الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الإنهيدريت» تلقى اهتماماً عالمياً وتفرض نفسها على التصنيف الدولي

«الإنهيدريت» تلقى اهتماماً عالمياً وتفرض نفسها على التصنيف الدولي
2 يونيو 2009 01:19
كشف خبراء التربة في المركز الدولي للزراعة الملحية وهيئة البيئة من أبوظبي، عن نوع جديد من تربة الأنهيدريت كبريتات الكالسيوم اللامائية، وهي تنتشر على أعماق مختلفة من مستوى الماء الأرضي في المناطق الساحلية من إمارة أبوظبي، حيث حددت الدراسات المستفيضة للتربة في تلك المنطقة، وجود 13 نوعاً مختلفاً من التربة المدرجة في تصنيف التربة الدولي المعتمد من وزارة الزراعة الأميركية، ومنها طبقات من التربة الغنية بـ»الأنهيدريت» المنتشرة على مساحات كبيرة في المنطقة. لكن لم يتمكن خبراء التربة من تصنيفها ضمن التصنيف الدولي للتربة؛ لأن تربة «الأنهيدريت» تعتبر أساساً إحدى فئات التربة الجبسية، كما أنه لم يسجل وجود هذه التربة سابقاً في أي مكان بالعالم، لذلك يخلو التصنيف الدولي للتربة من الإشارة إليه، وتم هذا الاكتشاف المهم خلال إجراء مسح لأراضي المناطق الساحلية في إمارة أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة. تتولى هيئة البيئة بأبوظبي تنفيذ مشروع مسح التربة في إمارة أبوظبي بالتعاون مع المركز الدولي للزراعة الملحية وشركة جي أر إم الدولية، ويُنفذ المشروع على مرحلتين وهي: المرحلة الأولى بمقياس 1 : 100.000 وتغطي إمارة أبوظبي بالكامل وتستمر لمدة 24 شهراً، أما المرحلة الثانية بمقياس 1 : 25.000 وتغطي مساحة 400.000 هكتار وتستمر لمدة 18 شهراً. معدن فريد بدأت الدراسات البحثية في مايو 2005 بهدف توفير سجلات متكاملة مدعمة بالخرائط عن أراضي كل منطقة، وتحديد المناطق القابلة للاستصلاح، ودراسة مكونات التربة المعدنية والبيولوجية باعتبارها جزءاً حيوياً من النظام البيئي، وتدريب الكوادر المواطنة في مجال مسح واستصلاح واستخدام التربة. ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من تنفيذ المشروع في شهر أكتوبر 2009. قال الدكتور شابير شاهد خبير التربة بالمركز الدولي للزراعة الملحية، يستخدم مصطلح التربة الجبسية بشكل كبير في علم التربة، فيتم استخدام الجبس لتحقيق التوازن الحمضي للتربة وتحسين بنيتها وتركيبها، وذلك حسب درجة نقائه وقيمته التجارية، لكنّ هناك فرقاً كبيراً بين الجبس وتربة «الأنهيدريت»، ومنها أن الرقم المكافئ لذوبان «الأنهيدريت» يعادل 38.4 ميلي مكافئ - ليتر، فهو بذلك أكثر قابلية للذوبان من الجبس الذي يعادل الرقم المكافئ للذوبان فيه 30 ميلي مكافئ- ليتر. وذكر الدكتور شاهد أن وجود هذا المعدن في التربة يعتبر فريداً من حيث الثبات في هذه الصورة وتحت الظروف المشبعة بالماء الأرضي وعدم تحوله إلى الجبس «كبريتات الكالسيوم المائية»، فإن هذا الحدث استقطب اهتمام خبراء وزارة الزراعة الأميركية، لمعرفة سبب عدم تحول «الأنهيدريت» إلى جبس حتى عند تبلله بالماء، بالرغم من أن الطبقة الغنية بـ»الأنهيدريت» توضع أساساً فوق طبقة المياه المالحة في تلك المنطقة، فمن خصائص «الأنهيدريت» أن وزنه أخف بحوالي 21% من الجبس، كما أن معدل ذوبانه المرتفع نسبياً بالماء يجعله أفضل من الناحية الاقتصادية وأكثر فاعلية؛ لأنه يتطلب عناصر أقل ووقتاً أقل لاستخدامه في استصلاح التربة فيكون بذلك ذا فائدة كبيرة للمزارعين. اهتمام عالمي الدكتور محمود عبد الفتاح خبير التربة المنتدب من هيئة البيئة في أبوظبي إلى المركز الدولي للزراعة الملحية، قال إن تربة «الأنهيدريت» حظيت باهتمام المجتمع العلمي الدولي، عندما نشر خبراء المركز الدولي للزراعة الملحية وهيئة البيئة – أبوظبي ووزارة الزراعة الأميركية، أول مقالة عن هذا الموضوع في العام 2007، في الدورية المحكمة لوزارة الزراعة الأميركية والتي تأتي بعنوان- آفاق مسح التربة- وقد تصدر غلافها خبر اكتشاف تربة «الأنهيدريت» بعنوان: «الأنهيدريت، هل هذا حقيقي؟». أضاف الدكتور عبد الفتاح أن معدن «الأنهيدريت» يوجد في المناطق الساحلية من إمارة أبوظبي- كما أثبتت التحاليل باستخدام أشعة إكس، سيادة الطول الموجي للمعدن مما أعطى دليلاً قاطعاً على أن المعدن الموجود بالتربة هو كبريتات الكالسيوم في الصورة اللامائية وليس في الصورة المائية. أرجعت الاستنتاجات والأبحاث التي أُجريت أن السبب الرئيسي لوجود المعدن في الصورة اللامائية، وعدم التأثر بالرطوبة والتحول إلى الصورة المائية يرجع إلى الارتفاع الكبير في ملوحة ودرجة حرارة التربة، بحيث يثبطان المرحلة الانتقالية للتفاعل الكيميائي الذي يتحول من خلاله المعدن إلى الصورة المائية، فالتربة الغنية بالمعدن تتميز بأنها ذات بناء مصمت، وبيضاء اللون في صورة حبيبات ناعمة الملمس غير متبلورة وثقيلة القوام. التصنيف الدولي يرى العلماء أن هذه التربة لم يتم العثور عليها أو تسجيلها في أي مكان في العالم سابقاً، كما أن التصنيف الدولي الحديث للتربة لا يشتمل عليها، لذلك أوصت الدراسة بإضافة هذا النوع من التربة إلى الإصدارات المستقبلية للتصنيف الدولي، كما سلم الخبراء المشرفون على المشروع مقترح التعديل إلى وزارة الزراعة الأميركية لإدراجها ضمن التصنيف الدولي للتربة، وحاز هذا المقترح القبول المبدئي مع إجراء بعض التعديلات عليه، وشمل التعديل المقترح إضافة تربة «الأنهيدريت» على ثلاثة مستويات وهي كأفق تشخيصي تحت سطحي، وعلى مستوى العائلة وعلى مستوى تحت المجموعات الكبرى في حالة عدم سيادة الجبس أو الكربونات. أشرف على تنفيذ البحث الدكتور مايكل ويلسون، وهو أحد العلماء المختصين والبارزين في هذا المجال من قسم الزراعة بالولايات المتحدة الأميركية وأحد أعضاء الفريق المشرف على إصدار التصنيف الأميركي الحديث للأراضي، واستخدمت في الدراسة المنفذة صور الأقمار الاصطناعية لإنتاج خرائط تربة أولية واستخدام نظم المعلومات الجغرافية لتجميع وتحليل البيانات وإنتاج الخرائط، وتضمنت تحليل وتقدير الخصائص الطبيعية والكيميائية، وتمييز وتوصيف 13 نوعاً من التربة في المنطقة الساحلية لإمارة أبوظبي في وحدة الخرائط، وتم إدراج النتائج في قاعدة البيانات الفراغية المصممة لهذا الغرض. التملح والتكلس أعد بعدها فريق العمل خريطة تربة تتكون من معظم الوحدات الجزئية فيها من وحدات نقية «نوع واحد من التربة»، وتشتمل باقي الوحدات على وحدات مشتركة، وهي أكثر من نوع في كل وحدة، أو مركبة وهي عدة أنواع في كل وحدة، وتلقي الدراسة الضوء على العوامل المؤثرة في تكوين الأراضي بالمنطقة، وهي مادة الأصل وتشمل التكوينات الجبسية والكلسية والملحية. تضمنت الدراسة أيضاً المعلومات المناخية التي تشمل ارتفاع الحرارة ونسبة التبخر وندرة الأمطار وشدة الرياح، والطبوغرافية التي تشمل المرتفعات والمنخفضات، والعوامل الحيوية التي تشمل النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة، وتناقش الدراسة أيضاً العمليات المسؤولة عن تكوين الأراضي، وهي التملح والتكلس وتكوين الجبس والنقل بالرياح. الدكتور عبد الفتاح قال إن نتائج الدراسة تشير إلى وجود تشابه كبير بين أنواع الترب الموجودة بإمارة أبوظبي مع الأراضي نفسها السائدة بالمناطق القاحلة من العالم، وأظهرت نتائج الدراسة أن النظام الأميركي الحديث لتصنيف الأراضي هو الأمثل لتصنيف أراضي المناطق القاحلة عموما، وذلك لشموله على 6 مستويات تدريجية مختلفة تبدأ أعلاها بالرتب أدناها بالسلاسل. أيضاً بناءً على التعديلات المقترحة التي دعا إليها خبراء المركز الدولي للزراعة الملحية وهيئة البيئة – أبوظبي، دعت وزارة الزراعة الأميركية الفريق الفني المشرف على تنفيذ المشروع لعرض المقترحات المقدمة خلال الاجتماع المشترك بين الجمعية الجيولوجية الأميركية والجمعية الأميركية الزراعية، وجمعية علوم المحاصيل الأميركية، والذي عقد في مدينة هيوستن بولاية تكساس بتاريخ 6-9 أكتوبر 2008. أبحاث ميدانية وقال الدكتور عبد الفتاح إن خبيري علوم التربة الدكتور مايكل ويلسون والدكتور جون كيلي، قد قاما بزيارة لدولة الإمارات خلال شهر نوفمبر 2008، لإجراء أبحاث ميدانية في المناطق الساحلية من إمارة أبوظبي، مع فريق من هيئة البيئة في أبوظبي التي اكتشفت فيها تربة المنطقة الممتدة على الشريط الساحلي للإمارة، وجمعت خلالها عدة عينات وأرسلت لمختبر التربة التابع لوزارة الزراعة الأميركية في مدينة لينكولن بولاية نبراسكا، وذلك لإجراء المزيد من الاختبارات قبل اعتمادها بشكل رسمي.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©