الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

صالح «في الطريق» إلى اليمن لتنصيب هادي رئيساً

صالح «في الطريق» إلى اليمن لتنصيب هادي رئيساً
23 فبراير 2012
(صنعاء) - أكد نائب وزير الإعلام اليمني، عبده الجندي، أن الرئيس علي عبدالله صالح “في الطريق” إلى اليمن للمشاركة في مراسم تسليم السلطة إلى الرئيس الجديد، عبد ربه منصور هادي، الذي انتخبه اليمنيون، الثلاثاء، بموجب اتفاق “المبادرة الخليجية” لإنهاء الأزمة المتفاقمة، منذ أكثر من عام، على وقع احتجاجات عنيفة طالبت بإنهاء حكم صالح، الذي دام قرابة 34 عاما. وقال الجندي، في مؤتمر صحفي، أمس الأربعاء، إن صالح سيستمر في لعب دور سياسي مهم من خلال حزبه، المؤتمر الشعبي العام، الذي يشكل، منذ مطلع ديسمبر، مع ائتلاف “اللقاء المشترك” الحكومة الانتقالية، وفق بنود المبادرة الخليجية، التي وقعتها الأطراف اليمنية، أواخر نوفمبر، بالعاصمة السعودية الرياض. وقال الجندي، المتحدث باسم حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح منذ تأسيسه في العام 1982، إن الأخير “في الطريق” إلى اليمن لكنه قال “لا استطيع أن احدد زمان عودة” الرئيس بشكل دقيق. وغادر صالح إلى الولايات المتحدة في 29 يناير للعلاج، فيما أعلنت الخارجية الأميركية، الثلاثاء، انه موجود في كاليفورنيا وسيتمتع بالحصانة الدبلوماسية حتى تنصيب هادي. وأشار الجندي إلى أنه “سيكون هناك احتفال مهيب لتنصيب عبد ربه منصور هادي وسيتم تسليم دار الرئاسة” من صالح إلى الرئيس الجديد، الذي ظل نائبا له منذ أكتوبر 1994. وقال مصدر بالرئاسة اليمنية لـ(الاتحاد)، أمس الأربعاء، إن لجنة حكومية خاصة ستشرف على عملية تسليم القصر الرئاسي من صالح إلى هادي، مؤكدا أنه “سيتم تسليم القصر الرئاسي بكافة محتوياته بما في ذلك الأثاث ومواكب السيارات الرئاسية، باستثناء السيارات الخاصة بصالح”. وقال الجندي إن اليمن شهد “تداولا على السلطة” و”صالح خرج من السلطة إلى ساحة المواطنة”، مشددا على أن صالح سيظل يلعب دورا سياسيا مهما و”سيكون رئيس اكبر حزب في البلاد” في إشارة إلى حزب المؤتمر الشعبي العام. وتوقعت صحيفة الوسط اليمنية الأهلية، أن يصل صالح إلى صنعاء في موعد أقصاه اليوم الخميس، بعد أسابيع قضاها في الولايات المتحدة، بغرض العلاج من إصابته في محاولة اغتياله داخل قصره الرئاسي، منتصف العام الماضي. وذكرت الصحيفة أنه سيتم إجراء مراسيم تنصيب الرئيس الجديد داخل القصر الرئاسي، يوم الاثنين المقبل، عقب تأديته اليمين الدستورية أمام مجلسي النواب (البرلمان) والشورى. وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ”، إن هيئة رئاسة مجلس النواب أقرت، أمس الأربعاء، استئناف أعمال المجلس يوم السبت المقبل. وكان هادي خاض، الثلاثاء، الانتخابات الرئاسية المبكرة، مرشحا توافقيا ووحيدا، بموجب اتفاق المبادرة الخليجية لانتقال السلطة، ليكون بذلك الرئيس الحادي عشر لليمن “الجمهوري”، والرئيس الثاني لليمن “الموحد”. وتجاوزت نسبة المشاركة 60 % في الانتخابات التي دعي لها 13 مليون ناخب، بزيادة ثلاثة ملايين بطاقة اقتراع، عن قوام السجل الانتخابي، والتي تم منحها للذين بلغوا السن القانونية ولم تدرج أسماؤهم في السجل، حسبما نصت عليه المبادرة الخليجية. ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول في اللجان الإشرافية التي تراقب العملية الانتخابية في المناطق قوله أن “نسبة المشاركة كانت 60% كمعدل وسطي في مختلف المناطق اليمنية”، مشيرا إلى أن المشاركة في الجنوب كانت اقل بسبب دعوة “الحراك الجنوبي” الانفصالي إلى المقاطعة، حيث بلغت المشاركة في عدن 50% وما بين 30 و40% في باقي مناطق الجنوب. وقال رئيس اللجنة العليا للانتخابات، محمد الحكيمي، في تصريح صحفي، مساء أمس الأربعاء، إنه تم فرز أصوات المقترعين في 157 دائرة انتخابية، من أصل 301، تسع منها توقفت العملية الانتخابية فيها بسبب تعرضها لهجمات مسلحة من قبل أنصار “الحراك الجنوبي”، الذي يتزعم الاحتجاجات الانفصالية في جنوب اليمن، منذ مارس 2007. وأضاف الحكيمي، في تصريح صحفي، إن النتائج الأولية “مشجعة جدا”، متوقعا أن يحصل هادي على أكثر من ستة ملايين صوت، بزيادة مليوني صوت على الأصوات التي حصلها عليها الرئيس السابق صالح، في الانتخابات التي جرت في العام 2006. وحظيت هذه الانتخابات، برقابة 583 خبيرا وناشطا دوليا، وأكثر من 25 ألف ناشط محلي، حسب رئيس اللجنة العليا للانتخابات. وكان وفد من مجلس التعاون لدول الخليج العربية شارك في الرقابة على سير الانتخابات الرئاسية المبكرة، وزار عدد من مراكز الاقتراع في العاصمة صنعاء. وقد أبدى الوفد ارتياحه إزاء “الإقبال الكبير للناخبين”، مشيدا بالإجراءات التنظيمية والأمنية التي قامت بها اللجنة العليا للانتخابات والأجهزة الحكومية المختصة “لتسهيل عملية الاقتراع”، حسب بيان نشر، أمس الأربعاء، على الموقع الالكتروني للأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. كما أشاد الوفد الخليجي بـ”وعي الناخبين للعبور باليمن في هذه المرحلة الحساسة من تاريخه ، والانتقال السلمي للسلطة”. وكان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر، وصف يوم الانتخابات الرئاسية، بـ”اليوم التاريخي” الذي قال إنه جنب اليمن خطر الحرب الأهلية، وفتح آفاقا لمستقبل جديد ومشاركة سياسية واسعة وقال بن عمر، للصحفيين بصنعاء، ليل الثلاثاء، إن “النموذج اليمني بدأ يتحدث عنه الجميع بأنه النموذج الأمثل للانتقال السلمي للسلطة وهو نموذج جنب اليمن الانزلاق في الحرب”، مشددا على أن نجاح العملية الانتقالية مرتبط بالمشاركة السياسية الواسعة لجميع اليمنيين. وأعرب المبعوث الدولي عن تطلعه إلى انتقال اليمنيين إلى المرحلة الانتقالية الثانية، التي تتضمن إجراء حوار وطني شامل، وإعادة صياغة الدستور وإجراء الانتخابات النيابية على ضوء ذلك ، موضحا أن إنعاش الاقتصاد المنهار وإعادة الأعمار، وتحقيق الأمن يعد الأولوية الأكثر إلحاحا أمام الحكومة الانتقالية. ورحبت الولايات المتحدة بتنظيم الانتخابات، وقالت وزير الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، “نيابة عن الولايات المتحدة أريد أن أهنئ الشعب اليمني بالانتخابات الرئاسية الحالية الناجحة”، التي جعلت من اليمن أول دولة من دول الربيع العربي تشهد انتقالا للسلطة بموجب اتفاق سياسي. واعتبرت كلينتون في بيان، ليل الثلاثاء الأربعاء، الانتخابات الرئاسية اليمنية “خطوة مهمة جدا في عملية التحول الديمقراطي” في هذا البلد، المضطرب منذ سنوات أمنيا وسياسيا واقتصاديا، لكنها أشارت إلى أن هذه الانتخابات تظل “خطوة أولى في عملية طويلة ومعقدة للتحول”، وأنها “مازالت بحاجة إلى كل الخطوات التالية لعملية الإصلاح السياسي والدستوري”. وقالت إن الانتخابات الرئاسية “تبعث برسالة واضحة إلى العالم بأن الشعب اليمني يتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقا وديمقراطية”، مؤكدة وقوف واشنطن وشركائها في المجتمع الدولي إلى جانب اليمن، وأنها “ستواصل دعمها لهذا البلد “حتى يتسنى للشعب اليمني تحقيق إمكاناته وطموحه”. من جهته، رحب الاتحاد الأوروبي بنجاح الانتخابات الرئاسية اليمنية، معتبرا أن هذه الانتخابات “مثلت معلما هاما” في عملية نقل السلطة، التي تستمر حتى فبراير 2014. وقالت كاثرين آشتون الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، ونائب رئيس المفوضية الأوروبية، في بيان صحفي: “لقد سررت جدا أنه وبالرغم من مثل هذه الظروف الاستثنائية فقد أدلى كثير من اليمنيين بأصواتهم لإظهار تأييدهم للنقل السلمي للسلطة وعملية الانتقال”. ودعت آشتون إلى محاسبة المسؤولين عن أعمال العنف التي رافقت الانتخابات، خصوصا في مدينة عدن الساحلية (جنوب)، مؤكدة أن أعمال العنف تلك لن تعيق العملية الانتقالية. وطالبت الرئيس المنتخب هادي والحكومة الانتقالية “أن يستمروا وبعزم كبير في تلبية تطلعات الشعب اليمني”، داعية إلى البدء بعملية الحوار الوطني والمصالحة وعملية الإصلاحات الدستورية، للوصول إلى “ دولة شاملة وديمقراطية ومدنية بالفعل لتلبي احتياجات اليمنيين كافة”. وقالت إن “اليمن يواجه تحديات ضخمة، لكن يجب أن يطمئن لأن الاتحاد الأوروبي سيتمر في الوقوف إلى جانبه في جهود بناء مستقبل أفضل مبني على أساس الديمقراطية والعدل وحقوق الإنسان”. كما هنأ رئيس البرلمان الأوروبي، مارتين شولتز، أمس الأربعاء، الشعب اليمني على نجاح الانتخابات الرئاسية التي “وضعت حدا لحكم علي عبدالله صالح الذي دام 33 عاما”. واعتبر شولتز في بيان أن “21 فبراير كان يوما تاريخيا لليمن” مشيرا إلى أن المشاركة في الانتخابات أبرزت وجود دعم هائل لعملية الانتقال الديمقراطي. وقال إن الحكومة اليمنية الجديدة تواجه الآن تحديات عديدة من بينها محاربة الفقر وتعزيز الأمن الداخلي ومكافحة الخصومات العرقية والانفصالية والإرهاب، داعيا دول جوار اليمن والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي إلى دعم الحكومة اليمنية للتصدي لهذه القضايا. وقد أعلنت الحكومة الروسية استعدادها الاستمرار في تقديم المساعدة لليمن لتسوية أوضاعه الداخلية. وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية الروسية، الكسندر لوكاشيفيتش، في مؤتمر صحفي، إن “موسكو ترحب بجهود السلطات اليمنية التي ضمنت إجراء هذه الانتخابات في موعدها المقرر، وكذلك بالمشاركة النشيطة للناخبين فيها. إن هذا يشير إلى تأكيد أغلبية سكان البلاد على إنجاح العملية السياسية من اجل تطبيع الأوضاع في البلاد، ووحدة أراضيها، وتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وعدم السماح مستقبلا بحصول انتكاسات ومنازعات داخلية”. وتمنى أن تبذل الأطراف اليمنية المتصارعة “جهودا كبيرة لحل المسائل ذات الأولوية”، وأن “تتعاون بصورة بناءة مع الرئيس الجديد المنتخب” لضمان إنجاح تنفيذ الجدول الزمني لاتفاق نقل السلطة، الذي قدمته وترعاه دول مجلس التعاون الخليجي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©