الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

جائزة الشيخ زايد للكتاب تنظم ندوة حول الترجمة في نيويورك

جائزة الشيخ زايد للكتاب تنظم ندوة حول الترجمة في نيويورك
1 يونيو 2009 02:29
نظمت جائزة الشيخ زايد للكتاب على هامش معرض نيويورك للكتاب (بوك إكسبو أميركا 2009) ندوة حول الترجمة، في مكتبة نيويورك العامة، وشارك فيها كل من: إليوت كولا (أستاذ الأدب المقارن ومدير دراسات الشرق الأوسط في جامعة براون الأميركية) وسعد مصلوح (الفائز بجائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع الترجمة للعام 2009 وأستاذ اللغويات في جامعة الكويت) وكريستوفر براون (أستاذ اللغة العربية ورئيس البرنامج العربي في جامعة هانتر الأميركية). أدار الحوار الدكتور وليام رو (سفير الولايات المتحدة السابق بدولة الإمارات العربية المتحدة)، وحضر الندوة ممثلو مراكز دراسات اللغة العربية في الجامعات الأميركية في نيويورك، ولفيف من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي. وأكد عضو الهيئة الاستشارية للجائزة علي راشد النعيمي أهمية موضوع الندوة في بناء الجسور بين الحضارتين العربية والغربية، وأثر ذلك في نهضة حركة الترجمة من وإلى اللغة العربية. من جانبه تحدث إليوت كولا عن خبرته في ترجمة المؤلفات عن الصحراء العربية، مستعرضاً الاختلاف في تكوين الصحراء ومفهومها التاريخي بين الحضارتين العربية والغربية. مشيراً إلى أن الغرب يعتبر الصحراء بيئة قاحلة جرداء في حين أنها تشكل في الأدب العربي الهيكل الروائي الرئيسي بما فيها من تنوع بيئي ومناخي وجغرافي ألهم العرب عبر العصور في شعرهم ونثرهم. وحول نشر الكتب المترجمة أكد إليوت أنها لا تلقى رواجاً عند الناشرين الأميركيين مما ينعكس بالتالي على كم الانتشار الذي تحظى به هذه الكتب. من جانبه ناقش كريستوفر ستون، الذي تنقل كثيراً بين مصر واليمن، اختلاط مفهوم الترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى، مبيناً أن الكثير من الكتاب يسعون إلى ترجمة رواياتهم وأعمالهم إلى اللغات الأخرى لينالوا الانتشار من خلال هذه اللغات وليس سعياً لإبراز الحضارة العربية والاستقاء من التراث العربي الغني. وتطرق ستون إلى ترجمة قصص ألف ليلة وليلة، وعمّا تم نقله خطأ عن هذه القصص العريقة حيث أوصى بالاهتمام أكثر بالترجمة من العربية لما في الحضارة العربية من ثراء أدبي ولغوي، ولنقل الصورة الصحيحة للغرب عن العرب. أما سعد مصلوح فقد استعرض الفرق في قواعد تركيب الكلمات بين اللغات العربية والإنجليزية والروسية، وناقش ترتيب الكلمات في الجمل المترجمة لنقل المعنى بشكله التام ونقل روح النص وليس كلماته فقط. وحول متطلبات المترجم الأميركي لترجمة نص من اللغة العربية، قال كولا: «إن على المترجم أن يبقى على تواصل مستمر بالحضارة العربية، وإن أمكن بالكاتب الأصلي للنص، لفهم المعنى وتشرّب الأسلوب الذي استعمله في كتابته». مؤكداً أن المترجم الأميركي عليه أن يسعى باستمرار إلى طرح الأسئلة عن النص المترجم. يذكر أن اختيار مكتبة نيويورك العامة لعقد الندوة جاء لما لهذه المكتبة من عراقة تاريخية ورمزيّة كمحفل أدبي وثقافي قديم وكمعلم معروف في مدينة نيويورك الأميركية. من جهة أخرى حقق جناح الإمارات الذي تشرف عليه وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، في معرض نيويورك الدولي للكتاب (إكسبو أميركا 2009)، نجاحاً لافتاً، وجذب إليه أنظار الزائرين من الجاليات العربية في الولايات المتحدة، إضافة إلى الزائر الغربي الذي أبدى دهشته من فنون الخط العربي والمقتنيات التراثية الإماراتية التي يزخر بها الجناح الذهبي للإمارات. وشهد المعرض قبيل اختتامه مجموعة متنوعة من الفعاليات الثقافية التي تابعها عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي وكبار المثقفين المشاركين بالمعرض، وحظيت بإقبال جماهيري واسع، وعكست الأبعاد المختلفة للثقافة في دولة الإمارات التي حرصت على أن تكون مشاركتها في المعرض متميزة، وتليق بمكانة الإمارات الثقافية في المنطقة. ومن بين النشاطات، ندوة حوارية عقدتها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ظهر الجمعة الماضي في مركز المعارض تحت عنوان «حقوق النشر في العالم العربي: الممارسات المثالية والقانونية والاهتمامات»، شارك فيها كل من: محمد عبد اللطيف رئيس جمعية الناشرين العرب، وكريستوفر كينيلي رئيس مركز حقوق النشر الأميركية و ديفيد هيرش. حضر الندوة ممثلون عن كبريات دور النشر العالمية مثل: راندم هاوس وهاربر كولنز، والرئيس السابق لاتحاد الناشرين الدوليين، واتحاد الناشرين العرب والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة جمعية الناشرين الإماراتيين، وصاحبة دار «كلمات» ورئيسة مشروع «ثقافة بلا حدود». الإمارات وأميركا إلى ذلك، نظمت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ضمن برنامجها الثقافي المصاحب للمعرض، محاضرتين: الأولى بعنوان العلاقات الإماراتية الأميركية ألقتها الدكتورة فاطمة الصايغ أستاذة التاريخ في جامعة الإمارات، والأخرى بعنوان «تاريخ الاستكشافات الأثرية في الإمارات» ألقاها المهندس رشاد محمد بوخش، مدير إدارة التراث العمراني في بلدية دبي، وقدمت للمحاضرتين الأديبة باسمة يونس رئيسة قسم التأليف والنشر والترجمة في الوزارة. وقدمت الدكتورة فاطمة الصايغ في محاضرتها شرحاً مفصلاً لتاريخ العلاقات الإماراتية الأميركية. كما قام المهندس رشاد بوخش في محاضرته بالتعريف بأهم المعالم التاريخية والأثرية في الإمارات، عارضاً صوراً موثقة لهذه المعالم، وموضحاً تواريخها، إضافة إلى تقديم لبعض القصص الطريفة والمواقف المهمة التي صاحبت مثل هذه التواريخ الأثرية المهمة. وقال د. علي بن تميم مدير مشروع «كلمة» في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث التي برزت مشاركتها المتميزة في المعرض: «تأتي مشاركة الهيئة في معرض «إكسبو أميركا للكتاب» بنيويورك تأكيداً على التعاون بين هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بمشاريعها الأساسية خاصة مشروع «كلمة»، «شركة كتاب»، و»مشروع قلم» وبين دور النشر العالمية للاطلاع على ما يحدث من تطورات في عالم الكتب وتسويقه وتوزيعه، والتعرف على إصدارات الكتب الأساسية والاستفادة من تجارب الدول في تنظيم معارض الكتاب الدولية والترويج لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب». وأشار د. بن تميم إلى أن الركن المخصص للهيئة ومشروع «كلمة» ضمن جناح دولة الإمارات العربية المتحدة شهد زيارات متعددة من قبل الشخصيات العالمية والأدباء، وكبريات دور النشر الأميركية، والجامعات مثل: جامعة «هارفرد» و»نيويورك» و»بنسلفانيا» و«كولومبيا» و«هاواي» و»نورث كارولينا»، وتخللت هذه الزيارات جملة من المحادثات لإعطاء الأولوية في نشر الكتب الأساسية لمشروع «كلمة» للترجمة، نظراً لما قام به المشروع من دور رائد في التأسيس لحركة ترجمة، ساهمت بشكل قوي في بناء فضاء عام يجتمع فيه المترجم والمؤلف والموزع والناشر في صناعة الكتاب العربي المترجم، في أفق يعمل على تأسيس حلقة ربط حيوية من أجل رفد الكتاب المترجم ونشر المعرفة وإيصال خبرات الآخرين الى القارئ العربي. ونوه ديفيد هيرش بمشاركة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في المعرض، قائلا: «إن معرض إكسبو الأميركي بنيويورك يقدم فرصة جيدة للقاء الناشرين الأميركيين، والاطلاع على المنشورات الكثيرة والمنوعة، خاصة منشورات الجامعات. وقد التقت الهيئة و»كلمة» بمجموعة كبيرة من الناشرين وكثير من المؤلفين وتم الاطلاع على عناوين متفرقة لدراسة وبحث إمكانية أن يعمل مشروع «كلمة» على ترجمتها إلى العربية». علاقات ثقافية في السياق نفسه، قال البروفسور بجامعة كاليفورنيا ديويت رينولدز المعني بالأدب العربي القديم: «لقد كتبت كتابي «ترجمة النفس: التقاليد الأدبية للسيرة الذاتية العربية القديمة»، الذي يترجمه مشروع «كلمة» للترجمة ليخاطب القارئ الانجليزي، وأنا أطمح إلى أن تنبه ترجمة مشروع «كلمة» للكتاب القراء العرب والباحثين في تأمل هذا النوع العربي الكلاسيكي الأدبي الذي شارف على الضياع والاندثار». من جهته، أبدى الروائي العالمي الشهير هاجين، الذي يترجم مشروع «كلمة» رائعته الروائية «انتظار»، إعجابه بالمشروع وقال: «إنني فخور جداً بأن أكون جزءاً من مشروع كلمة الذي ساهم في أن يجعل روايتي متوفرة للقارئ العربي على الرغم من ان العالم اليوم الى حد ما أضحى مقسما بالاختلاف. وقد استغل بعض الناس اختلافاتنا هذه ليبرروا الانتهاكات والقمع، ويأتي الأدب هنا ليقاوم مثل هذه الانتهاكات». كما أبدى جملة من المثقفين إعجابهم بمشروع «قلم» الذي يعنى بدعم الأدب الإماراتي ونشره وترجمته، خاصة أن العالم يشهد اضمحلالاً للثقافة المحلية وخصوصية المجتمعات، ومن ثم فمشروع «قلم» يساهم بشكل أو بآخر في الحفاظ على العواطف الداخلية وخصوصية العاطفة الإماراتية وجمالياتها السردية والشعرية. وقد أبدت كثير من القنوات التلفزيونية والإذاعية رغبتها في عقد لقاءات حوارية مع الكتاب الإماراتيين وخاصة النساء منهم. من ناحية أخرى، شارك «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية» في معرض نيويورك الدولي للكتاب إلى جانب مؤسسات ومراكز ثقافية كثيرة في الدولة، وعُرضت مجموعة مختارة من إصدارات المركز، المنشورة باللغتين العربية والإنجليزية، وهي تتناول بالبحث والتحليل مختلف القضايا الاستراتيجية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعلوماتية، التي تتعلق بمنطقة الخليج العربي بصفة خاصة والشرق الأوسط والعالم العربي بصفة عامة، وأهم المستجدات الإقليمية والعالمية في مجالات العلاقات الدولية، والشؤون الأمنية والعسكرية، وقضايا الطاقة. وتشتمل هذه الإصدارات على كتب أصيلة ومترجمة لمؤلفين يحظون بشهرة عالمية؛ بوصفهم متخصصين في مجالات العلاقات الدولية، والدراسات الأمنية والعسكرية، وقضايا الطاقة، بالإضافة إلى دراسات علمية محكَّمة باللغتين العربية والإنجليزية. ومما يجدر ذكره، أن الجناح الإماراتي في المعرض ضم نخبة من المؤسسات الثقافية ومراكز البحوث والتوثيق الموجودة في الدولة
المصدر: نيويورك
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©