المطبخ المغربي.. نكهات عالمية بمذاق أفريقي

لكبيرة التونسي (أبوظبي) يشهد الجناح الفسيح المخصص للمطبخ المغربي بفعالية «المغرب في أبوظبي» التي تنظمها وزارة شؤون الرئاسة، في نسختها الثالثة هذا العام من 7 حتى 19 من مارس الحالي، تحت شعار «المغرب يفتح أبوابه لكم»، حضوراً لافتاً، وتعرف فقراتها إقبالاً كبيراً من طرف الجمهور العريض الذي يتدفق يومياً، لينهل من فيض الموروث الثقافي والحضاري للمغرب العريق وحضارته الضاربة في عمق التاريخ، ويستمتع الجمهور يومياً بعروض الطبخ المغربي المميز والمتنوع، ناهيك عن تذوق الطبق اليومي وتشكيلة من المملحات. وتنبع أهمية المطبخ المغربي الذي ذاع صيته في جميع أنحاء العالم، من أنه خليط من المطابخ الأفريقية والإسلامية والمتوسطية والبربرية أو الأمازيغية والأندلسية، ولهذا يأتي في المرتبة الثانية عالمياً وفي المرتبة الأولى أفريقياً وعربياً.في هذا الإطار عبرت الشيف المغربي شميشة شافعي، عن سعادتها بالمشاركة في معرض المغرب في أبوظبي في نسخته الثالثة، مؤكدة أن مشاركتها ستعرف تقديم ورشات عن الطبخ المغربي كل يوم، وتقدم من خلالها أطباقاً مغربية معروفة، سواء كانت حلويات أو أطباق للمناسبات، كما أشارت إلى أن تواجدها بالمعرض سيكون للإجابة عن تساؤلات الزوار الذين يكتشفون المطبخ المغربي للمرة الأولى ومعرفة أسرار الطبخ المغربي، وكذلك المنتجات المحلية المغربية. تنوع كبير وأشارت الشيف شميشة شافعي، أن الحديث عن الأطباق المغربية يحتاج مجلدات كثيرة، نظراً للتنوع والاختلاف في الطبق المغربي الواحد بين جهات المملكة، حيث قالت: «بالنسبة للحديث عن الطواجين جمع طاجين، هناك طواجن موسمية، لكل فصل من فصول السنة وأنواع مختلفة من الطواجن المغربية التي تعد بمواد ومقادير موسمية من منتجات وخضر وفواكه وغيرها». كما أشارت الشيف إلى أنه يمكن للمغاربة طهي الفاكهة في الطواجين وهي ميزة متفردة في المطبخ المغربي، حيث يمكن أن تجد فاكهة الإجاص والمشمش وغيرها من الفواكه مطهية، بالإضافة إلى مأكولات أخرى ذات شهرة عالمية مثل طبق الكسكس والبسطيلة بمختلف أنواعها «بالدجاج، اللوز، السمك..»، وغيرها من الأطباق التي فاقت شهرتها حدود المملكة المغربية إلى جميع بقاع العالم. كما أن هناك أطباقاً معدة من العجائن مثل «السفة» و«الرفيسة» وهي أكلة مناسباتية يتم إعدادها للنساء الحوامل وعند الوضع، وفي المناسبات السعيدة. التنوع الجغرافي وأشارت شميشة شافعي، أن المطبخ المغربي معروف كذلك بالحلويات التي تزين مائدة الأكل في كل البيوت المغربية، والتي تمهر المرأة المغربية في إعدادها في بيتها، داعية زوار فعالية «المغرب في أبوظبي» من مواطنين ومقيمين إلى التعرف على المأكولات الشهية التي تميز المطبخ المغربي، موضحة أن الأطباق المغربية يصعب حصرها في هذا الحيز الزماني والمكاني نظراً لتنوعها الكبير، مشيرة أن الطبق الواحد يعد بأكثر من طريقة، حسب المناطق المغربية الشاسعة ومتنوعة الثقافة. تأثير وتأثر وعن سر تنوع المطبخ المغربي قالت الشيف شميشة: «تأثر المطبخ المغربي بالمطبخ الأمازيغي والمطبخ العربي والشرق أوسطي وحتى الأوروبي والأندلسي، وهذا ما سيلاحظه الزائر لمنصة المطبخ المغربي ضمن فعالية «المغرب في أبوظبي». وحول مميزات المطبخ المغربي، قالت إن تمازج العديد من المقومات، بالإضافة إلى مهارة المرأة المغربية وقدرتها على استغلال الطبيعة، والمكونات المتنوعة والغنية التي يزخر بها المغرب، واستعمال وتركيب التوابل المغربية المتنوعة، كفيلة بجعل المطبخ المغربي يتميز بفرادة في العالم، مشيرة أن سيدة البيت المغربية معروفة بجملة «عينك ميزانك» في إشارة إلى مقدار التوابل المعمول في الأطباق، وهي دقة تميز النساء المغربيات المتفننات في الطبخ المغربي العريق. ثراء المطبخ وأضافت شميشة: «لقد أسهم التنوع الطبيعي- الجغرافي والمناخي أيضاً في إثراء المطبخ المغربي، إذ جمع بين المناطق الصحراوية الحارة والجافة والمناطق الباردة والساحلية والجبلية الخضراء، فتوفر السمك ولحم الغنم والبقر والدواجن والأعشاب والفاكهة والخضار بكثرة في هذا التنوع، ومن المعروف أن المطبخ المغربي يحظى بأهمية كبيرة لدى كل الشعوب وأقيمت له المهرجانات، وخصصت له الجوائز». فن الطبخ عبرت الشيف زكية أيت بولحسن عن سعادتها بوجودها بفعالية «المغرب في أبوظبي»، موضحة أن ذلك أتاح لها التعرف على جنسيات مختلفة، كما أن وجودها في أبوظبي أثرى تجربتها، لافتة إلى أنها تقدم يومياً أطباقاً مختلفة من المملحات للزوار، بالإضافة للحلويات التقليدية مرفوقة بكؤوس الشاي المنعنع، إلى جانب العرض التفاعلي في فن الطبخ، وتقديم طرق طهي الأطباق المشهورة في المغرب، مؤكدة أنها تسهر يومياً على إعداد أصناف كثيرة من المملحات إلى جانب فريق العمل، بالإضافة إلى طبق اليوم، مشيرة أنه تم إعداد أكثر من 20 صنفاً خلال افتتاح المعرض.