتواصي بالحق والتناصح. ويضيف أن تقوية روابط الإيمان تتحقق بتأكيد العهد أمام الله تعالى وطلب مغفرته وعونه ومدده والبذل والسعي بجد والتخلص من الأنانية والأحقاد خاصة في مناسباتنا الدينية. وقال إن الانتماء لرسالة الإسلام الخالدة وقيمه التي تعلي الرحمة والخير للإنسانية يفرض أن تقف الأمة في مناسباتها وتراجع ذاتها وتبحث عن أسباب تراجعها وتخلفها وتفرقها. نبذ التخاصم والشقاق يؤكد الدكتور أحمد السايح أن الإسلام شدد على نبذ التخاصم والشقاق وإقرَّ العدل والقسط بين الناس، والاحتفاء بأيامنا العظيمة تأكيد وتذكير بهذه القيم والمبادئ، وحرص ديننا الحنيف على أمن الأمم واستقرارها وصل إلى حد العمل على فرضه ولو بقوة السلاح، ويقول الله تعالى:»وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أَمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأَقسطوا إن الله يحب المقسطين»، والرسول- صلى الله عليه وسلم- عد الإقدام على أي عمل يفرق بين الناس ويمزق وحدتهم من أعمال الكفار والجاهلية وليس من تصرفات المؤمنين الذين ينتسبون إلى الإسلام وذلك عندما قال في حجة الوداع للمسلمين:»لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض»، كما قدم الرسول -صلى الله عليه وسلم- توجيهات للأمة بتحققها تتحقق الخيرية في المجتمع المسلم، يقول عليه الصلاة والسلام:»سباب المسلم فسوق وقتاله كفر».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©