الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الهند وباكستان... مصدر قلق نووي

الهند وباكستان... مصدر قلق نووي
1 يونيو 2009 02:27
في وقت ما من العام المقبل، وفي موقع شديد الحراسة جنوب عاصمتها، ستكون باكستان جاهزة لإنتاج نوع جديد من البلوتونيوم من أجل ترسانتها النووية التي يرتقب أن تشمل في نهاية المطاف رؤوساً حربية للصواريخ الباليستية وصواريخ كروز الممكن إطلاقها من السفن أو الغواصات أو الطائرات. وعلى بعد نحو 1000 ميل إلى الجنوب الغربي، يقوم العلماء في الهند بتصميم صواريخ «كروز» قادرة على حمل رؤوس نووية، بالاعتماد جزئياً على مساعدة روسية في مجال تصميم الصواريخ. كما تحاول الهند تزويد صواريخها الباليستية من طراز «آجني» بمثل هذه الرؤوس الحربية ونشرها على غواصات. ومن المرتقب أيضا أن تُخضع قدراتها الابتدائية في مجال الدفاع الصاروخي لعملية تطوير كبيرة العام المقبل. وإذا كان التفجير النووي التجريبي، الذي قامت به كوريا الشمالية يوم الاثنين الماضي، قد جدد التخوفات بشأن جهود ذلك البلد الرامية لتطوير ترسانة نووية، فإن قلقاً متزايداً يساور الولايات المتحدة ومسؤوليها وخبراءها، الذين يتتبعون ويرصدون التطورات في آسيا الوسطى بشأن النمو السريع للبرامج النووية الأكثر نضجاً في المنطقة، وذلك لجملة أسباب من بينها خطر سقوط تلك الأسلحة بين أيدي المجموعات الإرهابية. ولئن كانت الهند وباكستان تنظران كلاهما إلى أسلحتهما النووية باعتبارها نقطة قوة في سباق تسلح، بدأ يتخذ وتيرة وتنوع التنافس النووي الأميركي-السوفييتي، الذي كان قائمًا إبان الحرب الباردة – وإن لم يكن بنفس الحجم، كما يقول خبراء أميركيون في الانتشار النووي والاستخبارات، فإن السلطات الباكستانية تشدد على أنها تعمل فقط على تحديث منشآتها، وليس على توسيع برنامجها. ويقول مسؤول استخباراتي سابق متخصص في شؤون المنطقة «إن كلا البلدين يعملان على تزويد أنظمة جديدة بأسلحة متطورة؛ إنهم يفعلون كل ما يمكن أن يتخيله المرء». ولئن كانت الهند وباكستان كلاهما تقولان إن تحركاتهما دفاعية، فإن النتيجة النهائية لجهودهما هي رفع وزيادة كمية المواد التي يتم إنتاجها، إضافة إلى تدريب الخبراء وتعليمهم مهارات حساسة جداً، كما يقول هذا المصدر وغيره. ومن جانبه، يقول «رولف موات لارسن»، المسؤول السابق المكلف بأسلحة الدمار الشامل في الـ»سي. آي. إيه»، ومدير المعلومات الاستخباراتية في وزارة الطاقة خلال إدارة بوش الابن «كميات أكبر من المواد التي تُنتَج تعني كميات أكبر من المواد التي تُنقل»، ما يعني ضعفا وهشاشة وإمكانية سرقة أكبر. ويقول مسؤولون سابقون في الحكومة الهندية إن الجهود جارية من أجل تحسين واختبار رأس حربية نووية قوية، حتى في وقت تزيد فيه ترسانة متنامية من الطائرات والصواريخ والغواصات التي تطلقها. وفي هذا السياق، يقول «بهارات كارناد»، العضو السابق في المجلس الاستشاري للأمن القومي الهندي، وأستاذ دراسات الأمن القومي بمركز بحوث السياسات في نيودلهي: «في ما يخص أنظمة حمل ونقل الرؤوس النووية الحربية، يمكن القول إن مستوى الهند جيد». والجدير بالذكر هنا أن الهند وباكستان جربتا قنبلتين نوويتين في 1998، في ما فجرت الهند قنبلة نووية لأول مرة على سبيل التجربة في عام 1974. غير أن مسؤولا باكستانياً، قال إن حكومته أحجمت عن اختبار الصواريخ القادرة على حمل قنابل نووية، لأن المسؤولين لا يريدون إغضاب واستعداء الحكومتين الهندية والأميركية. في هذه الأثناء، يتوقع مسؤولون أميركيون أن تبوء الدعوات التي توجه للبلدين من أجل إبطاء نشاط تسلحهما بالفشل على الأرجح. وهذا الإطار، يقول «جاري سامور»، المستشار المكلف بقضايا حظر الانتشار النووي في البيت الأبيض، بعد خطاب أمام «جمعية مراقبة التسلح» الأسبوع الماضي: «ينبغي ألا نفكر في التعاطي مع مشكلة جنوب آسيا على أساس إقليمي فقط، وإنما في سياق مقاربة أكثر عالمية وشمولية»، مضيفاً «أن الحكومة الباكستانية كانت دائماً تقول إنها مستعدة للقيام بذلك مع الهند في حين يقول الهنود دائماً «لا يمكن أن نتخذ خطوات في هذا الاتجاه إذا لم تخطُ الصين ودول نووية أخرى خطوات مماثلة»؛ وهكذا، ينتهي بك المطاف إلى وضع حيث من الصعوبة بمكان إحراز أي تقدم». وإذا كان البرنامج النووي الباكستاني، قد استأثر مؤخراً بأكبر قدر من القلق والتخوف بسبب القرب الجغرافي من عاصمة متمردي «طالبان»، فإن العديد من الخبراء الأميركيين يقولون إنه ينبغي ألا يُنظر إليه بمعزل عن توسيع الهند لبرنامجها النووي. وفي هذا الإطار، يقول بعض الخبراء إن اتفاق تعاون في المجال النووي المدني وقعه بوش مع الهند في أكتوبر الماضي يخدم مصلحة البرنامج التسليحي لهذه الأخيرة لأنه يسمح باستيراد الهند لليورانيوم، ويسمح للجيش بالاستفادة من اليورانيوم المخصب الذي تنتجه ثمانية مفاعلات. ويذكر هنا أن السفير الباكستاني في فيينا كان قد حذر، في رسالة إلى اللجنة الدولية للطاقة الذرية في يوليو الماضي، أن من شأن هذا الاتفاق أن يزيد» من احتمال سباق تسلح نووي في شبه القارة الهندية. وفي هذا السياق، يرى «كين بونجو»، وهو مستشار سابق متخصص في قضايا حظر الانتشار النووي بوزارة الطاقة عاد مؤخراً من اجتماعات مع المسؤولين الباكستانيين، أن الاتفاق يذكي مخاوف باكستان من خسارة سباق تكنولوجي. ومن جانبه، يقول فيروز حسن خان، الجنرال الباكستاني المتقاعد المكلف بمراقبة التسلح إن باكستان ترى خطراً حقيقياً متمثلا في ضربة استباقية من قبل الهند. ونظرا للتفوق الهندي بخصوص القدرات التقليدية، فإن «باكستان مضطرة للاعتماد أكثر على الأسلحة النووية للرد على التهديد»، مضيفا «سيكون من الجنون عدم إنتاج أسلحة أكثر وأفضل». آر. جيفري سميث وجوبي وُريك - واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©