الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سلام الأفغان.. الكرة في ملعب «طالبان»

12 مارس 2018 23:10
قدم الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني في يوم 28 فبراير الماضي أكثر العروض شمولاً، داعياً «طالبان» إلى المشاركة في محادثات سلام رسمية مباشرة مع حكومته. وقدم الرئيس العرض دون شروط مسبقة، ويعترف فيه بدور «طالبان» في السياسة الأفغانية، بغرض المضي قدماً في اتفاق سلام شامل. ويعد عرض عبد الغني من ثمار «عملية كابول» التي استهدفت وضع إطار عمل لإجراء محادثات سلام لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 16 عاماً. وانطوت العملية على اجتماع تشاوري في العاصمة كابول حضره وفود من 30 دولة ومنظمات دولية، منها الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي. والإعلان عن مبادرة السلام سبقه شهور من تعزيز الاتفاق القومي في الآراء في أفغانستان. فقد أجرى الرئيس عبد الغني والمدير التنفيذي للحكومة الأفغانية عبد الله عبد الله وأعضاء المجلس العالي للسلام، وهو هيئة شاملة لشيوخ القبائل الأفغانية تستهدف توجيه الجهود نحو السلام والحوار، مشاورات ومباحثات مطولة مع شخصيات سياسية أفغانية وأعضاء من المجتمع المدني ومع علماء الدين والنساء والشباب. وكشفت المشاورات عن دعم هائل لمبادرة تهدف إلى التوصل إلى تسوية سياسية مع طالبان. وجهود السلام يدعمها إيماننا بالمساواة العامة بين كل الأفغان وحقهم في الحياة في سلام وكرامة. ونعتقد أن هذا المسعى يقدم لـ«طالبان» فرصة لتنتظم كقوة سياسية مشروعة في الحياة العامة، وتحقق أهدافها من خلال وسائل سلمية، وتشارك في العملية السياسية. والحكومة الأفغانية ملتزمة بشدة بمعالجة المخاوف والمطالب الأساسية لـ«طالبان»، بما في ذلك مستقبل وجود القوات العسكرية الدولية والتعديلات الدستورية والإفراج عن معتقلي «طالبان»، والمبادرة تعرض أيضاً حذف أسماء قادة «طالبان» من قوائم عقوبات الأمم المتحدة ومنظمات أخرى. فوجود أسماء بعض الشخصيات في قوائم العقوبات تلك يقيد حركتهم ويعوق احتواءهم في التيار العام للسياسة الأفغانية والمجتمع. ومن خلال عملية السلام وبعد إنهاء القتال، ستكفل الحكومة الأفغانية الأمن لأعضاء جماعة «طالبان» وأسرهم، وتساعد في إعادة توطين المقاتلين السابقين كجزء من الاتفاق. وأثلج صدور الحكومة الأفغانية وشعبها الدعم الذي قدمه المجتمع الدولي لمسعى الحكومة لتقديم غصن الزيتون لـ«طالبان»، فقد وجدنا دعماً كبيراً لالتزامنا بضمان حقوق الإنسان لكل الأفغان وخاصة النساء. ونحن ملتزمون باحتواء عملية كابول لكل الأطياف مع وجود دور بارز للنساء. وأبدينا مرونة إضافية بعرضنا الاستعداد للاجتماع مع «طالبان» سواء في كابول أو في أي مكان آخر يتم الموافقة عليه من الطرفين. وهدفنا في الاجتماعات المبدئية سيكون إجراء مناقشات جوهرية لإظهار جديتنا، والمضي بشكل تدريجي نحو اتفاق ومعاهدة سلام يتم التوصل إليهما بالتفاوض. والجدير بالذكر أن أعضاء من المجتمع الدولي تعهدوا أثناء عملية كابول بالدعم الشديد لحوار يتزعمه الأفغان من أجل السلام وبمواصلة الدعم لضمان نجاح الحوار. ورحبت الحكومة الأفغانية بعروض من دول إسلامية مثل إندونيسيا والمملكة العربية السعودية ودول أخرى، لاستخدام نفوذها الإيجابي لدعم عملية السلام الأفغانية. ويجتمع عدد من علماء الدين المرموقين من أفغانستان وباكستان في مؤتمر مع رجال دين إندونيسيين في جزيرة جاوة الغربية، في وقت لاحق من الشهر الجاري، بهدف دعم مسعى السلام الأفغاني. وسيعتمد علماء الدين على تعاليم الإسلام وعلى سلطتهم الدينية في التوصل إلى وسائل لتقديم الدعم لعملية السلام. ومع الأخذ في الاعتبار النفوذ الذي تتمتع به الشخصيات الدينية في هذا الجزء من العالم، فإن مثل هذه المنتديات ستقطع شوطاً طويلاً في دعم مطالب ورغبة كل أفغاني في إحلال السلام. وفي الوقت الذي نناضل فيه من أجل التوصل إلى تسوية سياسية، سنواصل التأكيد على المحافظة على قدرة قوات الدفاع الوطني وقوات الأمن الأفغانية على الدفاع عن بلادنا ضد أعمال العنف والإرهاب. وهذا الكفاح الموازي ضد الإرهاب العابر للدول الذي يستهدف دعم عملية السلام لن يتأتى دون دعم متواصل من الولايات المتحدة و«الناتو» وشركائنا في المنطقة. وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة عززت ضغوطها العسكرية، وخاصة من خلال الضربات الجوية ضد «طالبان، بينما سعى شركاء أفغانستان الدوليون لحشد الدعم الدبلوماسي من دول مجاورة لدفع الحركة للجلوس إلى مائدة التفاوض. وبالإضافة إلى المساعدات العسكرية من الشركاء والمجتمع الدولي، نتطلع إلى تعزيز دعمهم الدبلوماسي للمساعدة في ضمان نجاح عملية السلام التي يتزعمها الأفغان بأنفسهم والتي يتعين عليهم القيام بها، والكرة الآن في ملعب جماعة «طالبان» وقياداتها الذين يتعين عليهم أن يرتقوا إلى مستوى ما لدينا من إرادة وعزيمة وشجاعة، كي نمضي معاً قدماً على طريق السلام. *وكيل وزارة الخارجية الأفغانية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©