عباس يطالب بوش بالتدخل لإنقاذ مفاوضات السلام

واشنطن (وكالات) - استقبل الرئيس الأميركي جورج بوش الليلة الماضية، الرئيس الفلسطيني محمود عباس في البيت الأبيض في مسعى لتعزيز موقفه ودفع جهود السلام الهشة التي ترعاها الولايات المتحدة مع اسرائيل قدماً· وعقد الرئيس الأميركي محادثات مع عباس في مواجهة شكوك عميقة في فرص التوصل الى اتفاق سلام في الشرق الأوسط، قبل أن ينهي بوش فترته ويترك البيت الأبيض في يناير المقبل، ما يعني عدم تحقيق ''رؤيته'' بالتوصل الى اتفاق سلام قبل نهاية العام الحالي· وكانت وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس قد اجتمعت مع عباس للتمهيد لمحادثاته مع بوش· وقال المفاوض الفلسطيني صائب عريقات للصحفيين، إنها أبلغت عباس بأنها ستزور إسرائيل والضفة الغربية في الثالث والرابع من مايو قبل زيارة بوش المنتظرة· ومن المتوقع أن يجد الرئيس الاميركي صعوبة في انتزاع تنازلات جادة من أي من الجانبين مع انتقال اهتمام العالم الآن الى من سيخلفه في البيت الابيض في يناير عام ·2009 ويقول مساعدون لعباس إن هناك مخاوف من أن فشل جهود بوش من أجل السلام لن يضعف فحسب الزعيم الفلسطيني ويعزز خصومه الإسلاميين وإنما سيؤدي إلى خسارة أي قوة دفع للتوصل إلى اتفاق في بداية عهد الإدارة الأميركية الجديدة· وقال كبير المفاوضين صائب عريقات قبل الاجتماع، إن عباس سيطالب بتدخل أميركي ''فاعل ونشط'' لإنقاذ إمكانية التوصل لاتفاق سلام مع إسرائيل نهاية العام الجاري· وأضاف أن عباس أبلغ رايس بأن ''الهوة بين الموقفين الفلسطيني والإسرائيلي بشأن جميع قضايا الحل النهائي ما زالت واسعة، وأن الحكومة الإسرائيلية لم تنفذ ما عليها من التزامات في المرحلة الأولى من خريطة الطريق''· وأضاف أن اجتماع عباس ووزيرة الخارجية الاميركية امس، ركز على ثلاث قضايا رئيسية هي: مفاوضات السلام والتزامات ''خريطة الطريق''، وثانياً جهود التهدئة في قطاع غزة، وثالثاً السلام العربي-الإسرائيلي· وقال إن عباس سيعود للاجتماع مع الوزيرة الاميركية بعد لقائه مع الرئيس الأميركي· وكشف عريقات النقاب في تصريحات لصحيفة ''الأيام'' الفلسطينية أن هناك اتصالات لعقد ''لقاء بين الرئيس عباس والرئيس بوش في منتجع شرم الشيخ المصري يوم السابع عشر من الشهر المقبل''· وتابع عريقات أن الرئيس عباس قال انه طلب من الرئيس المصري حسني مبارك، أن يتدخل بهدف التهدئة الشاملة والمتزامنة في قطاع غزة ''وهذه مصلحة وطنية عليا ندعمها بقوة، كما طلب رفع الحصار عن قطاع غزة''· وأشار عريقات الى أن ''الرئيس عباس أكد أن السلام الذي نسعى إليه هو القائم على مبادرة السلام العربية، وأننا مع سوريا في استئناف مفاوضات السلام لاستعادة الجولان العربي السوري المحتل ولن نسمح بالتلاعب بالمسارات''· وفي لقائه الليلة قبل الماضية مع الجالية العربية في واشنطن، قال عباس إن الجانب الفلسطيني يجري محادثات جادة بهدف التوصل الى اتفاق في نهاية هذا العام، لكن هناك فجوة كبيرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين بشأن القضايا محل النقاش· وقال انه بالرغم من هذه الفجوة يود أن يؤكد التزامه بالتوصل الى اتفاق للسلام· وأوضح عباس أن المستوطنات اليهودية هي أكبر عقبة امام عملية السلام· ودعا رئيس الوزراء الاسرائيلي الى وقف النشاط الاستيطاني· وصرح بأن ادارة بوش أبدت جدية في محاولة حسم الصراع· ومن جانب آخر، قالت الأمم المتحدة امس، إن اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط تعتزم عقد اجتماع في لندن يوم 2 مايو لمتابعة الجهود التي تهدف إلى إنهاء الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين· وسيرأس الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاجتماع لمراجعة ''كافة جوانب'' عملية السلام التي بدأت عقب مؤتمر أنابوليس· وقالت أنجيلا كين الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشؤون السياسية، إن لجنة الاتصال المنبثقة عن الرباعية ستعقد اجتماعاً في العاصمة البريطانية في اليوم نفسه لتقييم التقدم الذي أنجزه الفلسطينيون في تطوير مؤسساتهم وكذلك على مسار التنمية الاقتصادية· وقالت كين أمام اجتماع عام لمجلس الأمن الدولي، إن المباحثات الاسرائيلية- الفلسطينية دخلت ''أكثر مراحل المفاوضات كثافة بشأن قضايا الوضع النهائي'' خلال السنوات الثماني الماضية·