السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أأنت أم المعوقات؟!

3 ابريل 2010 20:24
الحياة مليئة بالتجارب والخبرات الخاصة والعامة، فنحن نتعلم منها كل يوم دروساً جديدة، والعاقل هو من يستفيد منها بقدر الإمكان، لذا نجد الخبراء والمختصين في مجالات كثيرة، قد بذلوا جهوداً كبيرة وقضوا أوقاتا طويلة ليصلوا إلى ما وصلوا إليه. وهناك مقولة تعرفنا معنى «الحكيم» و«حكيم الحكماء»، حيث تقول: «الحكيم من تعلم من أخطائه، وحكيم الحكماء من تعلم من أخطاء الآخرين». ونحن نريد أن نتعلم من أنفسنا ومن كل شخص تعاملنا معه أو سمعنا عنه، حياً كان أم ميتاً.

فكما تقول الحكمة: «الحكمة ضالة المؤمن، فحيثما وجدها فهو أولى الناس بها». هناك فئة من الناس، بسبب العجز والفشل، تتحجج بأمور وأسباب عدة لكي تخفي فشلها أو كسلها، وتبرر ذلك بكل ما أوتيت من قوة لكي تبعد اللوم عن نفسها. فإن سألنا فلانا: «لماذا لم تطور من نفسك؟» سيرد: «أنا ودي ولكن الذي يعيقني هو والدي.. مديري ... عملي ... القوانين .... ظروفي ...». والسؤال الذي يطرح نفسه: إلى متى سيظل هؤلاء يعلقون عجزهم على شماعات الظروف والآخرين؟!!.

لنتأمل همم أصحاب الهمم والرغبات والنفسية القوية التي إن أصرت على هدفها نالته بمشيئة الله. كان هناك رجل من عامة الشعب من عائلة فقيرة في إحدى قرى دولته لم ينل من التعليم شيئاً. كانت رغبته في تحصيل العلم شديدة جداً، إلا أن قطار تعليم المدارس النظامية قد فاته. فما كان أمامه إلا أن يلتحق بمدرسة تحفيظ القرآن واللغة العربية في آن واحد، وهي تعتمد على نظام الشيخ المعلم.

تخرج فيها وقد تجاوز الخمسين من عمره. سنحت له الفرصة بعد ذلك في التعليم النظامي ذلك لتفوقه. كان يعمل كاتباً في شؤون المحاصيل ليعيل نفسه وأفراد أسرته، دخل مدارس الكُتاب والمتوسط والإعدادي. ولما ضاق به الحال نزح إلى العاصمة ليجد فيها عملاً أفضل، حيث عمل بوظيفة حارس ليلي في الجامعة. ومن خلال وجوده في الجامعة أصبح طموحه لا تحده حدود، فبدأ يدرس في المساء للشهادة الثانوية.

وبالفعل أصاب من النجاح ما أَهَّله أن يدخل الجامعة، حيث التحق بكلية أصول الدين. وبعد ذاك بدأ في المضي نحو التفوق وتحقيق المراتب العليا، وتخرج بدرجة امتياز ووجد منحة لدراسة الماجستير والدكتوراة في أصول الدين.

وما هي إلا سنوات حتى تحصَّل على شهادتي الماجستير والدكتوراة بتفوق وقد بلغ من العمر سبعين عاماً. وأصبح دكتوراً في الجامعة التي كان يعمل فيها حارساً ليلياً. فماذا عنك عزيزي القارئ، هل تنتظر من يحرك عزيمتك؟


dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©