السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مدينة الصدر تعيش أوضاعاً مأساوية والبصرة تتعافى

25 ابريل 2008 02:27
بغداد، البصرة (د ب أ، ا ف ب)- بعد شهر من الإغلاق التام والقصف الجوي والاقتتال في الشوارع بين أتباع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر والقوات العراقية والاميركية، مازال سكان مدينة الصدر في بغداد يعيشون معاناة قاسية جداً وحالة من الذعر والهلع، بينما تستعيد البصرة حياتها الطبيعية في معظم أحيائها بعد أن تمكنت القوات العراقية من فرض سيطرة مطلقة عليها· وتسمع يومياً مع حلول الظلام انفجارات مدوية في مدينة الصدر، جزء منها جراء قصف جوي اميركي يهز أرجاء الحي الذي تقطنه غالبية شيعية، فضلاً عن اشتباكات بين القوات العراقية والأميركية من جهة وميليشيا ''جيش المهدي'' التي تتحصن في الأزقة الضيقة· وقال النائب حارث العبيدي عضو مجلس النواب العراقي عن (جبهة التوافق العراقية) إن ''الوضع خطير ومأساوي جداً في مدينة الصدر،/ ويجب ايقاف العمليات العسكرية والركون الى الحل السياسي''، واضاف العبيدي ''كنت يوم الاربعاء برفقة 11 من اعضاء مجلس النواب في زيارة تفقدية للاطلاع على الاوضاع في المدينة ورأينا جزءاً من معالم الخراب والحالة المأساوية التي تعيشها المدينة منذ شهر جراء العمليات العسكرية التي تنفذها الحكومة''· واضاف: ''لم نستطع زيارة المدينة بالكامل بسبب الاقتتال بين الميليشيات والقوات العسكرية العراقية والاميركية، فضلاً عن انتشار القناصة حيث كنا نسمع أصوات الاطلاقات النارية ونحن بداخل المدينة''، وأكد أن ''الناس هناك متذمرون ويواجهون معاناة خطيرة، ولابد من فك الحصار عن المدينة حيث لايوجد غير مدخل واحد للدخول والخروج بإشراف القوات العراقية ويشهد زحاماً شديداً، كما شكا الناس من وضع جدار عازل بين احياء المدينة''· واشار الى ان ''امرأة أبلغتني ان افراد اسرتها قتلوا جراء الاقتتال في المدينة''، مضيفاً ''كل شيء في المدينة معطل المدارس والابنية الحكومية والمحال التجارية والاسواق مقفلة والمستشفيات في وضع مأساوي للغاية وهي غير مطابقة لأبسط المواصفات وتعيش وضعا صعبا جراء نفاذ للادوية والمستلزمات الطبية، فضلاً عن الاصابات الكثيرة جداً''· وأوضح: ''أجرينا احصائية في ثلاثة مستشفيات في مدينة الصدر وهي مستشفيات الصدر والامام علي وابن بلدي ووجدنا ان عدد الشهداء 336 وعدد الجرحى 1994 غالبيتهم من الاطفال والنساء والشيوخ''، وقال: إن ''بعض الاصابات في وضع حرج وتحتاج الى نقلها فوراً الى مستشفيات بغداد نظراً لشحة ونفاد الادوية والمستلزمات الطبية''· وذكر العبيدي أن ''الناس في حي الصدر يعيشون في حالة من الهلع والذعر جراء انتشار القناصة فوق البنايات العالية وفي الشوارع، وأن عدداً كبيراً من المصابين سقطو جراء الاصابة برصاص القناصة''، وقال: ''سنعد تقريراً مفصلاً الى رئيس البرلمان لشرح الاوضاع العامة في المدينة، وسنطلب من الحكومة إنهاء الازمة فوراً وعدم استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين ومعالجة خروقات حقوق الانسان والتأكيد على سيادة القانون وسلطة القضاء واعتقال الاشخاص المطلوبين للعدالة من خلال مذكرات اعتقال''، وأضاف أن ''نواب التيار الصدري أبلغونا أنهم سيدعمون مطالبنا من أجل إنهاء القتال واعتقال المطلوبين للقضاء من أجل انهاء معاناة الأبرياء في مدينة الصدر''· ويرى العبيدي أنه ''لايمكن حل الازمة عسكرياً، لأن التيار الصدري له قاعدة شعبية كبيرة وممثل في البرلمان''، وقال: ''علينا العمل من اجل تغليب لغة الحوار على لغة السلاح، وإن التيار الصدري يسير باتجاه الحل السياسي للأزمة بالطرق السلمية، وإنهم مع ضبط الامن وسيادة القانون، وهذا شيء جيد علينا العمل من خلاله لانهاء معاناة الاهالي''· بالمقابل بدأت البصرة تستعيد حياتها الطبيعية التي يشوبها هدوء حذر يفرضه وجود القوات الأمنية العراقية التي قالت إنها سيطرت على معظم ارجاء المدينة، واكد اللواء عبدالكريم خلف المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، أن ''القوات الامنية العراقية تسيطر على جميع شوارع البصرة، ولم يعد هناك سيطرة للجماعات المسلحة''· ويؤكد الاهالي الذين عادوا الى اعمالهم وحياتهم الطبيعية، الشعور بالأمان بعد مرور اربعة اسابيع من انطلاق العمليات العسكرية في مدينتهم· وحسب تقارير الامم المتحدة فقد قتل 700 شخص من المليشيات على الاقل، غالبيتهم من الموالين لمقتدى الصدر في البصرة· واستأنفت بعض محلات الفرق الموسيقية وبيع الافلام عملها إثر إغلاق دام اكثر من اربع سنوات، بفرض من المليشيات المتشددة، وبدأت المدارس في البصرة دوامها الرسمي في السادس من الشهر الجاري، وقد اصبح السبت يوم دوام رسمي بعد ان كان عطلة رسمية، ليعوض الطلاب ما فاتهم من دروس، بينما بدأت الجامعات والمعاهد دوامها الرسمي في 20 من الشهر الجاري· ورغم الاستقرار الذي عم المدينة لكن الناس مازالوا يخافون من الخروج ليلا، وتعيق حواجز التفتيش سيرهم في النهار·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©